ذكرى ميلاد الفتنة

ذكرى ميلاد الفتنة


30/03/2021

سمير عمر

الثاني والعشرون من شهر مارس عام 1928، هل تعرف عزيزي القارئ ما الذي حدث في هذا اليوم؟.

سواء عرفت أم لم تعرف فإنك دون شك قد تأثرت بشكل أو بآخر بما حدث في هذا التاريخ.

ففي هذا اليوم كتبت شهادة ميلاد تنظيم "الإخوان".

طيب هل تعرف عزيزي القارئ ما الذي حدث في يوم الثاني عشر من فبراير عام 1949؟

سواء عرفت أم لم تعرف فإنك بالتأكيد قد دفعت بشكل أو بآخر ثمن الحادث الذي وقع في هذا التاريخ.

ففي هذا اليوم كتبت شهادة وفاة مؤسس تنظيم "الإخوان" حسن البنا.

واحد وعشرون عاما تفصل بين كتابة الشهادتين، عاش خلالها البنا حاملا لقب "المرشد العام للجماعة"، وبعدها صار يحمل، وفق ما يروج البعض، لقب "الإمام الشهيد".

ميلاد الفكرة

بالطبع لم يكن الثاني والعشرون من شهر مارس عام 1928 هو اليوم الذي ولدت فيه فكرة تأسيس التنظيم فقبلها بسنوات كان البنا ومن يقف خلفه يجهزون لهذا اليوم ويعدون له العدة.

ويروي البنا بنفسه في كتابه مذكرات الدعوة والداعية كيف تحولت الفكرة إلى حركة ستأخذه وتأخذنا معه في رحلة الدم التي عرفنا كيف بدأت والله وحده يعلم متى تنتهي.

يقول البنا: في ذي القعدة سنة 1347 مارس 1928 – فيما أذكر - زارني في المنزل أولئك الإخوة الستة حافظ عبد الحميد ، أحمد الحصري ، فؤاد إبراهيم ، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز ، زكي المغربي وهم من الذين تأثروا بالدروس والمحاضرات التي كنت ألقيها وجلسوا يتحدثون إلي وفي نفوسهم قوة وفي عيونهم بريق وعلى وجوههم سنا الإيمان والعزم .

ويمضي البنا في سرد بلاغي لما دار في هذا اللقاء حتى يقول: "كانت بيعة كان قسما أن نحيا إخوانا نعمل للإسلام ونجاهد في سبيله"، على حد تعبيره.

وحين احتار الستة وسابعهم البنا في تسمية أنفسهم، قال البنا: نحن إخوة في خدمة الإسلام فنحن إذن "الإخوان"، لكن هل حقا كان عملهم عملا للإسلام و"جهادا" في سبيله؟.

ميلاد العنف

سيجيب أحدهم بمنتهى الثقة: طبعا كان عملهم للإسلام وجهادا في سبيله.

وسنرد بمنتهى الهدوء: للأسف هذا غير صحيح .

ولا يعنينا هنا ما يروجه أعضاء الجماعة ومؤيدوها عن تاريخهم وتاريخ جماعتهم ومؤسسها، بل ما يعنينا الوقائع والأحداث التي أظهرت وجه الجماعة الحقيقي، والتي رواها وتحدث عنها قيادات في الجماعة.

فبعد نحو عشر سنوات من التأسيس كان ميلاد النظام الخاص الذي نفذ عمليات إرهابية متنوعة كان أبرزها اغتيال القاضي الخازندار، ورئيس الوزراء ووزير الداخلية محمود فهمي النقراشي، ثم محاولة اغتيال عبد الناصر عام 1954، وما تلاها من عمليات إرهابية متعددة شارك فيها عناصر الجماعة أو من خرج من تحت عباءتها حتى يومنا هذا.

فهل الاغتيالات والعمليات الإرهابية عملا للإسلام أو جهادا في سبيله؟.

التجسس

في كتاب "النقط فوق الحروف" للقيادي الإخواني أحمد عادل كمال يتحدث عضو النظام الخاص عن جهاز مخابرات الإخوان ويعترف بأن الإخوان كانوا يمتلكون جهاز مخابرات وأنهم كانوا يتجسسون على الأحزاب المصرية ويزرعون عناصرهم داخلها لتفجير الخلافات في صفوفها.

حدث هذا مع حركة مصر الفتاة، والحزب الوطني "اعترف بعض قادة الإخوان بأن النظام الخاص جند أحد أعضائه لتنفيذ اغتيال أحمد ماهر " وطبعا كان حزب الوفد ذي الشعبية الأكبر آنذاك هدفا أساسيا لتجسس الإخوان، واستمر هذا النهج الإخواني بعد ثورة يناير 2011 بل حتى وهم في الحكم عام 2012، وفي هذا حديث يطول ووقائع لا تحصى.

فهل التجسس على الأحزاب الوطنية والسعي لتفجيرها من الداخل عملا لخدمة الإسلام وجهادا في سبيله؟.

الكذب عادة إخوانية

هل يكذب المؤمن؟ لا هكذا يقرر الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، لكن الإخوان يكذبون كما يتنفسون ، وهم تارة يكذبون تحت شعار "الحرب خدعة" وأخرى يكذبون إعمالا لمبدأ "التقية" وتارة ثالثة يكذبون عملا بالمثل الشعبي " اللي تغلب بيه العب بيه " – استخدم يوسف ندا هذا التعبير وهو يدافع عما روجه من أكاذيب عن فترة الستينيات – وقائمة أكاذيب الإخوان طويلة بطول تاريخ الجماعة وليس أدل على هذه الأكاذيب مما كشفته خلافات قياداتهم في السنوات الأخيرة سواء أثناء وجودهم في الحكم في مصر أو بعد أن أطاح المصريون بهم وبممثلهم في قصر الرئاسة.

فهل كانت ممارسة الكذب لخدمة الإسلام وجهادا في سبيله؟

التعامل مع المحتل وأجهزة مخابراته

لم ينكر مؤسس الجماعة حسن البنا تقاضيه "هبة" بلغت 500 جنيه من شركة قناة السويس، بل أثبتها في كتابه وإن دافع عنها بحجج واهية، لكنه أخفى اتصالاته بالسفارة البريطانية والأميركية حتى كشف عنها النقاب مؤخرا.

وكذلك فعل خلفاؤه الذين تواصلوا بالسفارة البريطانية بعد ثورة يوليو ، ثم صار التعامل مع أجهزة المخابرات وبالتحديد الأمريكية نهجا إخوانيا ثابتا ويذكر الجميع كيف كان مقر الإخوان في حي التوفيقية بقلب القاهرة مركزا لاستقبال  المجاهدين" تمهيدا لنقلهم إلى أفغانستان بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية.

وعلى ذات الدرب سار مرشدو الجماعة وقادتهم قبل يناير 2011 وبعدها حتى كانت النسخة الأخيرة من هذا السلوك الإخواني التنسيق الكامل بين إخوان " إسرائيل " ونتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

فهل التعامل مع القوى الاستعمارية والمحتلين والتنسيق معهم لخدمة الإسلام وجهادا في سبيله ؟!

قلنا ونقول : حتى إذا سلمنا جدلا بصحة ما يروجونه عن نشأة الجماعة وأهداف مؤسسها " النبيلة " فالشاهد والثابت في الماضي والحاضر وبالتأكيد في المستقبل أنها لم تخدم الإسلام وأنهم لم يجاهدوا في سبيله.

عن "سكاي نيوز عربية"



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية