حماس تنتقد التطبيع بين تركيا وإسرائيل في العلن وتباركه في السر

حماس تنتقد التطبيع بين تركيا وإسرائيل في العلن وتباركه في السر


24/08/2022

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الثلاثاء إن القادة الفلسطينيين "أكانوا من حركة فتح أو حماس يرغبون في أن نطبّع علاقتنا مع إسرائيل"، مضيفا "يقولون إن الأمر مهم أيضا بالنسبة لهم... وسيخدم هذا الحوار القضية الفلسطينية".

وكانت حركة حماس المدعومة من تركيا وكذلك حركة الجهاد الإسلامي قد انتقدتا إعادة في العلن التطبيع بين أنقرة وتل أبيب بعد نحو 10 سنوات من التوتر، لكن بحسب الوزير التركية فإن حماس التي ذكرها بالاسم كانت ترغب في تلك الخطوة.

وتأتي تصريحات جاويش أوغلو بينما استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحفاوة كبيرة في ثاني زيارة له لأنقرة خلال عام، بينما تأتي الزيارة على وقع إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.

وتأمل السلطة الفلسطينية في أن تلعب تركيا دور الوسيط لوقف التصعيد الإسرائيلي ولحل الخلافات العالقة وربما إعادة تنشيط محادثات السلام المجمدة منذ سنوات.

ويرى عباس في التقارب التركي الإسرائيلي وسيلة أيضا للضغط على خصومه الفلسطينيين خاصة حركتا حماس والجهاد، رغم فتور العلاقات بينهما وبين أنقرة بعد تطبيع تركيا علاقاتها مع إسرائيل.

وأكّدت أنقرة الثلاثاء أن إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل لا تعني أن تركيا ستغيّر سياستها في الشرق الأوسط، في حين استقبلت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور البلاد، بحفاوة.

والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفلسطيني الذي يزور تركيا للمرة الثانية خلال عام، وأجرى معه محادثات أعقبها عشاء خاص.

وتأتي زيارة عبّاس بعد أسبوع على إعلان تركيا وإسرائيل إعادة تفعيل العلاقات الكاملة بينهما وعودة السفراء إلى البلدين للمرة الأولى منذ أربع سنوات.

وانتقد أردوغان، وهو من يقدم نفسه كأبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، مرارا السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وسبق أن وصف إسرائيل بأنها "دولة إرهابية".

والثلاثاء صافح أردوغان مطوّلا نظيره الفلسطيني وحرص على مرافقته وصولا إلى القصر الرئاسي.

وقال الرئيس التركي خلال مؤتمر صحافي مشترك إن "الخطوات التي نقدم عليها في علاقاتنا مع إسرائيل لن تقلل من دعمنا للقضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

وتابع "تركيا تدافع عن رؤيتها لحل (إقامة) دولتين على كل المنابر وقد أظهرنا بوضوح ردّنا على الهجمات الإسرائيلية والضحايا المدنيين"، فيما تجنب عباس التطرق إلى العلاقات التركية-الإسرائيلية، لكنه شكر أردوغان على دعمه.

وقال عباس "الشكر موصول للجمهورية التركية ومؤسساتها على ما تقدمه من دعم في جميع المجالات والوقوف مع دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

ويعتبر مراقبون أن تركيا تسعى من خلال هذه الزيارة إلى تأكيد وقوفها إلى جانب حلفائها القدامى حتى وإن استأنفت العلاقات مع خصوم لهم.

وأعادت تركيا تدريجيا وصل الجسور مع دول المنطقة المضطربة سعيا لإبرام اتفاقيات جديدة وجذب الاستثمارات لمساعدة اقتصادها على التعافي من أزمة هي الأسوأ التي تواجه البلاد منذ أكثر من عقدين وقد يكون لها تأثير قوي على حظوظ أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في الانتخابات المقررة في 2023.

ويأمل الرئيس التركي أن يحقق مكاسب اقتصادية وسياسية قبل الانتخابات لرفع رصيد شعبيته التي تراجعت على وقع الركود الاقتصادي وانهيارات قياسية ومتتالية للعملة الوطنية (الليرة) وارتفاعا قياسيا في معدل التضخم تجاوز عتبة الـ80 بالمئة، بينما يئن معظم الأتراك تحت وطأة انهيار في القدرة الشرائية.

وترافق التقارب مع إسرائيل مع مساع لاستئناف الرحلات المباشرة بين أنقرة وتل أبيب، ما من شأنه أن يجذب مزيدا من السياح إلى المنتجعات التركية. كما تسعى تركيا إلى إحياء مشروع لبناء خط أنابيب للغاز في شرق المتوسط.

عن "أحوال" تركية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية