خطة إيران لطرد اليهود من فلسطين

خطة إيران لطرد اليهود من فلسطين

خطة إيران لطرد اليهود من فلسطين


كاتب ومترجم جزائري
26/08/2023

ترجمة: مدني قصري

مقال الكاتب بسام طويل*

يسعى الملالي الإيرانيون إلى خلق مناخ من انعدام الأمن في إسرائيل بحيث لا يجد اليهود حلاً آخر سوى مغادرة بلادهم. ولتحقيق هذا الهدف، أمر الملالي وكلاءَهم الإرهابيين الفلسطينيين، حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين  بتكثيف أعمالهم ضد إسرائيل واليهود.

في هذا الجهاد (الذي يهدف إلى تدمير إسرائيل نجح الملالي أيضاً في تجنيد أعضاء من حركة فتح، الفصيل الفلسطيني بقيادة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مراراً وتكرراً دعمه لأيّ جماعة إرهابية فلسطينية تسعى إلى تدمير إسرائيل وقتل اليهود. في 14 يونيو (حزيران)، كتب خامنئي:

"لقد عَثرت حركةُ الجهاد الإسلامي وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية على المفتاح الرئيسي لمحاربة الكيان الصهيوني. إنّ القوة المتنامية لمجموعات المقاومة في الضفة الغربية هي المفتاح لِتركيع العدوّ الصهيوني، وهذا المسار لا بد من اتباعه".

على مدى الأشهر الـ 28 الماضية صعّدت حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والفصائل المسلحة الأخرى من هجماتها على إسرائيل واليهود لإرضاء رعاتهم في طهران وإقناعهم بإرسال المزيد من الأموال والأسلحة.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

يشترك قادة إيران وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في نفس الهدف وهو القضاء على إسرائيل وقتل أكبر عدد ممكن من اليهود، بغض النظر عمّا إذا كان ذلك اليهودي يعيش في إسرائيل أو في الضفة الغربية. كل اليهود، سواء كانوا يعيشون في تل أبيب أو في مستوطنة بالضفة الغربية هُم في نظر قادة إيران وحماس والجهاد الإسلامي مستوطنون. لا فرق! إسرائيل في نظرهم مستعمرة واحدة كبيرة يجب القضاء عليها من على وجه الأرض.

زار زياد النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين طهران مؤخراً. وهناك التقى بقادة إيرانيين، وكشف أنّ الهدف من رفع حجم الهجمات هو تعميق الشعور بين الإسرائيليين بانعدام الأمن، من أجل تشجيعهم على مغادرة بلادهم. كما زار وفدٌ من حماس برئاسة إسماعيل هنية طهران لمناقشة سبل تكثيف حملة نشر الرعب ضد إسرائيل.

نشر الرعب

وفي مقابلة مع صحيفة "الوفاق" الإيرانية أكد النخالة على أنّ "اليهود أصلاً جاءوا إلى إسرائيل ليعيشوا في أمن واستقرار، فعندما لا يجدون هذا الاستقرار والسلام سيعودون من حيث أتوا".

"في البلدان أخرى يعيش اليهود في سلام ورخاء. فهم لا يُقتَلون إلا في فلسطين فقط. لذلك، فإن نحن واصلنا كفاحنا ضدهم فسوف يغيرون رأيهم ويدركون أنهم ارتكبوا خطأً تاريخياً بمجيئهم إلى هنا. وسوف يدركون أنه لا توجد أمامهم أي إمكانية للحياة، وبالتالي يجب عليهم مغادرة هذا البلد".

الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة: اكتسب الشعب الفلسطيني الكثير من التجربة والخبرة من خلال الثورة الإسلامية (الإيرانية) على مدى الأربعين عاماً الماضية

لهذا التصريح الذي أدلى به زعيم الجهاد الإسلامي في فلسطين أهميّته: لا تتم العمليات الهجومية الفلسطينية بسبب نقاط التفتيش أو "المستوطنات" أو الظروف الاقتصادية الصعبة. الهدف من هذه الهجمات هو إجبار اليهود على الخروج من بلادهم واستبدال إسرائيل بدولة إسلامية تسيطر عليها إيران ووكلاؤها، وخاصة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

إنّ من يعتقد أنّ الإرهاب الفلسطيني مقاومة مشروعة ضد "الاحتلال" في الضفة الغربية لا يعرف ما الذي يتحدثون عنه. وإلا فلماذا تنفّذ حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين اعتداءات على اليهود في تل أبيب والقدس ومدن إسرائيلية أخرى؟ إنّ قتل يهودي في مطعم وسط تل أبيب ليس عملاً من أعمال "المقاومة" ضد "الاحتلال". وكما قال النخالة، زعيم الجهاد الإسلامي في فلسطين فإنّ الهدف هو رفع الشعور بانعدام الأمن إلى الذروة لدى الإسرائيليين حتى يهاجروا إلى أماكن أخرى. النخالة ورعاته الإيرانيون لا يريدون فقط طرد اليهود من الضفة الغربية، بل يريدون طردهم من إسرائيل. إنه ممتنٌّ لملالي إيران لمساعدتهم الفلسطينيين على تحقيق هذا الهدف.

وقال النخالة إنه بفضل إيران أصبحت الفصائل الفلسطينية قادرة الآن على تصنيع أسلحتها الخاصة.

بفضل إيران أصبحت الفصائل الفلسطينية قادرة الآن على تصنيع أسلحتها الخاصة

وأضاف النخالة: "لقد اكتسب الشعب الفلسطيني الكثير من التجربة والخبرة من خلال الثورة الإسلامية (الإيرانية) على مدى الأربعين عاماً الماضية".

وقال النخالة" اليوم يصنع الفلسطينيون أسلحتهم الخاصة، بما في ذلك الصواريخ وقذائف الهاون والعبوات الناسفة. لقد تم الحصول على جزء كبير من هذه المعرفة من إخواننا في الجمهورية الإسلامية، ولهذا تأثير كبير. تُستخدَم الصواريخ لضرب المدن المحتلة وخاصة تل أبيب".

وكشف النخالة أنّ منظمته صعّدت من هجماتها ضد إسرائيل في الضفة الغربية بناء على تعليمات من خامنئي. وأضاف أنّ المرشد الأعلى هو الذي أوصى بـ "تقوية المقاومة" هناك.

بالنسبة لحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين يشير لفظ "مقاومة" إلى أشكال مختلفة من العمليات، مثل الهجمات الصاروخية على إسرائيل، والطلقات النارية والطعن، والهجوم بسيارة.

تعليمات ملالي طهران

وبتعليمات متواصلة من ملالي إيران يعمل الجهاد الإسلامي في فلسطين على تشكيل "كتائب قتالية" في جميع مدن الضفة الغربية. وتشمل هذه الجماعات، التي كانت وراء سلسلة من الهجمات في السنوات الأخيرة، كتيبة جنين وعرين الأسود وكتيبة نابلس وكتيبة بلاطة، بالإضافة إلى عناصر ميليشيات تابعة لحركة فتح التي يرأسها محمود عباس. هذه الجماعات الجهادية، بحسب النخالة يتم تسليحها وتمويلها من قبل إيران من خلال الجهاد الإسلامي في فلسطين.

يجب أن يُستنتج أنّ إيران والجهاد الإسلامي قد تغلغلا في السلطة الفلسطينية، التي لا تزال تموَّل من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى

الأمر الأكثر إثارة للقلق في تصريحات النخالة هو الكشف عن قيام الجهاد الإسلامي في فلسطين بتسليح ميليشيات فتح التابعة لعباس. تتكون قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الغالب من مسلحي فتح الذين يتقاضون رواتبهم من السلطة الفلسطينية برئاسة عباس في الضفة الغربية.

إذا كان النخالة يقول الحقيقة فإنه يجب أن يُستنتج أنّ إيران والجهاد الإسلامي في فلسطين قد تغلغلا في السلطة الفلسطينية، التي لا تزال تموَّل من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى. فإذا تم تمويل وتسليح أعضاء فتح من قبل إيران والجهاد الإسلامي في فلسطين فإنّ السلطة الفلسطينية بأكملها ستنتهي تدريجياً إلى منظمة إرهابية. المسألة مجرد مسألة وقت!

"تمكنا من الوصول إلى قواعد فتح" هذا ما صرّح به زعيم الجهاد الإسلامي في فلسطين:

في بعض قواعد فتح هناك العديد من العناصر التي تُعارض التسوية مع إسرائيل ومع السلطة الفلسطينية. لقد قررنا الاتصال بهم وتسليحهم وتقديم المساعدة لهم".

 زياد النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي في فلسطين

لذلك فإنّ فتح عباس تشنّ أيضاً هجمات ضد الإسرائيليين. وقد تباهى عدد من فصائل فتح بهذه الهجمات، بحسب منظمة مراقبة الإعلام الفلسطيني Palestinian Media Watch.

اِعترف محمد المصري، مدير المركز الفلسطيني للدراسات الاستراتيجية بأنّ قوات الأمن التابعة لفتح والسلطة الفلسطينية على رأس الموجة الأخيرة من الترهيب ضد الإسرائيليين. وقد صرّح بأنّ "63٪ إلى 65٪" من "الشهداء" الذين تألقوا في "الاشتباكات اليومية" مع إسرائيل هم من مقاتلي فتح. بمعنى آخر، ما يقرب من ثلثي الذين قتِلوا في الضفة الغربية هم أعضاء في فتح. وأضاف المصري أنّ غالبية تلك النسبة بين 63٪ و 65٪ هم ضباط في قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

إحصائيات مقلقة

نفس الإحصائيات نقلتها فتح على قناتها الخاصة "العودة":

"أكثر من ثلثي الشهداء في الضفة الغربية خلال العام والنصف الماضي ينتمون إلى فتح والسلطة الفلسطينية ... أكثر من 355 أسيراً من شعبنا الفلسطيني ينتمون إلى قوات الأمن الفلسطينية".

إنّ التعاون المتنامي بين فتح وحركة الجهاد الإسلامي المدعومة من قبل إيران يجب أن يقلق إسرائيل، وأن يزعج كذلك الرئيس محمود عباس، بل وحتى جميع الدول الغربية التي تَعتبِر السلطةَ الفلسطينية شريكاً في عملية السلام مع إسرائيل. يجب أن يكون هذا التعاون بمثابة تحذير لإدارة بايدن التي تكثف إجراءات التهدئة تجاه الملالي وتبرم اتفاقية نووية جديدة معهم. إنّ سياسة الاسترضاء هذه، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران ومليارات الدولارات النقدية التي ستُعاد إلى طهران لن تؤدي في النهاية إلا إلى تقوية الملالي ووكلائهم، وتشجيعهم ليس فقط على مواصلة الجهاد ضد إسرائيل، ولكن أيضاً على "تصدير الثورة" كما يقتضيه دستورهم:

عند تدريب وتجهيز قوات الدفاع في البلاد يجب إيلاء اهتمام خاص لهذه المعايير الأساسية، وهما الدين والأيديولوجيا. يجب على جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحرس الثوري الإسلامي أن ينظموا أنفسهم وفقاً لهذه الأهداف، لأنّ مهمّتهما لا تقتصر فقط على حراسة حدود البلاد والحفاظ عليها، بل تتمثل أيضاً في تنفيذ أيديولوجيا مهّمة الجهاد في سبيل الله، أي بسط سيادة شرع الله في جميع أنحاء العالم (حسب الآية القرآنية (وفقاً لتفسيرهم الخاص) "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ ").

ليس هناك شك في أنّ ضخّاً مالياً إضافياً قدره 100 مليار دولار سيسمح لإيران بالانضمام إلى الصين في أجل تعزيز وجودها العسكري في أمريكا اللاتينية، والسعي لتحقيق هدفها طويل الأجل، المتمثل في أن تحلّ محل الولايات المتحدة كأوّل قوة عظمى في العالم.

إذا كانت إدارة بايدن تأمل في أن ترشي الملالي حتى لا يستخدمون أسلحتهم النووية - على الأقل أثناء وجود إدارة بايدن في السلطة (بعد ذلك قد يكون ذلك جيداً) - مع السماح لهم بتخزينها بالقدر الذي يريدون، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هذه الخطة ستكون حقاً في مصلحة أمن الولايات المتحدة؟

* بسام طويل كاتب عربي مسلم مقيم في الشرق الأوسط.

مصدر الترجمة عن الفرنسية:

https://fr.gatestoneinstitute.org/19880/iran-chasser-juifs




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية