حماس تخطط للانتقال إلى ماليزيا.. هل تخلت عنها تركيا وقطر؟

حماس تخطط للانتقال إلى ماليزيا.. هل تخلت عنها تركيا وقطر؟


09/05/2022

في ضوء مخاوف حركة حماس الفلسطينية من إقدام تركيا على المزيد من التضييقات والقيود في حق عناصر الحركة الإسلامية بعد سعي أنقرة لتطبيع أكثر دفئاً مع إسرائيل، برزت ماليزيا كقاعدة عمليات خارجية محتملة للحركة.

ونقل موقع "مودرن دبلوماسي" عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها: إنّ تركيا قامت بالفعل في الأشهر الأخيرة بترحيل نشطاء من حماس أو رفضت دخولهم إلى البلاد، في إطار سعيها لتحسين علاقاتها المضطربة مع إسرائيل، بعد توتر علاقتهما منذ 2010 على خلفية اقتحام الأسطول البحري "مافي مرمرة" لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

 ولتطبيع العلاقات، زار الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أنقرة في آذار (مارس) الماضي، ليصبح أول رئيس إسرائيلي يقوم بذلك منذ (15) عاماً، بناءً على دعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لطالما وصف إسرائيل بأنّها "دولة إرهاب" خلال مسيراته الانتخابية، قبل أنّ يتعهد مع هرتسوغ بفتح فصل جديد في العلاقة.

 وأشارت التقارير الصحفية إلى أنّ نشطاء حماس المرحّلين كانوا على قائمة إسرائيلية قدمت إلى تركيا لأفراد متورطين في الأنشطة المسلحة للحركة في انتهاك لشروط إقامتهم في تركيا. وورد أنّ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد العسكري السابق، كان من بين المطرودين، وفقاً لـ"مودرن دبلوماسي".

 إلى ذلك، حذّرت مصادر مقربة من حماس من أنّ سحب الدعم التركي للجماعة من شأنه أن يقوض الجهود التركية لتقديم نفسها على أنّها نصير للقضايا الإسلامية، وفي مقدمتها فلسطين، في وقت تتنافس فيه على النفوذ الجيوسياسي والقوة الدينية الناعمة في العالم الإسلامي.

تركيا قامت في الأشهر الأخيرة بترحيل نشطاء من حماس

 والشهر الماضي، حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أنّ "العلاقات المستدامة" بين إسرائيل وتركيا تتطلب من إسرائيل "احترام القانون الدولي بشأن القضية الفلسطينية"، في إشارة إلى أعمال المقاومة الفلسطينية التي أدانتها تركيا منذ زيارة هرتسوغ في آذار (مارس) الماضي.

 وقال مصدر: إنّ "تركيا تعلم أنّ الانفصال عن حماس سيلحق الضرر بصورتها، لا تنسوا أيضاً أنّ فلسطين تظل قضية انفعالية في تركيا نفسها".

وبحسب "مودرن دبلوماسي"، فإنّ إسرائيل لطالما طالبت تركيا، التي منحت الجنسية التركية لبعض قادة حماس، بقمع الحركة في إطار أيّ تحسن في العلاقات.

درجة من الدعم القطري

من المفارقات أنّ حماس ما تزال تحتفظ بدرجة من الدعم من قطر للاتفاق الضمني الإسرائيلي، حيث يُعتقد أنّ إسماعيل هنية، أحد كبار قادة حماس، ما يزال مقيماً في الدوحة، ويلتقي علناً بكبار الشخصيات الزائرة مثل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وفلسطينيين من الضفة الغربية، كما التقى مسؤول حماس مرتين في الأعوام الـ3 الماضية مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على حدّ قول "مودرن دبلوماسي".

 

في ضوء مخاوف حركة حماس من إقدام تركيا على المزيد من التضييقات، برزت ماليزيا كقاعدة عمليات خارجية محتملة للحركة

 

 ومع ذلك، من غير المرجح أن تسمح قطر لحركة حماس بإعادة تأسيس نفسها بعد أن أجبرتها على الانتقال إلى تركيا كجزء من صفقة عام 2014 أدت إلى عودة السفراء السعوديين والإماراتيين والبحرينيين إلى الدوحة. نتيجة لذلك، برزت ماليزيا كقاعدة محتملة، لأنّ الحركة ليس لديها مكان تذهب إليه في الشرق الأوسط إذا طردتها تركيا أو قلصت بشدة أنشطتها ووجودها في البلاد.

 وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة "المونيتور" عن طلال عوكل، محلل سياسي وكاتب في جريدة الأيام الفلسطينية قوله: إنّ "ماليزيا ساحة مهمّة لعمل حماس السياسي والاقتصادي"، وإنّه "من المستحيل أن تكون قطر البديل، لأنّ قطر ليست ساحة استثمار سياسي ومالي لحركة حماس".

سفارة حماس

ونقل الموقع عن محللين قولهم: إنّ المنظمة الثقافية الفلسطينية في ماليزيا يُنظر إليها على نطاق واسع على أنّها "سفارة" حماس، في منافسة مع السفارة الفلسطينية الرسمية التي تسيطر عليها حركة فتح في كوالالمبور.

 وتأسست المنظمة بعد أن رفضت فتح إخلاء السفارة بعد انتخابات 2006، التي مثلت بداية الانقسام الفلسطيني. واستخدمت حماس تلك المنظمة الثقافية في كوالالمبور للحفاظ على اتصالات غير رسمية مع مختلف دول جنوب شرق آسيا التي لا تريد أن يُنظر إليها على أنّها تتحدث إلى الجماعة، إمّا بسبب علاقاتها مع إسرائيل، وإمّا معارضتها للإسلام السياسي، و/ أو موقفها في أوروبا والولايات المتحدة التي تصنف حماس منظمة إرهابية.

 

ورد أنّ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد العسكري السابق، كان من بين المطرودين من تركيا

 

 وكان وزير الخارجية الماليزي سري سيف الدين عبد الله قد أشار الشهر الماضي إلى تغريدة حول مكالمة هاتفية مع القيادي البارز في حركة حماس إسماعيل هنية.

مخاوف أمنية

قال مصدر ماليزي مطلع: إنّ قوات الأمن الماليزية قد تعترض على منح حماس مساحة أكبر في ماليزيا، فضلاً عن أنّه من المرجح أن تدعم قوات الأمن في بعض دول جنوب شرق آسيا نظيرتها الماليزية.

 وتتركز المخاوف الأمنية على المخاوف من أنّ الوجود المعزز لحماس يمكن أنّ يحوّل ماليزيا إلى ساحة معركة شرق أوسطية، على حدّ قول مراقبين، وسط أنباء عن بدء تركيا وقطر التملص من دعمهما للحركة وخاصة أنقرة.

 ويُنظر إلى إسرائيل على أنّها مسؤولة عن مقتل محاضر جامعي فلسطيني وناشط يُعتقد أنّه ناشط من حماس في كوالالمبور عام 2018

.

 ولا ترتبط إندونيسيا وماليزيا، الدولتان الرئيسيتان ذاتا الأغلبية المسلمة في جنوب شرق آسيا، بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ومع ذلك، فإنّ ماليزيا أكثر حدة في معارضتها للدولة العبرية ودعم الفلسطينيين، وتصدر في بعض الأحيان تصريحات تعتبر معادية للسامية عن بعض مسؤوليها، لا سيّما عن رئيس وزرائها السابق مهاتير محمد.

جهود هشة

في حين أنّ الجهود الدولية لإنهاء التوترات، ولا سيما تلك التي تفتعلها إيران، ما تزال "هشة"، تمرّ الأيام الأولى للتقارب التركي الإسرائيلي باختبارات عدة، وعلى رأسها المفاوضات الأمريكية الإيرانية لإحياء الاتفاقية الدولية لعام 2015 التي حدت من البرنامج النووي لإيران، والتي يبدو أنّها على وشك الانهيار، وفقاً لموقع "مودرن دبلوماسي" الذي أشار إلى أنّ تلك التوترات قد تخرج عن نطاق السيطرة بسهولة، دون أنّ يوضح لماذا، غير أنّ "كرايسس جروب" (مجموعة الأزمات الدولية)، أوردت على موقعها الرسمي على الإنترنت، أنّ فشل الاتفاق على العودة إلى الاتفاقية النووية، التي انسحبت منها الولايات المتحدة من جانب واحد في عام 2018، يعود إلى تدهور التقارب الإسرائيلي التركي.

من غير المرجح أن تسمح قطر لحماس بإعادة تأسيس نفسها بعد أن أجبرتها على الانتقال إلى تركيا كجزء من صفقة 2014

 

 وفي هذا الشأن، أوضحت ورقة بحث صادرة من الكونغرس أنّ إسرائيل تسعى من خلال التطبيع مع تركيا إلى خفض الدعم التركي لحركة حماس، وحشد تعاون إقليمي لمواجهة إيران، التي قد يؤدي حصولها على الأسلحة النووية إلى دفع دول أخرى في المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ومصر إلى أنّ تحذو حذوها.

مواضيع ذات صلة:

حماس عندما تطلب الدعم ولو من الصين

-  "بدنا نعيش": قطاع غزة ينتفض احتجاجاً في وجه "حماس"

حماس تركيّة في لبنان: خطر حقيقي أم زوبعة في فنجان؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية