خبراء دوليون: جماعات الإسلام السياسي تتلون وتتحين الفرص للعودة بأفكارها

خبراء دوليون: جماعات الإسلام السياسي تتلون وتتحين الفرص للعودة بأفكارها

خبراء دوليون: جماعات الإسلام السياسي تتلون وتتحين الفرص للعودة بأفكارها


03/11/2022

لم تتعب حركات الإسلام السياسي من اقتناص الفرص والصيد في المياه العكرة، للقيام بمحاولات كثيفة من أجل العودة، حتى أنّها غيرت مؤخراً بعضاً من أساليبها عبر دعوات لبث الفوضى في عدد من دول المنطقة، دون اعتبار أساليبها الدموية المعتادة.

 أمام هذه المحاولات التي تعكس إصراراً على المضي قُدماً، عقد المنتدى الافتراضي الثالث للإسلام السياسي الذي نظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات لمدة يومين، والذي تضمن ندوتين رئيسيتين بعنوان "الأكاديمية العربية ورؤيتها"، والثانية "رؤية الإسلاموية للأكاديمية غير العربية".

 وحاول الخبراء عبر هذا المنتدى تتبع تلك الحركات وتفنيد أفكارها المتطرفة، وتحليل خطابها، واستشراف مستقبلها "المظلم"، المبني على إرث من الفشل، لتعزيز قيم السلام  ونشر التسامح والوئام.

حاجة ملحّة لإجراء حوار بين الأكاديميا العربية والغربية

خلال المنتدى أكد خبراء وأكاديميون متخصصون في حركات الإسلام السياسي أنّ هناك حاجة ملحّة لإجراء حوار بين الأكاديميا العربية والغربية لفهم ظاهرة الإسلاموية، مشيرين إلى أنّ ظاهرة الإسلام السياسي أسالت الكثير من الحبر إلا أنّها لم تُفهم بعد، ولم تُسبر أغوارها بالشكل الكافي حتى الآن، وذلك نظراً لتأثير تيار متعاطف مع الإسلاموية يسود الأكاديميا الغربية، وتيار مؤدلج يسود نظيرتها العربية، وتيارات أخرى بين التيارين تسود بقية الأكاديميا في العالم.

 الخبراء الذين شاركوا في المنتدى، بينهم عرب وأجانب، أكدوا أنّ "الإسلاموية" شكلت عبر التاريخ تحدياً للسلام والوئام، مشددين على ضرورة فهم إيديولوجيتها، والعمل على كشف اللثام عن خفايا خطابها وكشف مخططاتها التي تستهدف الأوطان والإنسان.

كان المنتدى بمشاركة خبراء وأكاديميين متخصصين في حركات الإسلام السياسي

 وأرجع الخبراء أسباب عدم الفهم الكافي لتلك الظاهرة، التي تتمدد من الشرق إلى الغرب وتعود بأنماط مختلفة، إلى وجود تيار متعاطف مع "الإسلاموية" في الأكاديميات والمؤسسات البحثية الغربية، وتيار مؤدلج في نظيرتها العربية، وهناك آخرون مترددون بين هذه وتلك في بقية العالم.

 وحذّر الخبراء من أنّ حركات الإسلام السياسي معتادة على التلون وتحيُّن الفرص للعودة بأفكارها بعد الانتكاسات التي تعرضت لها وفشلها في الحكم في المراحل التاريخية كافة.

 رؤى وأفكار مبتكرة

الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز "تريندز"، أكد أنّ هدف المنتدى إجراء حوار بين هذه "المؤسسات البحثية والأكاديميات" حول ظاهرة الإسلام السياسي، للوصول إلى فهم أفضل لها وتفكيك خطابها المتطرف، وتحليل سلوكها، والبت في الجدليات حولها التي أثيرت منذ بدء الكتابة عنها في الربع الثاني من القرن الـ (20).  

 وبين أنّ هذا المنتدى الذي ينظمه "تريندز" سنوياً بات منصة تجمع المتخصصين في مجال الإسلام السياسي، لتدارس وبحث وتنسيق الرؤى تجاه مختلف القضايا التي تتعلق بهذا المجال، مشيراً إلى أنّ المنتدى يكتسب زخماً وترحيباً يتسع عاماً تلو الآخر، وهو ما يشجع على المضي قُدماً في مواصلته وترسيخه.

أكد خبراء وأكاديميون متخصصون في حركات الإسلام السياسي أنّ هناك حاجة ملحّة لإجراء حوار بين الأكاديميا العربية والغربية لفهم ظاهرة الإسلاموية

 

 وأوضح العلي أنّه رغم الاهتمام الكبير بظاهرة الإسلام السياسي، إلا أنّها لم تُفهم بعد بالشكل الكافي؛ بسبب تأثير تيار متعاطف مع الإسلاموية يسود الأكاديميا الغربية، وتيار مؤدلج يسود الأكاديميا العربية، وتيارات أخرى بين التيارين تسود بقية الأكاديميا في العالم.

 وأضاف أنّ المنتدى يهدف إلى إجراء حوار بين هذه الأكاديميا حول ظاهرة الإسلام السياسي، وذلك من أجل الوصول إلى منطلقات يُتفق عليها لفهم أفضل لتلك الظاهرة وتفكيك خطابها وتحليل سلوكها والبت في الجدليات المثارة حولها منذ الكتابات الأولى عنها في الربع الثاني من القرن الماضي.

 وأشار إلى أنّه من أجل تحقيق هذه الأهداف يجمع مركز تريندز للبحوث والاستشارات خلال هذا المنتدى مجموعة من المتخصصين في هذا المجال، من أجل إجراء حوار حول هذه القضية، والخروج بمجموعة من النتائج والتوصيات التي يمكن أن تسهم في زيادة الوعي والإدراك الأكاديمي بطبيعة هذه الظاهرة وحقيقتها.

 احتكار للدين

من جانبها، أوضحت الأستاذة عائشة الرميثي، رئيسة قطاع البحث العلمي بمركز تريندز، أنّ تحليل النصوص، والخطابات التأسيسية لتلك الظاهرة، وعلى رأسها جماعة الإخوان، كشفت عن احتكار منتسبيها للدين والحقيقة، وعزلتهم شعورياً عن المجتمع، إضافة إلى سيادة مبدأ التكفير المسوِّغ للعنف لديهم، وكذلك غياب مفهوم المواطنة والوطنية.

حركات الإسلام السياسي معتادة على التلون وتحيُّن الفرص للعودة بأفكارها

 وأشارت إلى أنّ الأزمة في دراسات التطرف والإرهاب وعلاقة الإسلاموية بهما تنبع من استثناء بعض الباحثين لجماعة الإخوان من هذه الدراسات؛ بزعم أنّها جماعة سلمية، معتبرةً أنّ هؤلاء الباحثين يميلون إلى دراسة العنف الجسدي أكثر من العنف الفكري أو الرمزي، رغم أنّه النواة الأساسية لأيّ عنف جسدي لاحق.

 وعبّرت عائشة الرميثي عن استغرابها من ادعاء فئات كثيرة في مجتمع الجامعات ومراكز البحوث الغربية خاصة اختلاف "الإخوان" عن بقية الجماعات المتطرفة، ووصفها على عكس الحقيقة بـ "المعتدلة".

 وزاد تعجبها من اعتقاد هؤلاء الباحثين بإمكانية انخراط "الإخوان" بعملية ديمقراطية حقيقية، أو اعتبارهم يمتلكون الحدّ الأدنى من معايير العيش المشترك بسلام حال وصولهم إلى الحكم.

 فشل الإسلام السياسي في دورته الحضارية الراهنة

في مداخلة للدكتور أُنس الطريقي، أستاذ الحضارة الحديثة بالجامعة التونسية، حملت عنوان "قراءة في قيمة المفاهيم ما بعد الحداثة في التكهّن بمستقبل الإسلام السياسي"، شدد على أنّ الإسلام السياسي لن يكفّ عن الوجود، وربما هو الآن في دورة جديدة من مساره التاريخي، في وضع التقيّة الذي يلي فشله في العادة، وهو في انتظار فرصة تاريخية جديدة.

حاول الخبراء عبر هذا المنتدى تتبع تلك الحركات وتفنيد أفكارها المتطرفة، وتحليل خطابها، واستشراف مستقبلها "المظلم"، المبني على إرث من الفشل، لتعزيز قيم السلام  ونشر التسامح والوئام

 

 وقال: إنّ الأكاديميا العربية تقول بفشل الإسلام السياسي في دورته الحضارية الراهنة، وتتكهن بزوال هذه الظاهرة على الأمد البعيد، إن لم يكن على الأمد القريب، وتطرّق إلى (3) مفاهيم باعتبارها مسارات ممكنة للإسلام السياسي بعد الربيع العربي؛ وهي مفاهيم إسلاموية ارتدادية أو ماضوية، وإسلاموية جديدة، وإسلاموية دون هوية، موضحاً أنّ الدراسات تتحدث عن تحوُّل متوقع للإسلام السياسي إلى إسلاموية فارغة وفاقدة للأساسات النظرية الأصلية للإسلام السياسي.

 تعاطف غربي

وقد ناقش المنتدى في يومه الثاني "رؤية الأكاديميا غير العربية للإسلاموية"، وأكدت الباحثة رهف الخزرجي نائبة مدير إدارة النشر العلمي أنّ مركز "تريندز" يسعى دائماً لأن يكون هناك حوار حول ظاهرة الإسلام السياسي من أجل زيادة الوعي بهذه الظاهرة والخطر الذي تشكّله على المجتمعات العربية والغربية.

 وقالت: إنّه من الأهمية بمكان تفكيك بعض الأفكار النمطية التي باتت تسود كثيراً في الدراسات الغربية التي تتناول ظاهرة الإسلام السياسي، والتي تبرر أحياناً سلوكيات تلك الحركات، وطرحت سؤلاً حول سبب تعاطف شرائح كثيرة من الباحثين الغربيين مع الإسلام السياسي، برغم خطورته الواضحة على المجتمعات والدول الوطنية؟

 اختطاف الإسلام

لروهان غوناراتنا، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة نانيانغ التكنولوجية، سنغافورة، شدّد على أنّ جميع الأديان استُخدمت وأسيء استخدامها لتحقيق أغراض سياسية وشخصية ضيقة، مشيراً إلى التهديد المتنامي من قبل مجموعة من الكيانات ذات التطرف الإيديولوجي، والحركات العرقية السياسية والحركات السياسية والدينية.

 وقال: إنّ قوة الدين العاطفية يمكن أن تحشد أتباعه وتقودهم إلى القتل والموت ونشر إيديولوجياتهم بالقوة، وقال: إنّه تم اختطاف الإسلام مثل الأديان الأخرى من قبل حركات وتنظيمات لنشر إيديولوجياتها بقوة وعدائية.

 وأوضح أنّ الإسلاموية شكلت عبر التاريخ تحدياً للسلام والوئام؛ ممّا يستدعي فهم إيديولوجيتها من خلال كلمات أتباعها لمواجهة مخاطرها، مشدداً على أهمية الخبرات السابقة والدروس المستفادة في أن تقدّم للحكومات والشركاء نموذجاً للتخفيف من تهديد الإسلام السياسي.

مواضيع ذات صلة:

الإخوان المسلمون: اتجاه للحل في تونس وإساءة للجيش في ليبيا وإفلاس في المغرب

الإخوان المسلمون: اتهامات بالتمويل الخارجي وغضب شعبي وتغريد خارج السرب

الإخوان المسلمون: دعوات تحذير وأعمال عنف وتمدّد اجتماعي




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية