
عادت العلاقة التي جمعت الإخوان المسلمين وميليشيات الحوثي الإرهابية إلى الواجهة بعد تداول رسالة مفتوحة إلى القيادي الإخواني محمد عبد المجيد الزنداني، تظهر تعاون الطرفين في الباطن، رغم المواقف العدائية المعلنة.
وقد وجّه المحامي اليمني محمد المسوري رسالة مفتوحة إلى القيادي في حزب (الإصلاح) "ذراع الإخوان المسلمين في اليمن" محمد عبد المجيد الزنداني، تتضمن سلسلة تساؤلات حادة حول موقفه وموقف والده ومن معهم من جماعة الحوثي الإرهابية.
واستند المسوري في تساؤلاته إلى اتهامات سابقة للحوثيين باعتبار الزنداني وجماعته "إرهابيين"، واعتبار جامعة الإيمان "وكراً للإرهاب".
وتساءل المسوري باستنكار: "أنت ووالدك ومن معكم محسوبون عند الحوثي من الإرهابيين. وجامعة الإيمان يعتبرها الحوثي وكراً للإرهاب، فهل نسيت ذلك؟"، وفق ما نقل موقع (المشهد اليمني).
تلك التساؤلات حملت ضمنياً الكثير من علامات الاستفهام حول علاقة الإخوان في الوقت الراهن بميليشيات الحوثي الإرهابية، والمؤامرات التي يحيكها الطرفان، والأهداف التي يتشاركان بها لإفشال أيّ مفاوضات سلام أو اقتراحات دولية لإنهاء معاناة اليمنيين.
هذا، واستعرض موقع (المشهد العربي) بعض أوجه التخادم بين جماعتي الحوثي والإخوان، وخاصة ضد الجنوب.
وقال الموقع: إنّ التخادم العسكري كان جليّاً بين ميليشيات الحوثي والإخوان، وذلك في معارك بيحان ومأرب والبيضاء، فقد سلّمت القوات الموالية للإخوان مواقعها للحوثيين، وافتعل الإخوان معارك على الخطوط الخلفية للقوات الجنوبية التي كانت تتقدم باتجاه مأرب، أو على صعيد تسليم جبهات في الشمال في نهم والجوف وحجور وعتمة لصالح الحوثيين.
الإخوان افتعلوا معارك إعلامية وفبركات وإشاعات ومحاولات إذكاء نار الفتن بين القوى المناهضة للحوثيين وبين كل من السعودية والإمارات وبين الجنوبيين والتحالف.
ناهيك عن عمليات تهريب وبيع الأسلحة "الشرعية" للحوثيين، وتمرير أعمال تهريب الأسلحة عبر محافظات المهرة وحضرموت ومأرب والجوف إلى ميليشيات الحوثي.
والأكثر من ذلك اغتيال عدد من قادة الجنوب ومن قادة المقاومة في الشمال، وخاصة في مأرب وتعز، كهدف مشترك لكل من الحوثيين والإخوان، من هؤلاء الشهداء على سبيل المثال جواس وأبو اليمامة وعدنان الحمادي وعبد الرب الشدادي .
أمّا على الصعيد الاقتصادي، فقد عطل الإخوان كل محاولات تحرير الاقتصاد من هيمنة الحوثيين، وخاصة في مجالات الاتصالات والطيران والصناديق والبنوك والمساعدات الدولية، وظلّ الحوثيون يستحوذون على ملايين الدولارات ويستخدمونها لتعويض خسائرهم في السلاح والمعدات ولشراء غيرها، وكذلك في مجال العملة والمضاربة بها وانسيابها إلى صنعاء، والتلاعب بأسعار العملة والسلع، وتعطيل الخدمات في الجنوب.
ووفق الباحث والمحلل السياسي اليمني ثابت حسين صالح، فقد سعى الإخوان إلى تزييف وتشويه الحقائق عن الحرب والمعارك وزرع روح الانهزام والإحباط لدى المقاومين للحوثيين في الشمال، وتشويه سمعة القوات المسلحة الجنوبية والتحريض عليها وعلى قوات الأمن والقادة الجنوبيين، كما حصل ضد النخبتين الشبوانية والحضرمية وأمن عدن ولحج وسقطرى، وتغطية وتبرير جرائم الحوثيين والقاعدة وداعش.
وكذلك افتعال معارك إعلامية وفبركات وإشاعات ومحاولات إذكاء نار الفتن بين القوى المناهضة للحوثيين وبين كل من السعودية والإمارات وبين الجنوبيين والتحالف، وكل ذلك النشاط الإعلامي الهدام صبّ في خدمة الحوثيين.
ولم يُخفِ نشطاء من حزب (الإصلاح) موقفهم المعادي للتحالف، وخاصة السعودية والإمارات والبحرين، وحماستهم لضربات إيران والحوثيين مواقع حيوية في السعودية والإمارات، بما في ذلك ازدراؤهم وشماتتهم باستشهاد جنود الإمارات في مأرب وجنود البحرين على حدود السعودية الجنوبية مع اليمن.
ومن الواضح أنّ الحوثيين والإخوان في تنسيق دائم بكل أمور الحرب والسلام، وفي طريقهم إلى إعلان ذلك علناً بدرجة قد تصل إلى التحالف بينهما ضد الجنوب أوّلاً وضد التحالف العربي ثانياً.