حركة نشطة للدبلوماسية الإماراتية لإيقاف الحرب في السودان

حركة نشطة للدبلوماسية الإماراتية لإيقاف الحرب في السودان

حركة نشطة للدبلوماسية الإماراتية لإيقاف الحرب في السودان


29/04/2023

زيد قطريب

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الحثيثة، واتصالاتها الإقليمية والدولية، من أجل إيقاف الحرب الداخلية في السودان، وإيجاد حل سلمي للخلافات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وكانت المعارك الشرسة، قد نشبت بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، منتصف نيسان الجاري في العاصمة الخرطوم، ثم انتقلت إلى بقية المناطق مما تسبّب في تهجير المدنيين، ودمار كبير في البنية التحتية.

ومنذ بداية أحداث العنف، دعت القيادة الإماراتية في بيانٍ لوزارة الخارجية، أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد، والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار، كما شهدت الدبلوماسية الإماراتية حركة نشطة عربية ودولية، من أجل الوصول إلى هدنة تمهّد لجلوس الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار.

ورغم امتداد المعارك إلى خارج الخرطوم، نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، في تأمين سلامة الجنود المصريين المتواجدين لدى قوات الدعم السريع، وتسليمهم إلى السفارة المصرية عن طريق الصليب الأحمر الدولي.

وحول الأحداث في السودان والجهود التي تبذلها الإمارات من أجل إيجاد حل سلمي للخلافات بين الأطراف المتناحرة، يقول الباحث السياسي الدكتور عبد الخالق عبد الله لـ”كيوبوست”: “تعمل الإمارات من خلال منهجٍ سلمي توافقي في حل النزاعات الإقليمية والدولية، حيث أثبتت التجارب صوابية هذا الأسلوب وسرعته في الوصول إلى حلول متوازنة تتجنب الصراعات طويلة الأمد، وتقلِّل الخسائر في الأرواح والممتلكات”.

واستناداً إلى تجارب الدبلوماسية الإماراتية الناجحة في إيقاف العديد من الصراعات الإقليمية والدولية التي نشبت سابقاً، فإن تعويل الأطراف العربية والدولية يبدو كبيراً على الدور الإماراتي الذي يتفرّد بعلاقاتٍ جيدة مع جميع أطراف النزاع في السودان.

ويقول الباحث السياسي محمد خلفان الصوافي لـ”كيوبوست”: “أعتقد أن دوائر صنع القرار في العالم تراهن على نجاح الوساطة الإماراتية في الحرب السودانية، وذلك من منطلقين اثنين، الأول: موضوعي، كون دولة الإمارات تمتلك تجارب ناجحة في الوساطات خلال الأزمات المعقدة، كما هو الحال بين أريتيريا وإثيوبيا حيث نجحت بإيقاف حربٍ امتدت لأكثر من 35 عاماً. والمنطلق الثاني إدراك قادة السودان الحاليين لهدف المساعي الإماراتية وثقتهم الكبيرة بها”.

ومنذ الأيام الأولى للحرب في السودان، أجرى الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، اتصالات مع السعودية ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى عددٍ من الدول الأوروبية مثل بريطانيا وهولندا، بهدف بحث السبل الكفيلة بإيجاد حل سلمي توافقي يضع حداً للحرب الدائرة هناك.

ويضيف الدكتور عبد الخالق عبد الله: “تتميز الإمارات بعلاقاتٍ جيدة مع جميع أطراف النزاع في السودان، مما يخولها لعب دور الوسيط النزيه الذي يشكل قاسماً مشتركاً بين المتحاربين، وقد ظهر ذلك من خلال نجاح جهودها في إطلاق سراح الجنود المصريين المتواجدين عند قوات الدعم السريع”.

وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة وفق رؤيا استراتيجية بعيدة المدى تجاه الأزمات الإقليمية والدولية، عمادها الثقة والتركيز على الحلول السياسية المستدامة والتنمية ودعم الاستقرار والازدهار.

ويضيف الصوافي: “تؤمن القيادة الإماراتية أن هذا الصراع يمثل خطراً قد يؤدي إلى تداعياتٍ في غير صالح الأمن الوطني السوداني المليء بالتحديات الداخلية، كما أنه لا يخدم الاستقرار العربي خاصة أن المتربصين بهذه الدول كثر، وعلى رأسهم تنظيم الإخوان المسلمين الذي ما زال يتحين الفرصة للعودة إلى السودان”.

وقبل نشوب الحرب في السودان، ظهرت بشكلٍ واضح الجهود الإماراتية لاحتواء الخلافات، فقد زار كل من البرهان وحميدتي الإمارات في فبراير الماضي، وتم التركيز خلال الزيارتين على الوحدة السودانية، ودعم مسيرة البناء والتنمية.

ويعترف الصوافي بالتعقيد الذي يلف الوضع في السودان نتيجة تعمق الخلافات بين الأطراف، ويقول: “قبل الجزم بنجاح أية وساطة، فإن رغبة المتخاصمين في الوصول إلى حل، لا بد أن تكون حاضرة، كما يجب أن يكون واضحاً أن وتيرة التصعيد العسكري تتطلب من المجتمع الدولي دعماً للجهود الإماراتية بهدف الوصول إلى حل”.

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة، قد أجْلت مواطنيها ورعايا عدد من الدول جراء تفاقم الأحداث في السودان، وعملت على توفير كافة خدمات الاستضافة والرعاية لـ 19 جنسية مختلفة خلال إجلائهم إلى مدينة بورتسودان، كما ستستضيفهم الإمارات على أراضيها قبيل نقلهم إلى دولهم.

أثبتت القوة الناعمة الإماراتية فعاليتها في العديد من الأزمات العربية والإقليمية والدولية، وقد أشارت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، منذ بداية الأزمة في السودان، إلى تمسكها بنهجها الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومد يد العون للدول في أوقات الحاجة.

وأكدت الوزارة التزام دولة الإمارات بالعمل مع شركائها والمجتمع الدولي لتحقيق كل ما يخدم مصالح الشعب السوداني، بالعودة للإطار السياسي والحوار، والمضي في المرحلة الانتقالية وصولاً إلى الاستقرار السياسي والأمني المنشود في السودان.

عن "كيوبوست"




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية