حزب الله يقض أمن الخليج: الكويت تفكك شبكة لغسيل الأموال

حزب الله يقض أمن الخليج: الكويت تفكك شبكة لغسيل الأموال


16/07/2020

في الوقت الذي كان فيه لبنان يوفد مسؤولاً أمنياً رفيعاً لحث الكويت على دعم بيروت، لإنقاذ الوضع الاقتصادي والمالي المنهار، بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون، كان حزب الله اللبناني يقضّ أمن الخليج، ويعيث فساداً في البلد الذي لطالما وقف إلى جانب لبنان ودعمه، واستثمر في اقتصاده، ودافع عن استقلاله.

"الجريدة" الكويتية: الرأس المدبر للشبكة وافد إيراني وهي مرتبطة بحزب الله اللبناني وتمارس أعمالها المشبوهة منذ 5 سنوات، وللمتهم الرئيسي علاقات واسعة مع مسؤولين في الدولة

ولم تمض ساعات على عودة المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم من الكويت، حتى أطل، كما أفادت الأنباء، خبر قبض أجهزة الأمن الكويتية على شبكة غسيل أموال مرتبطة بحزب الله اللبناني.

من جهته، نشر منسق عام "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو في تغريدة على حسابه عبر "تويتر"، رابط الخبر وعلق عليه بالقول:"معلومات عن شبكة لتبييض الأموال مرتبطة بإيران وحزب الله نشرتها الصحافة الكويتية!!! وهناك في لبنان من ينتظر مساعدات مالية واقتصادية من الكويت!".

ولم يصدر حتى الآن تعليق من حزب الله، أو من الحكومة اللبنانية على هذه الأنباء.

كيف بدأت القصة في الكويت؟

وبحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، بدأت القصة حين كشفت وزارة الداخلية الكويتية، الإثنين الماضي، عن توقيف شبكة تقوم بعمليات غسل أموال بعد رصدها على مدى شھور وتتبع تحركاتها في مناطق عدة من البلاد. وأوضحت أنه بعد اكتمال التحریات اللازمة تمت مداھمة موقع إقامة الرأس المدبر للشبكة في أحد الشالیھات بمنطقة بنیدر، كما تمت مداھمة أربعة مواقع أخرى یستخدمھا المتھم في مدینة الكویت وأخرى في منطقة السالمیة، كما تم القبض على أحد أفراد الشبكة في مطار الكویت الدولي قبل محاولة هروبه.

الشاليه الذي ألقي القبض فيه على المتهم الرئيسي في الشبكة (الجريدة الكويتية)

وأكدت الوزارة استمرار التحقیقات للتوصل إلى جمیع الأشخاص المتورطین في العملیات والكشف عن الشبكة التي أدارت العملیات المشبوھة.

بيْد أنّ الجديد الذي طرأ على القضية ما كشفته صحيفة "الجريدة" الكويتية التي نقلت عن مصادرها أنّ الرأس المدبر للشبكة وافد إيراني، وأنّ تلك الشبكة مرتبطة بحزب الله اللبناني.

اقرأ أيضاً: لبنان بلد جميل لكن من غير حزب الله

 وبيّنت "الجريدة" أنّ التحقيقات الأولية انتهت إلى أنّ تلك الشبكة تمارس أعمالها المشبوهة منذ 5 سنوات، وأنها تضم، إلى جانب المتهم الرئيسي، مواطنَين ومصرياً وعراقياً يحمل الجنسية البلجيكية، لافتة إلى أنّ تلك العمليات تتم عبر أحد البنوك الخليجية، ثم ترسل إلى دولة إقليمية، مشيرة إلى أنّ ثمة أشخاصاً آخرين مشتبهاً في تورطهم بهذا الملف، لم يتم إلقاء القبض عليهم بعد، وقد يستدعون قريباً في ضوء ما ستؤول إليه التحقيقات.

سيارات فارهة ومجوهرات وخمور

وقالت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية إنّ نتائج التفتيش انتهت إلى "العثور على سيارات فارهة وكلاسيك مخزنة في المزرعة، ودراجات رباعية الدفع، وساعات ومجوهرات ثمينة، ومبالغ مالية بالعملة المحلية وغيرها، فضلاً عن عدد من كراتين الخمور".

وكشفت "الجريدة" أنّ المتهم الرئيسي أقر بأنّ له علاقات واسعة مع مسؤولين في الدولة، فضلاً عن علاقته الوثيقة بالمدانين في قضية "صندوق الموانئ"، وإجرائه معهم عمليات مالية عبر عدة شركات تابعة لهم، ويجري التحري عن طبيعتها، وما إذا كانت مرتبطة بغسل الأموال.

اقرأ أيضاً: شهادة جديدة على تورط "حزب الله" في اغتيال الهاشمي.. ما هي؟

وبينت المصادر أنّ هناك معلومات عن مزادات علنية على سيارات وساعات ثمينة ومجوهرات وغيرها أجراها بعض المتهمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأفضت إلى مبيعات تجاوزت قيمتها 3 ملايين دينار.

غسيل الأموال وتمويل الإرهاب في العراق

وفي سياق متصل، كشف مسؤولون عراقيون الأسبوع الحالي، عن تفاصيل خاصة تتعلق بالأسباب التي دفعت مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى الإبقاء على العراق ضمن القائمة المنقحة للدول عالية المخاطر بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، مؤكدة أنّ الأمر يتعلق بأنشطة مالية يمارسها حزب الله اللبناني.

وقال مسؤولان عراقيان في القطاع المالي وثالث في القطاع الأمني، لصحيفة "العرب" اللندنية، إنّ الاتحاد الأوروبي رفض مجدداً إزالة اسم العراق من لائحة الدول التي تخضع لقيود صارمة على تداول الأموال، بسبب أنشطة مشبوهة يديرها حزب الله اللبناني.

وقالت المصادر إنّ الأنشطة المشبوهة لحزب الله اللبناني تدور حول نافذة في البنك المركزي تبيع الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي للتجار الراغبين في استيراد بضائع من الخارج، مشيرة إلى أنّ هذه النافذة تحولت إلى مصدر رئيسي لتمويل أنشطة حزب الله اللبناني وعدد من الميليشيات العراقية التابعة لإيران، أبرزها كتائب حزب الله المتهمة باغتيال الخبير العراقي هشام الهاشمي وحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي المطلوب للولايات المتحدة في قضايا إرهابية.

وقالت شخصية سياسية لبنانية إنّ القيود المالية على العراق تندرج في إطار سد الثغرات التي يستغلها حزب الله للحصول على الأموال ومتابعة نشاطه في لبنان وخارجه، وذلك في مرحلة تقلص فيها الدعم الإيراني المباشر له.

العراق أحد مصادر تمويل حزب الله

ورأت هذه الشخصية أنّ العراق ما زال أحد مصادر تمويل حزب الله، بسبب العلاقات الوثيقة التي استطاع إقامتها مع زعماء الميليشيات الشيعية ومع مواقع مهمة في تركيبة النظام القائم، خصوصاً عندما كان نوري المالكي رئيساً للوزراء.

اقرأ أيضاً: مخططات حزب الله اللبناني تتضح... هل مستقبل لبنان مرهون بطهران؟

وأوضحت المصادر أنّ الأمريكيين مهتمون حالياً بتفكيك الشبكة التي أنشأها الحزب في العراق والتي سمحت له بالحصول على مئات الملايين من الدولارات سنوياً.

ويقول المسؤولون إنّ القيادي البارز في حزب الله اللبناني محمد كوثراني أسس بمعية ساسة عراقيين، بينهم نوري المالكي، شبكة تواصل تربط عدداً من المصارف الأهلية، وتؤمّن حصولها على مبالغ تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات يومياً، عبر نافذة البنك المركزي، مؤكدين أنّ المبالغ التي تخرج من البنك المركزي يومياً بذريعة تغطية نفقات استيرادية، استخدمت لتبييض مئات الملايين من الدولارات في بيروت.

 

واستخدم حزب الله والمالكي والخزعلي نفوذهم السياسي والأمني والاستخباري لتسهيل عمليات غسيل أموال على نطاق واسع داخل العراق شملت مليارات الدولارات.

ويرى متعاملون في القطاع المالي العراقي أنّ أنشطة حكومية وأخرى في القطاع الخاص لا غبار عليها تعاني كثيراً بسبب القيود الأوروبية على حركة الأموال العراقية، الناجمة عن الصلات المشبوهة لحزب الله اللبناني بهذا القطاع.

ماذا فعل رئيس الوزراء العراقي؟

وقالت المصادر إنّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تدخل مؤخراً لدى دول ومنظمات لتسهيل عمليات تبادل تجاري عادية، لم تكن لتتم، بسبب القيود الأوروبية المرتبطة بحزب الله.

وتتوزع عمليات حزب الله في دول كثيرة في العالم، وبخاصة أفريقيا وأمريكا الجنوبية (فنزويلا مثالاً)، وتشمل غسيل الأموال وتجارة المخدرات والذهب في الأسواق السوداء.

ففي التاسع من تموز (يوليو) العام الماضي، صدر بيان عن وزارة الخزانة الأمريكية أعلنت فيه أنها وضعت 3 من قيادات حزب الله على قوائم العقوبات.

ويتعلق الأمر، حسب البيان، برئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب في البرلمان اللبناني محمد رعد، والنائب أمين شري، ومسؤول جهاز الأمن في الحزب، وفيق صفا.

وكانت المرة الأولى التي تطال فيها العقوبات الأمريكية شخصيات نيابية من الحزب بشكل مباشر.

العالم الخفي لحزب الله

وتحدث مكرم رباح، وهو أكاديمي وناشط سياسي في لبنان، عرف بانتقاداته اللاذعة لحزب الله وقياداته، لتلفزيون "الآن"، عن العالم الخفي لحزب الله لجلب العملة الصعبة أمام العقوبات المفروضة عليه، بالتعاون مع نظام مادورو في فنزويلا.

ناشط لبناني: حزب الله يتعامل مع شبكة تتكون من مئات العناصر، التي لا تجمعها أية صلة بالأيدلوجية الدينية أو السياسية لحزب الله، أو بفكر الخميني نفسه

وقال رباح إنّ "فنزويلا ونظامها الحالي، تحت قيادة مادورو وجهازه العسكري والاستخباراتي، تعد عاملاً محورياً ساعد حزب الله، كتنظيم مسلح وميليشيا، في تنفيذ جرائم منظمة".

وتحدث رباح عن وزير الطاقة الفنزويلي الحالي، طارق العيسمي (من أصول سورية)، ودوره في عمليات غسيل الأموال مع حزب الله وتجارة المخدرات صوب سوريا، لجلب العملة الصعبة أمام العقوبات الدولية المفروضة.

وأوضح مكرم رباح أنّ "حزب الله يتعامل مع شبكة تتكون من مئات العناصر، التي لا تجمعها أية صلة بالأيدلوجية الدينية أو السياسية لحزب الله، أو بفكر الخميني نفسه، بقدر ما يهمها مصالحها المالية، ليس إلا".

وأفاد الناشط السياسي اللبناني، أنّ غاية حزب الله من هذه الأنشطة غير القانونية، من دعارة وتهريب وتجارة مخدرات، هو الحصول على أموال، لا يمكن الحصول عليها بالطرق العادية أمام العقوبات الدولية المفروضة عليه وعلى حلفائه (إيران وفنزويلا وسوريا)، وعليه "فإنه لا يرى أي رادع ديني أو أخلاقي في العمل مع عناصر لا تجمعهم أية صلة بولاية الفقيه، أمام غاية الحصول على المال".



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية