
تتخذ فرنسا خطوة أخرى نحو حظر الرموز والملابس التي تظهر الانتماء الديني، إذ قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيلو، الثلاثاء، إنه يعتزم فرض حظر على ارتداء الحجاب في الجامعات، مشيرا خلال استضافته على قناة RMC، إلى وجود "إسلاموية لا تتوافق مع المعتقدات الإسلامية التقليدية".
وأضاف: "هناك إسلاموية تحاول فرض رايتها وقيمها الخاصة، برأيي أن هذه قيم تضع مكانة المرأة في مرتبة أدنى من مكانة الرجل"، ولفت الوزير إلى أن المواطنين المسلمين لا ينبغي أن يأخذوا كلامه على محمل شخصي، مضيفا بالقول: "الإسلام السياسي يشوه إيمان المسلمين"، وفق تعبيره.
وتعتبر فرنسا نفسها دولة علمانية ينبغي فيها فصل الدين عن الدولة بشكل صارم. تم سن القانون الخاص بهذا الشأن في عام 1905 وكان يهدف في الأصل إلى مواجهة تأثير الكاثوليكية.
دخل قانون حيز التنفيذ في فرنسا عام 1994 يحظر ارتداء الرموز الدينية الواضحة في المدارس، وتلاه في عام 2004 حظر كامل على الحجاب في المدارس. كما يُحظر استخدام "الكيباه"، وهو غطاء رأس للرجال اليهود، والصلبان المسيحية الكبيرة في الفصول الدراسية.
ظهور موجات متعاقبة زمنيا ومنتشرة جغرافيا حول مظهر ديني معين دليل على وجود جهة تنظم إطلاق هذه الموجات
يرى بعض المحللين في فرنسا، أن الظواهر، بدء من ارتداء الحجاب التقليدي في المدرسة وحتى العباءة ومرورا بالنقاب والبوركيني، برزت على شكل موجات مفاجئة شملت مناطق جغرافية مختلفة في البلاد، قبل أن تتوقف في حال رد قوي من أجهزة الدولة.
ويرى هؤلاء المحللين في هذا الشكل، أن ظهور موجات متعاقبة زمنيا ومنتشرة جغرافيا حول مظهر ديني معين، دليلا على وجود جهة تنظم إطلاق هذه الموجات وتقوم، أحيانا، بتمويلها إذا ما استدعت الضرورة ذلك، ويوجهون أصابع الاتهام إلى جمعيات مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمون وتنظيمات إسلامية سياسية أخرى.
كما تؤكد الأغلبية الساحقة من المدرسين، بحسب وسائل إعلام محلية، أن مشكلة التطرف الإسلامي في المدارس لا تقتصر على قضية الحجاب، وإنما تمتد إلى محاولات التحكم في المناهج الدراسية، حيث لا يستطيع المدرسون في العديد من المدارس تدريس أجزاء المناهج المتعلقة بالعلمانية والمحرقة النازية وغيرها، كما يواجه أساتذة علم الأحياء صعوبات في تدريس بعض أجزاء المنهج، أضف إلى ذلك رفض عدد من الطالبات المشاركة في دروس الرياضة البدنية.
ويرفض بعض الطلاب المتطرفين دروس الموسيقى بدعوى أنها محرمة في الإسلام، بل ويذهب بعض هؤلاء إلى رفض حل بعض مسائل الهندسة الفراغية بدعوى أن الشكل الهندسي يشابه الصليب.