حذر خبراء في مكافحة الإرهاب من استغلال تنظيم داعش لحالة الفوضى المتوقعة في سوريا عقب الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مؤكدين أن التنظيم قد يسعى للعودة إلى الساحة عبر استغلال الانقسامات الداخلية.
ورأى الخبراء أن التنظيم سيعمل على إعادة تموضعه داخل البلاد، مشيرين إلى أن المرحلة الانتقالية الحالية تشكل بيئة خصبة لتحركاته، وفقًا لتقرير صادر عن راديو أوروبا الحرة.
هذه التحركات تأتي ضمن جهود التنظيم لاستغلال الوضع الانتقالي بعد 13 عامًا من الصراع
ونبهت قوات سوريا الديمقراطية قسد، التي لعبت دورا محوريا في الحرب ضد داعش، إلى تحركات خلايا التنظيم النائمة في المناطق الصحراوية شرق البلاد، وفقا لما نقلته "شبكة الشرق للأخبار".
وأوضحت أن هذه التحركات تأتي ضمن جهود التنظيم لاستغلال الوضع الانتقالي بعد 13 عامًا من الصراع.
وأكد كولن كلارك المدير العلمي لمركز سوفان في نيويورك، أن الفوضى السياسية والأمنية في سوريا تمنح تنظيم داعش فرصة لإعادة بناء شبكاته ببطء ولكن بثبات، محذرًا من تصاعد التهديدات الإرهابية.
الفوضى السياسية والأمنية في سوريا تمنح تنظيم داعش فرصة لإعادة بناء شبكاته ببطء ولكن بثبات
ومنذ استيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة في دمشق في 8 ديسمبر، تزايدت الشكوك حول مستقبل البلاد، خاصة مع استمرار وجود الجماعات المسلحة المتفرقة.
وأشار خبراء إلى أن عدم قدرة الهيئة على توحيد الفصائل قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية جديدة أو استمرار حالة عدم الاستقرار.
وأكدت آن سبيكهارد مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، أن تنظيم داعش لا يزال يمتلك أنصارا يشنون هجمات إرهابية دورية، مشيرة إلى خطط التنظيم لتحرير أعضائه المحتجزين في السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق البلاد.
لا تزال المناطق الصحراوية في وسط وشرق سوريا تحت سيطرة التنظيم بشكل جزئي
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن قلقه من احتمالية عودة التنظيم إلى النشاط، مؤكدًا أن الولايات المتحدة نفذت ضربات جوية دقيقة منذ 8 ديسمبر استهدفت معسكرات وعناصر داعش في وسط سوريا، ضمن جهود لعرقلة إعادة بناء قدراته.
ولا تزال المناطق الصحراوية في وسط وشرق سوريا تحت سيطرة التنظيم بشكل جزئي، وسط صراعات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، إلى جانب تحالفات غير مباشرة مع هيئة تحرير الشام.