حراك المعلمين في تعز يفقد نقابة الإخوان السيطرة على الشارع.. كيف؟

حراك المعلمين في تعز يفقد نقابة الإخوان السيطرة على الشارع.. كيف؟

حراك المعلمين في تعز يفقد نقابة الإخوان السيطرة على الشارع.. كيف؟


06/02/2025

احتجاجات غير مسبوقة تشهدها محافظة تعز في صفوف المعلمين، بدأت منذ كانون الأول / ديسمبر 2024، وشهدت توسعًا ملحوظًا مع انضمام العديد من الكيانات النقابية والمجالس التنسيقية، وذلك احتجاجا على تجاهل السلطات لمعاناتهم والإخلاء بأغلب وعودها.

على وقع هذه الاحتجاجات، برز الصراع النقابي كواجهة أخرى للأزمة، بحسب ما أكده موقع "الأماء" اليميني، حيث تعيش نقابة المعلمين التابعة لجماعة الإخوان في محافظة تعز حالة من التخبط والارتباك، تبدو فيها عاجزة عن فرض أي شكل من أشكال السيطرة على الحراك الشعبي المتصاعد، خاصة مع صعود "اتحاد التربويين اليمنيين" كقوة نقابية جديدة تستمد شرعيتها من الشارع، وتتمتع بثقة واسعة بين صفوف المعلمين.

هذا التخبط لم يعد خافيًا على أحد، بل أصبح واضحًا في كل خطوة تخطوها النقابة، التي تبدو وكأنها تسير بلا بوصلة في بحر متلاطم من الغضب الشعبي والمطالب المشروعة.

وقال الموقع المحلي إن نقابة المعلمين باتت تتأرجح بين قرارات متضاربة ومواقف متذبذبة ومرتبكة، فبدأت بدعوة المعلمين للإضراب بعد أن كانوا قد أضربوا بالفعل بدعوة من اتحاد التربويين، ثم طالبت بفك الإضراب، لتعود مرة أخرى إلى الدعوة للإضراب. 

قامت بتفريخ عدد من المسميات النقابية الجديدة التي تفتقر إلى أي أساس جماهيري أو شرعية نقابية

هذا التذبذب في المواقف جعلها تبدو كمن يلعب على الحبال، دون رؤية واضحة أو استراتيجية ثابتة، وهو ما أثار استياءً واسعًا بين صفوف المعلمين، الذين خرجوا في مسيرات حاشدة ينددون بمواقف النقابة ويرفضون تمثيلها لهم.

وبينما كانت النقابة تراوغ وتكرر وعودًا فارغة، كان المعلمون في تعز قد قرروا بوضوح ألا يعودوا إلى دائرة الكذب والخذلان، واستخدامهم كورقة ضغط سياسي من قبل نقابة المعلمين التابعة لجماعة الإخوان.

ومن محاولات نقابة المعلمين لاستعادة السيطرة على الحراك الشعبي المتصاعد، لجأت النقابة، بحسب "الأمناء"، إلى أسلوب مكشوف لتفتيت صفوف المعلمين وإضعاف تماسكهم، فقد قامت بتفريخ عدد من المسميات النقابية الجديدة، التي تفتقر إلى أي أساس جماهيري أو شرعية نقابية، وتهدف إلى خلق انقسامات داخل صفوف المعلمين، وزرع فوضى تنظيمية، وإلهائهم عن مطالبهم الأساسية، وإبعادهم عن اتحاد التربويين اليمنيين، الذي أصبح يمثل صوتهم الحقيقي. 

وما يزيد من حالة التخبط التي تعيشها النقابة هو تصرفها المثير للاستياء خلال مظاهرة، يوم الأحد الماضي، 2 فبراير 2025، حيث قامت بمنع الطفل أمير عبدالجليل محمد عبدالجبار، طالب الصف السادس الابتدائي، من إلقاء كلمة طلاب مدارس تعز، وتم إسكاتها بأوامر مباشرة من عبدالرحمن محمد المقطري، أمين عام نقابة المعلمين بتعز.

هذا التصرف، الذي اعتبره الكثيرون انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال في التعبير عن همومهم، لم يكن سوى محاولة يائسة من النقابة للسيطرة على الخطاب الإعلامي والصوتيات خلال المظاهرة.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية