الإخوان المسلمون: دعوات تحذير وأعمال عنف وتمدّد اجتماعي

الإخوان المسلمون: دعوات تحذير وأعمال عنف وتمدّد اجتماعي


03/03/2022

في أوروبا، حذّرت عدة دراسات وأبحاث، من خطط الإخوان الرامية إلى استغلال الجالية المسلمة؛ من أجل اختراق دوائر صنع القرار، في ظل ورود تقارير أمنية تدعم ذلك. وفي بنغلاديش شنّ أمير الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، الشيخ شفيق الرحمن، هجوماً حاداً على حكومة بلاده، استخدم فيه، كعادته، الدعاية الدينيّة، متهماً النظام الحاكم بالتضييق على الدعاة في القيام بمهامهم الدعوية، والعمل على سن قوانين مناهضة للإسلام. وفي أستراليا، أعلنت الحكومة تصنيف حركة حماس الفلسطينيّة، بجناحيها العسكري والسياسي منظمة إرهابية، لتلحق بكتائب القسام في القائمة السوداء.

تحذيرات متزايدة في أوروبا من خطر الإخوان

دقّت دراسة جديدة، أصدرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، ناقوس الخطر، محذرة من المخاطر التي يشكلها الإخوان على المجتمع الألماني، في ظل خطط الجماعة الرامية إلى اختراق الأخير، بالتعاون مع أحزاب اليسار.

الدراسة كشفت عن خطط الإخوان التي تحاول استغلال المسلمين في ألمانيا، من أجل اختراق دوائر صنع القرار، في ظل ورود تقارير أمنية، حذّرت من تزايد أعد القيادات الإخوانيّة في العاصمة برلين، وقدّرت التقارير عدد هؤلاء بنحو 150 فرداً، في العام 2022، مقارنة بـ 100 فقط في العام 2019، كما ارتفع، وفقاً للدراسة، عدد العناصر الرئيسية لتنظيم الإخوان في ألمانيا، من 1350 فرداً في العام 2019 إلى 1450 فرداً في العام 2020.

حذّرت دراسة جديدة، أصدرها المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب من مخاطر الإخوان على المجتمع الألماني

من جهة أخرى، قدم تشارلي ويمرز، عضو البرلمان الأوروبي، ورئيس مجموعة عمل كتلة المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون (ECR) حول الحرية الدينية بالبرلمان، طلب إحاطة إلى مجلس الاتحاد الأوروبي، طالب فيه بوقف تمويل الجمعيات والتنظيمات الإخوانيّة في أوروبا، محذراً من التمدّد الإخواني في الهيئات والمؤسسات الرسميّة، الأمر الذي يتعارض مع قيم المواطنة، ويهدد الديموقراطية الأوروبيّة.

وفي السويد، دشن الإخوان المسلمون حملة تضليل واسعة، تتهم السلطات السويدية باختطاف أطفال الجالية المسلمة، من أجل فرض الهيمنة على المسلمين من جهة، والترويج لقيم الجماعة المناوئة للمتعارف عليه في البلد الاسكندينافي من جهة أخرى.

كانت صحيفة "آراب نيوز" قد نشرت تقريراً موسعاً حول خطط الإخوان في السويد، لافتة إلى أنّ أحد المواقع الإخوانيّة، "نشر مؤخراً حملة تتضمن أخباراً كاذبة وتحريضية؛ عبر تسجيلات فيديو باللغة العربية، تُتداول على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، تزعم أنّ سلطات حماية الأطفال في السويد، تقوم بخطف الأطفال من العائلات المسلمة، وفصلهم بشكل قسري عن ذويهم".

  تصدّت الشرطة البنغاليّة لتظاهرات دعت إليها ونظمتها الجماعة الإسلاميّة شابتها أعمال عنف

وزيرة الهجرة والاندماج السويدي، أندرس يغمان، نفت في تصريحات لوكالة فرانس برس، مزاعم الإخوان، وأكدت أنّ "هناك قوى خبيثة، تريد استغلال إحباط هؤلاء الآباء؛ لنشر انعدام الثقة والانقسام في البلاد".

تحركات عنيفة في بنغلاديش

شنّ أمير الجماعة الإسلاميّة البنغاليّة، الشيخ شفيق الرحمن، هجوماً حاداً على حكومة بلاده، استخدم فيه، كعادته، الدعاية الدينيّة، متهماً النظام بالتضييق على الدعاة في القيام بمهامهم الدعوية، والعمل على سن قوانين مناهضة للإسلام، دون أدنى مراعاة للمشاعر الدينية، بحسب تعبيره، زاعماً أنّ هناك محاولات حثيثة؛ للقضاء على القوى الإسلاميّة في البلد، مطالباً الشعب بالاتحاد؛ لمواجهة ما أسماه بالمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام.

من جهتها، تصدّت الشرطة البنغاليّة لتظاهرات شابتها أعمال عنف، دعت إليها ونظمتها الجماعة الإسلاميّة، في مناطق متفرقة من البلاد، احتجاجاً على قرار الحكومة بمنح تصاريح لبيع الخمور في الأماكن المفتوحة، التي يرتادها السائحون وغير المسلمين.

التظاهرات الإخوانيّة في مدينة باغرهات اتسمت بأعمال تخريب على نطاق واسع، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية إلى اعتقال عدد من المتظاهرين، من ضمنهم الأمين العام للجماعة الإسلاميّة لمدينة باغرهات، شيخ يونس علي، والأمين العام لاتحاد الطلاب الإسلامي لمدينة باغرهات، محفوظ الرحمن، والعديد من منسوبي ونشطاء الجماعة الإسلاميّة، كما قامت الشرطة باعتقال الأمين العام للجماعة الإسلامية لمدينة شاتخيرا، خورشيد عالم، والناشط الإخواني، جمشيد عالم.

من جانبه، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلاميّة، أبو طاهر محمد معصوم، بياناً  في 24 شباط (فبراير) الماضي، أدان فيه بشدة حملة الاعتقالات الحكوميّة، مؤكداً إصرار جماعته على مواصلة حملاتها الاحتجاجيّة.

الحكومة الأسترالية تحاول قطع الطريق أمام الإخوان

في ظل التحركات الإخوانيّة المتنامية في أستراليا، عن طريق الذراع الدينية، مجلس الأئمة الوطني الأسترالي ((ANIC، بالتحالف مع مجلس مسلمي أستراليا (UMA)، حاولت السلطات هناك تطويق وتتبع مسارات الأوعية المالية الإخوانية، وخاصّة أموال التبرعات، التي تجمعها أذرع الجماعة هناك؛ تحت غطاء دعم القضايا الإنسانيّة، وعلى رأسها قضية فلسطين.

  تسعى السلطات الأسترالية لتطويق وتتبع مسارات الأوعية المالية الإخوانية وخاصّة أموال التبرعات

وفي هذا السياق، أعلنت أستراليا تصنيف حركة حماس الفلسطينيّة، بجناحيها العسكري والسياسي منظمة إرهابية، لتلحق بكتائب القسام في القائمة السوداء.

وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية، كارين أندروز، علّلت ذلك بقولها إنّ "آراء حركة حماس، وكذا الجماعات المتطرفة العنيفة الأخرى، التي جرى إدراجها في القائمة، مقلقة جداً، ولا مكان في أستراليا لعقائدها البغيضة". وأضافت: "من الضروري ألا تستهدف قوانيننا الأنشطة الإرهابية والإرهابيين فقط، بل أيضاً المنظمات التي تخطط وتمول، وتنفذ هذه الأنشطة".

قرار الحكومة الأسترالية، وضع قيوداً صارمة على عمليات التمويل، وأنشطة جمع أموال التبرعات لحماس وغيرها؛ ما يقطع الطريق أمام التنظيمات الإخوانيّة، للمتاجرة بقضية فلسطين، خاصّة وأنّ التوّرط في مثل هذه الأنشطة، قد يعرض صاحبة لعقوبة تصل إلى السجن 25عاماً.

من جهة أخرى، أعلنت مؤسسة، عائلتي الحاضنة، لرعاية الأطفال في أستراليا، عن تشغيل مبادرتها الأولى بالشراكة مع مجلس الأئمة الوطني الأسترالي ( (ANIC، الذي أعلن عن تقنين التبني، وفقاً لمفهوم الإخوان عن الشريعة الإسلاميّة، واستبداله بكفالة الأطفال، مع التحضير لتدشين حملة دينيّة في هذا السياق، في عدد من المساجد قريباً، وهو الأمر الذي أثار عدة انتقادات في أوساط حقوقيّة أسترالية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية