حماس والصحوة التركية

حماس والصحوة التركية

حماس والصحوة التركية


02/11/2023

ناصر العبدلي

ثلاثة أشياء تلفت الانتباه في المعركة الدائرة على أرض فلسطين الحبيبة وحولها، أولها اصرار وزارة الخارجية الأميركية على عدم ما أسمته «تورط» إيران في الحرب الدائرة هناك، وخروج بعض الشخوص في وسائل التواصل الاجتماعي تهاجم دولا خليجية، فيما الثالثة تتعلق بتغير الخطاب التركي تجاه الكيان الصهيوني وهو تغير له وزنه.

إيران هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي أصبح لها أربع جبهات مع الكيان الصهيوني أي أنها تحولت حسب العرف العربي إلى دولة مواجهة مع هذا الكيان، وهذه الخطوة لم تأت من فراغ بل كانت نتاج جهد طويل من العمل على الصعيدين السياسي والاستخباراتي، فيما تراجع دور البعض من حولها، وإصرار وزارة الخارجية الأميركية على استبعاد دورها في هذا الإنجاز التاريخي الذي قامت به حليفتها حماس في غزة، إنما الهدف منه هو استبعاد دورها المستقبلي في المفاوضات.

الكل في المنطقة يعرف أن إزالة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين بحاجة إلى إجماع دولي أو قرار من إحدى الدول العظمى لكن هذا لا يعني أن يستسلم الشعب الفلسطيني ومنظماته التي تكونت على خلفية العجز العربي لهذه الحقيقة بل لابد من مقارعة هذا الكيان وإزعاجه ومن يقف وراءه حتى يأتي اليوم الكبير بالنسبة للشعب الفلسطيني للتخلص من هذا الكيان الاستعماري وإن أتى بواجهة أخرى.

الأمر الآخر اللافت هو في كل معركة تقوم بها احدى المنظمات المواجهة لهذا الكيان سواء حماس أو الجهاد الإسلامي أو حزب الله يخرج شخوص في وسائل التواصل الاجتماعي للتطاول على دول خليجية بشكل خاص رغم أن هذه الدول على الصعيدين الشعبي والرسمي تقف في نفس الخندق التي تقف به المقاومة في البلدين، وكأنما يريد هؤلاء الأشخاص، تخريب تلك العلاقة لإضعاف جبهة المقاومة، وهنا لا أقول أن ليس هناك تباين في وجهات النظر بين الطرفين لكنهم عند المحك ينسى الجميع ذلك التباين ويتحولان إلى جسم واحد.

التصعيد التركي تجاه الكيان الصهيوني والتهديد بمحاكمة قادة ذلك الكيان دوليا من خلال تجميع ملف كامل لجرائمه في قطاع غزة من قصف وقتل وتدمير يعطي انطباعا عن صحوة وإن جاءت متأخرة من دولة إسلامية بحجم تركيا معنية بالصراع في فلسطين كما تفعل إيران، ويمكن أن يكون هدفها الحرص على الجلوس على نفس الطاولة التي من المتوقع أن يجلس حولها الفرقاء اللاعبين على الساحة الإقليمية، وعدم الغياب عن أية تسوية مرحلية في الشرق الأوسط.

عن "القبس"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية