تقرير: إيران مركز رئيسي لتسليح الميليشيات الإرهابية بالمنطقة‎

تقرير: إيران مركز رئيسي لتسليح الميليشيات الإرهابية بالمنطقة‎


28/04/2022

سلّط المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات الضوء على ترسانة إيران من الصواريخ، وعلى التهديدات التي تشكّلها للأمن الإقليمي والدولي.

 وقال المركز في تقرير له نُشر عبر موقعه الإلكتروني تحت عنوان "مكافحة الإرهاب ـ الصواريخ الباليستية الإيرانية تهديد للأمن الإقليمي والدولي": إنّ إيران تمتلك أكبر ترسانة صواريخ وأكثرها تنوعاً في الشرق الأوسط، بآلاف الصواريخ الباليستية والكروز، كما استثمرت بشكل كبير في تحسين دقة هذه الأسلحة وقدرتها الفتاكة، وجعلت هذه التطورات الصاروخية أداة قوية لإبراز القوة الإيرانية وتهديداً موثوقاً للمنطقة.

 ووفقاً للمركز، فإنّ إيران تُعدّ أيضاً مركزاً رئيسياً لانتشار الأسلحة، حيث تزود الجماعات الوكيلة مثل حزب الله والنظام السوري بإمدادات ثابتة من الصواريخ. ومنذ العام 2015 عملت إيران على تزويد الحوثيين في اليمن بصواريخ باليستية وصواريخ كروز متطورة بشكل متزايد، بالإضافة إلى طائرات بعيدة المدى بدون طيار. وفي الآونة الأخيرة  كانت إيران تزود الميليشيات المسلحة الشيعية في العراق بالصواريخ وغيرها من المقذوفات الصغيرة لاستخدامها ضد المنشآت العسكرية والدبلوماسية العراقية والأمريكية.

 وأوضح التقرير أنّ الصواريخ تبقى هي خطة الردع الإيجابية الرئيسة للنظام الإيراني التي تمكنه من الانخراط بفاعلية في المسارح المختلفة، ومباشرة مصالحه دون خوف مباشر من الانتقام داخل إيران نفسها، وهو درس آخر تعلمته إيران من حربها مع العراق حول حدود قدرتها العسكرية التقليدية، ممّا دفعها للاستثمار لعقود في ترسانة الصواريخ الباليستية وفي الميليشيات والوكلاء المحليين، كون ذلك يمثل تهديداً مباشراً لأعدائها وبتكلفة أقل.

 إيران تمتلك أكبر ترسانة صواريخ وأكثرها تنوعاً في الشرق الأوسط

 وذكر المركز أنّ برنامج الصواريخ الإيراني خضع على مدار العقدين الماضيين إلى بعض التحسينات، شملت توسيع مدى صواريخ إيران ودقتها، وتطوير صواريخ كروز، وبناء منصات إطلاق متحركة وصوامع تحت الأرض. حتى باتت إيران تمتلك أكبر قوة صاروخية وأكثرها تنوعاً في الشرق الأوسط، بأكثر من (10) أنواع من الصواريخ الباليستية في الخدمة أو قيد التطوير، حسبما جاء في تقرير مفصل أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية، في أيلول (سبتمبر) 2020. ويوضح تقرير للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) البريطاني صدر في نيسان (أبريل) 2021 أنّ هناك ما يقرب من (20) صاروخاً باليستياً مختلفاً لإيران، بالإضافة إلى صواريخ كروز والطائرات بدون طيار.

 

إيران تُعدّ مركزاً رئيسياً لانتشار الأسلحة، حيث تزود حزب الله والنظام السوري والحوثيين والميليشيات الشيعية العراقية بالصواريخ الباليستية والكروز

 

 وفي بيان مكتوب إلى لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي في 15 آذار (مارس) 2022، قال رئيس القيادة المركزية للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ كينيث ماكنزي: إنّ الحكومة الإيرانية لديها أكثر من (3) آلاف صاروخ باليستي من مختلف الأنواع، وقال إنّ طهران استثمرت بكثافة في برنامجها للصواريخ الباليستية على مدى الأعوام الـ(5 إلى7) الماضية، واصفاً برنامج الصواريخ الإيراني بأنّه أكبر تهديد للأمن الإقليمي.

 في الوقت الحالي، تلتزم جميع الصواريخ الباليستية الإيرانية على ما يبدو بحد النطاق الذي فرضته على نفسها وهو (2000) كيلومتر، وتتمثل أولوية إيران في تحسين الدقة، وهو ما يتجلى في العديد من أنظمة الصواريخ، كصواريخ شهاب التي صدّرت طهران بعضها الى الحوثيين في اليمن لشنّ هجمات على السعودية، بالإضافة إلى صواريخ قدر-1، وعماد، وصواريخ الوقود الصلب، وصواريخ سجيل، وصواريخ فاتح-110، وصواريخ زولفاغر، ودزفول، والحاج قاسم سليماني، بالإضافة إلى صواريخ خيبر شكن.

 

مجلس الأمن اتخذ (6) قرارات لردع إيران، من بينها (3) قرارات تفرض قيوداً على أنشطة الصواريخ الباليستية

 

أمّا عن برنامج الفضاء الإيراني، فقد قال التقرير إنّه بالإضافة إلى الترسانة الباليستية، كشفت إيران عن (3) مركبات إطلاق جديدة للأقمار الصناعية منذ عام 2015، ، وظهر ذلك في محاولاتها الفاشلة في مناسبتين عام 2019 لوضع قمر صناعي في مداره باستخدام صاروخ "سفير". وفي شباط (فبراير) 2020، أجرت إيران اختباراً لوضع قمر صناعي في مداره باستخدام صاروخ "سيمرغ" الخاص بها. وفي نيسان (أبريل) 2020، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنّه أطلق أول قمر صناعي مخصص للأغراض العسكرية نحو مدار حول الأرض، باستخدام صاروخ حامل جديد يُعرف باسم "قاصد"، بما يتعارض مع مزاعمهم السابقة بأنّه ليس لديهم برنامج فضائي عسكري.

كشفت إيران عن (3) مركبات إطلاق جديدة للأقمار الصناعية منذ عام 2015

 بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذها العديد من الجماعات التي تعمل بالوكالة، استخدمت إيران منذ عام 2017 قواتها الصاروخية في عمليات قتالية ضد العديد من الأهداف في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأبرز هذه العمليات:

 في حزيران (يونيو) 2017 أطلقت إيران (6) صواريخ على شرق سوريا مستهدفة مواقع الدولة الإسلامية بالقرب من دير الزور، وفي أيلول (سبتمبر) 2018 أطلقت إيران (7) صواريخ فاتح-110 على المقر المزعوم للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في العراق، وفي الشهر ذاته من العام 2019 شنت إيران هجمات منسقة بطائرات بدون طيار وصواريخ كروز على منشآت نفطية سعودية في بقيق وخريص.

 

الحكومة الإيرانية لديها أكثر من (3) آلاف صاروخ باليستي، وهي أكبر تهديد للأمن الإقليمي

 

 في كانون الثاني (يناير) 2020، قصفت إيران القوات الأمريكية في العراق لعدة ساعات بما يصل إلى (22) صاروخاً باليستياً انتقاماً لقتل الولايات المتحدة قاسم سليماني، وفي 13 آذار (مارس) 2022 أعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن استهداف ما قال إنّه "مركز استراتيجي إسرائيلي" في إقليم كردستان شمالي العراق بـ (12) صاروخاً باليستياً.

أمّا عن التهديدات الإقليمية والعالمية، فقد أكد المركز الأوروبي أنّ إيران يمكنها استخدام قواتها البحرية والصاروخية ووكلائها لمهاجمة السفن في أيّ مكان في الخليج، وحول مضيق هرمز، وفي خليج عمان خارج الخليج، وفي مياه المحيط الهندي بالقرب من مضيق هرمز. 

 ويوضح التقرير أنّ دعم الجهات الفاعلة الإقليمية أصبح ركيزة أساسية للموقف العسكري الإيراني إلى جانب الصواريخ الباليستية، مثلما يحدث مع النظام السوري والجهات الفاعلة غير الحكومية في غزة والعراق ولبنان وسوريا واليمن، وقد أدت جهود انتشار الصواريخ الإيرانية إلى عواقب مزعزعة للاستقرار في المنطقة. على سبيل المثال، يستهدف الحوثيون المطارات والمنشآت النفطية في السعودية، كما استهدفوا مدينتي أبو ظبي ودبي بالإمارات، وتستهدف الميليشيات الشيعية في العراق مصالح دول أجنبية، وفي لبنان أيضاً سلاح حزب الله التابع لإيران يُعتبر المهدد للاستقرار والسلم والأمن القومي.

 في كانون الثاني (يناير) 2020، قصفت إيران القوات الأمريكية في العراق لعدة ساعات

 ووفقاً للتقرير، فإنّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخذ (6) قرارات لردع إيران، من بينها (3) قرارات تفرض قيوداً على أنشطة الصواريخ الباليستية الإيرانية المتعلقة بتسليم سلاح نووي والقيود المفروضة على عمليات نقل الأسلحة التقليدية الثقيلة إلى إيران.

 وما يزال عدد من الأدوات أحادية الجانب الأمريكية سارية لعرقلة انتشار الصواريخ الباليستية، بما في ذلك الأوامر التنفيذية، والمحظورات والعقوبات التشريعية. فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضدّ أفراد ومؤسسات إيرانية، من بينها منظمة الابتكار والبحث الدفاعي الإيرانية التي لعبت دوراً مركزياً في جهود الأسلحة النووية السابقة للنظام الإيراني، ووكالة الفضاء الإيرانية التي تطور تكنولوجيا مركبات إطلاق فضائية، ومركز أبحاث الفضاء الإيراني الذي طور صاروخ كافوشجار، وهو مركبة إطلاق فضائية تستند إلى صاروخ شهاب-3 الباليستي.

 وعاقبت الولايات المتحدة أيضاً شركة ماهان إير الإيرانية، وخطوط الشحن لجمهورية إيران الإسلامية (إريسل غروب)، وشركة تابعة لإريسل غروب، ومقرها الصين، وجميعها نقلت صواريخ محظورة من قبل الأمم المتحدة إلى إيران، وفقاً لـ"الحرة"، في 24 كانون الأول (ديسمبر) 2020.

مواضيع ذات صلة:

صواريخ الحوثي ضد الإمارات... السياقات اليمنية والمآلات الإيرانية

لماذا تصر إيران على شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية؟

أمريكا تفشل بكبح إيران ووكلائها.. ما خياراتها؟

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية