تفجير أجهزة 'البيجر' في لبنان.. ما هي تفاصيل العملية؟

تؤكد آخر حصيلة لضحايا انفجار أجهزة النداء اللاسلكية "البيجر" في أنحاء مختلفة من لبنان في هجوم غير مسبوق، مقتل 9 أشخاص بمن فيهم السفير الإيراني في لبنان، وإصابة نحو 2800 آخرين.

 وأوضح وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض في مؤتمر صحفي أن "حالة حوالي 200 منهم حرجة، وتطلبت إجراء عمليات جراحية أو إدخال إلى أقسام العناية الفائقة"، وتابع: "غالبية الإصابات التي سُجلت توزعت بين الوجه والبطن واليد والعيون، والكثير من الإصابات وجهت إلى غرف العمليات لتحصل على العناية اللازمة".

وخلال جولة في مستشفيات بالعاصمة بيروت، قال الأبيض إنه يتم إجراء عمليات "شبه متواصلة غالبيتها للعيون"، مضيفا أن مستشفيات بيروت والضاحية الجنوبية "أصبحت مليئة بالجرحى، سواء في غرف العمليات أو العناية الفائقة أو الأسرّة في الغرف العادية والطوارئ".

من بين القتلى ابني النائبين في حزب الله علي عمار وحسن فضل الله وأصيب كذلك ابن مسؤول أمني بارز في حزب الله

وقال مصدر مقرب من حزب الله إن من بين القتلى ابني النائبين في حزب الله علي عمار وحسن فضل الله. وأصيب كذلك ابن مسؤول أمني بارز في حزب الله، وفق المصدر نفسه.

وقد حملت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل مسؤولية هذه الانفجارات. ومع ذلك، لم تصدر إسرائيل أي تعليق رسمي بشأن الحادث.

ورغم أنها امتنعت عن الإعلان صراحة عن مسؤوليتها عن العملية، إلا أن الدلائل تشير إلى تورطها فيها حيث نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين مطلعين قولهم أن إسرائيل "نفذت عمليتها" ضد حزب الله، الثلاثاء، بـ "إخفاء مواد متفجرة داخل دفعة جديدة من أجهزة اتصال تايوانية الصنع تم استيرادها إلى لبنان".

وتكشف التفاصيل عن خرق أمني "غير مسبوق" لتنظيم "حزب الله" أدى إلى تفجير آلاف الأجهزة في أنحاء لبنان؛ وقالت عدة مصادر إن "المؤامرة استغرقت على ما يبدو عدة أشهر من أجل التحضير"، وفق "رويترز"، التي نقلت عن مصدر آخر قوله إن التنظيم "طلب 5 آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة (جولد أبوللو) التايوانية، وتقول عدة مصادر إنها وصلت إلى البلاد في الربيع".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن مسؤولين بينهم أميركيين، لم تسمّهم، أن إسرائيل "عبثت بأجهزة البيجر قبل وصولها إلى لبنان، من خلال زرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل كل منها".

وكان مصدر مقرب من حزب الله قد قال لوكالة فرانس برس، الثلاثاء، طالبا عدم نشر اسمه، إن الأجهزة التي انفجرت "وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخراً تحتوي على ألف جهاز" ويبدو أنه "تمّ اختراقها من المصدر".

لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادرها أن الطلبية تضمنت نحو 3 آلاف جهاز، معظمها من طراز "إيه بي 924".

وتحدثت وسائل إعلام عربية عن أن إسرائيل لم تتبنَّ مسؤولية الهجوم، لكنه جاء بعد اغتيال إسرائيل للقائد العسكري الرفيع في حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت في أواخر تموز/يوليو، واغتيال مفترض لقائد حماس إسماعيل هنية في طهران بعد ساعات فقط.

كما نقلت صحيفة "العرب" عن خبراء، أن التفجيرات ستكون مربكة لقادة حزب الله وخططه، وتزيد من مخاوف انكشاف عملياته خاصة بعد أن تم قبل أسابيع قليلة إحباط الهجوم الشامل الذي كان يستعد للقيام به عبر توجيه المئات من الصواريخ إلى مواقع في إسرائيل.