أثارت حادثة وفاة 11 رضيعاً في أحد المستشفيات التونسية الكثير من ردود الفعل الغاضبة، التي اعتبرت الحادث مؤشراً على استهتار الحكومة التونسية بأرواح المواطنين وصحتهم وعدم مبالاتها.
واستقال وزير الصحة التونسي، عبد الرؤوف الشريف، إثر وفاة الرضع، جراء ما يعتقد أنه تسمم في الدم، وفق ما أوردت شبكة الـ "بي بي سي".
وتعهد رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بأن "تطال المحاسبة كل من ستثبت في حقه التحقيقات أي تقصير"، معلناً قبوله استقالة وزير الصحة.
وانعقد أمس مجلس وزاري مصغر لتدارس الموقف، كما أعلنت وزارة الصحة التونسية فتح تحقيق عاجل لمعرفة ملابسات الحادث.
وزير الصحة التونسي يقدم استقالته إثر وفاة الرضع ورئيس الحكومة يقبلها ويلوح بمعاقبة المقصرين
وكانت الوزارة قد أكدت وفاة 11 رضيعاً خلال 24 ساعة في مركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى الرابطة الحكومي في العاصمة.
وقالت الوزارة، في بيان: "نعلن بأسف شديد عن تسجيل 11 حالة وفاة بين المواليد المقيمين في مركز التوليد وطب الرضيع بالرابطة، خلال يومي 7 و8 آذار (مارس) الجاري".
وأضافت أنّ "لجنة مختصة فتحت تحقيقاً للوقوف على الأسباب وراء وفاة الرضّع وتحديد المسؤوليّات، وسيتم إعلان النتائج مع انتهاء التحقيق".
من جهتها، قالت الجمعية التونسية لطب أمراض النساء والتوليد في صفحتها على فيسبوك، إنّ التحقيقات الجارية تشير إلى وجود تلوث في المغذيات الوريدية في القسم، مما سبب تسمم دماء الرضع ووفاتهم.
وكانت قد أعلنت وزارة الصحة التونسية، في بيان، أمس، عن وفاة 11 رضيعاً حديثي الولادة، دون الكشف عن أسباب هذه الوفيات الغامضة، لكن مصادر طبية من داخل المستشفى، أكدت أنه تم تطعيم الرضع بـ "سيروم فاسد" (محلول تغذية)، وهو عبارة عن مستحضر تطعيم يتم إعداده مخبرياً للمساعدة في تغذية الرضع عن طريق الفم أو بالحقن، مما أدى إلى وفاتهم مباشرة.
ويواجه القطاع الصحي التونسي الذي كان يوماً ما مصدر فخر للبلاد صعوبات إدارية ولوجستية كبيرة، كما تواجه المستشفيات الحكومية صعوبات كبيرة منها تراجع مستوى الخدمات الصحية ونقص الأدوية وهجرة الأطباء الى خارج البلاد.