توماس فرانك
حصل مسؤول سياسي أميركي بارز، سبق وأن أدان قطر في 2017، على سجلات هاتفية تظهر تسريب جماعات الضغط القطرية لرسائله الإلكترونية الشخصية إلى الصحافيين في حملة تهدف إلى تشويه سمعته وإسكاته.
وتظهر سجلات الهاتف أنه في 2018، تحدث أعضاء جماعات الضغط القطريون المئات من المرات مع صحافيين مؤثرين كانوا يكتبون قصصا ضارة حول العمل السياسي، بالاعتماد على رسائل البريد الإلكتروني التي تم اختراقها.
ويقول إليوت برويدي، وهو صاحب تبرعات رئيسية لصالح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وناقد صريح لقطر بسبب صلاتها بجماعات مصنفة إرهابية، إن الدوحة هي التي مولت هذه العمليات لتشويه سمعته.
وتم وصف سجلات الهاتف في دعوى برويدي القضائية، التي رفعها في 24 يناير، والتي اتهم فيها جماعات الضغط القطرية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها بإدارة “مخطط للابتزاز والقرصنة والتوزيع غير القانوني لمجموعة مختارة بعناية من وثائقه الخاصة”.
وأكدت الدعوى على أنّ “الهدف الأساسي هو إسكات برويدي، من خلال تدمير مصداقيته وإلحاق الضرر بعمله وموارده المالية”. وعلى الرغم من ذكره لقطر في جلّ الدعوى التي تصل إلى 82 صفحة، إلا أن برويدي لا يتهم الدولة بأكملها، بل يقاضي ثلاثا من جماعات الضغط الحالية والسابقة. ونفت قطر وجماعات الضغط، من ناحيتهما، جميع التهم الموجهة إليهما.
وبدأت حملة قطر لتشويه سمعة برويدي في أواخر 2017، بعد أن قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها مع الدوحة، وفرضت مقاطعة اقتصادية لقطر لارتباطها بالجماعات المتطرفة وإيران. وكان ينظر إلى برويدي على أنه مؤثر على ترامب في انتقاد قطر علنا. وقد كان برويدي من أهم جامعي التبرعات لصالح حملة ترامب الرئاسية في 2016.
وكان الجهد القطري لتشويه سمعة برويدي ناجحا، حيث استخدم صحفيو المراكز الإخبارية رسائل إلكترونية مخترقة لكتابة قصص تقول إنه قد دفع 1.6 مليون دولار لعارضة سابقة لمجلة بلاي بوي قالت إنها حامل منه. ودفع ذلك ببرويدي إلى الاستقالة من اللجنة الوطنية الجمهورية.
وفي الآونة الأخيرة، حاول برويدي إلقاء اللوم على قطر في سلسلة من الدعاوى القضائية ضد جماعات الضغط التابعة لها والمسؤولين الذين يسعون لتعويض الأضرار. وفي إحدى الدعاوى القضائية، اتهم برويدي مسؤولا سابقا رفيع المستوى في الأمم المتحدة بتلقي الملايين من الدولارات من قطر لتدبير حملة التشهير. وفي أواخر ديسمبر، رفض قاض أميركي الدعوى القضائية ضد جمال بن عمر، المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى اليمن. وتضفي أحدث دعاوى برويدي مصداقية جديدة من خلال طرح المئات من المحادثات التي أجراها أعضاء جماعات الضغط القطريون مع صحافيين من صحيفة نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وصحيفة وول ستريت جورنال.
وتوضح المحادثات أن أحد أعضاء جماعة الضغط، غريغوري هوارد، قد أجرى أكثر من 200 مكالمة هاتفية مع صحافيين بين يناير ومايو 2018، في وقت كانوا يكتبون فيه تقارير عن برويدي ورسائل بريده الإلكتروني التي تم اختراقها.
عن "العرب" اللندنية