تقرير جديد للاستخبارات النمساوية يحذر من تيار الإسلام السياسي... ماذا جاء فيه؟

تحذير جديد للاستخبارات النمساوية من تيار الإسلام السياسي... تقرير

تقرير جديد للاستخبارات النمساوية يحذر من تيار الإسلام السياسي... ماذا جاء فيه؟


18/01/2023

حذّرت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في النمسا من خطورة تيارات الإسلام السياسي، مستخدمة مصطلع التنظيمات "الإسلاموية".

وقالت الهيئة في تقرير لها نشر قبل أيام: إنّ "التطرف الإسلاموي يمثل شكلاً للتطرف السياسي الذي يحاول إقامة دولة إسلامية ومجتمع يستند إلى (فهم خاص) للإسلام، من خلال أساليب (عنيفة) تتجاهل أو تهدد أو تقضي على حكم القانون والديمقراطية"، وفق ترجمة صحيفة العين الإخبارية.

وأضاف: "بالمقابل، هذا يعني رفض أسلوب الحياة الغربي ومبادئ المجتمع الديمقراطي المستنير".

وأوضحت الاستخبارات أنّه "لعدة أعوام، أظهر ملف التهديد الخاص بالتطرف الإسلامي والإرهاب مكونات ثابتة تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على التهديدات المختلفة لأمن النمسا".

التطرف الإسلاموي يمثل شكلاً للتطرف السياسي الذي يحاول إقامة دولة إسلامية ومجتمع يستند إلى (فهم خاص) للإسلام

واستعرضت هذه المكونات، ومن أهمها: "المقاتلون الإرهابيون الأجانب، والعائدون من مناطق الحرب، والأزمات، ونشر التطرف عبر الإنترنت، واستخدام الإنترنت كأداة ووسيلة للتطرف وأداة تجنيد".

وأضاف التقرير: إنّ المعايير التقنية الجديدة مثل "5G"، أو تشفير الأجهزة والبرامج قيد التداول، توفر وسائل جديدة للإسلاموية لتحقيق أهدافها، لافتاً إلى أنّ الإنترنت، وخاصة الشبكات الاجتماعية، يساهم، في التطرف من خلال القدرة على الوصول إلى المحتوى الإسلاموي والمتشد، ويشكّل أيضاً في الوقت ذاته مجالاً للتجنيد في إطار التأسيس الأولي للاتصالات بين العضو التنظيمي والشخص العادي الخاضع للتجنيد".

واستطرد قائلاً: "هذا يعني أنّ التطرف يحدث عبر الإنترنت وفي الحياة العادية، لأنّه بالإضافة إلى عمليات التبادل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصداقات الافتراضية، تظل أنشطة طبيعية مثل الرحلات وزيارات المطاعم المحلية أو الأنشطة الرياضية عاملاً مهمّاً" في استراتيجية التجنيد للتنظيمات الإسلاموية.

وحول الدعاية الإسلاموية المتطرفة، قال التقرير: "لوحظ أنّ الخُطب التي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، ويلقيها دعاة متطرفون، ما تزال تحظى بقبول وشعبية كبيرين، وتتم إعادة نشر هذه الخطب مراراً وتكراراً على المنصات الاجتماعية، ووضعها في سياق حديث".
 

ملف التهديد الخاص بالتطرف الإسلامي والإرهاب يظهر مكونات ثابتة؛ منها: المقاتلون الإرهابيون الأجانب والعائدون، ونشر التطرف عبر الإنترنت

وتابع: "الأكثر من ذلك، يمكن رصد وتيرة سريعة للمحتوى المتطرف والجهادي، ويرجع ذلك جزئياً إلى طبيعة المنصات الاجتماعية المستخدمة، مثل "تيك توك" المنتشر بين الشباب، وكذلك الهيكل العمري المستهدف بهذه الدعاية، وهو الشبان في مرحلة المراهقة".

وأشار التقرير إلى دور الإنترنت والتكنولوجيا في تطرف النساء وانضمامهنّ لتنظيمات إسلاموية، لأسباب منها أنّ العديد من الفتيات أو النساء لا يتمتعن بسهولة الوصول إلى دروس الإسلام أو القرآن في المسجد أو صلاة الجمعة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أسلوب حياتهنّ التقليدي والمنغلق".

وخلص التقرير إلى أنّه "بشكل عام، يمكن القول إنّ التطرف الإسلاموي والإرهاب قد أحرزا تقدماً في استخدام التقنيات الحديثة ووسائل الإعلام، وفي الوقت نفسه يمكن ملاحظة زيادة في الاستعداد للقيام بأفعال مختلفة واستخدام العنف".

يأتي ذلك بعد شهر من تسليط مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية  الضوء على الجمعية الإسلامية في النمسا، التي تدير مسجد الهداية في العاصمة النمساوية، وتعمل على الترويج لخطاب التطرف والكراهية.

وعلى مدار عام كامل، أخضع مركز توثيق الإسلام السياسي الجمعية الإسلامية في النمسا للتدقيق والدراسة، وقد تمّ تحليل وتقييم (28) خطبة لرئيس وإمام مسجد الهداية (التابع للجمعية) في فيينا إبراهيم الدمرداش، بالإضافة إلى الأنشطة في الشبكات الاجتماعية.

ومنذ 2019 تشنّ النمسا حملة قوية ضد الإخوان، كأكبر منظمة للإسلام السياسي، وبدأت بحظر رموز الجماعة، ثم أسست مركز توثيق الإسلام السياسي لتحليل ومراقبة ورصد أنشطة الجماعة في الأراضي النمساوية، وفتحت تحقيقات قانونية في أنشطتها وتمويلها للإرهاب.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية