تعرّف إلى المرض الذي دفع البشر إلى حلق لحاهم!

تعرّف إلى المرض الذي دفع البشر إلى حلق لحاهم!


18/08/2020

عانت البشرية خلال العقود الماضية من أمراض كثيرة تسبّبت في وفاة الملايين حول العالم، وسط عجز العلم في ذلك الوقت عن فهم هذه الأمراض ومسبباتها وآليات تفشّيها.

أطلق العلماء على مرض السل لقب (الموت الأبيض) و(المرض الرومانسي)، نظراً لكونه سبب وفاة عدد من عمالقة الفن والأدب

ويُعدُّ مرض السل أحد أهم تلك الأمراض التي هدّدت البشرية؛ إذ يرى المؤرخون أنّ مرض السل قد تسبّب بربع الوفيات السنوية، وأطلقوا عليه لقب "الموت الأبيض" و"المرض الرومانسي"، نظراً لكونه سبب وفاة عدد من عمالقة الفن والأدب، ومنهم المؤلف الروسي أنطون تشيخوف، والمؤلف المسرحي الفرنسي موليير والكاتب التشيكي فرانز كافكا والملحن البولندي فريدريك شوبان.

صورة لنوع من اللحى اللتي كانت منتشرة أواخر القرن التاسع عشر

وعُرف هذا المرض بأعراضه التي تمثلت بالحمى والسعال الدامي والقشعريرة والتعرّق الليلي وفقدان الشهية والوزن والتعب وآلام الصدر واحمرار الخدين وشحوب الوجه.

ونظراً لانتشار السل في فترة تميّزت بالتخلف الطبي والعلمي، آمن كثيرون بوقوف الهواء الفاسد وراءه، فيما رأى آخرون أنّه ينتقل وراثياً، لكنّ العلم فندَّ هذه النظريات في أواخر القرن التاسع عشر، بعد تمكّن العلماء من فهم طبيعة المرض.

اقرأ أيضاً: الإمارات سبّاقة عالمياً في بحوث تطوير لقاح كورونا

وساهم كل من الفرنسي لويس باستور والألماني روبرت كوخ في إثبات نظرية جرثومية المرض، كما تمكّن كوخ من الكشف عن "المتفطرة السلية"، المعروفة بـ "عصية كوخ"، التي قيل إنّها وراء مرض السل.

اللحية مصدراً للمرض!!

رغم تفضيل البشر إطلاق اللحية، التي هيمنت على قواعد الجمال والصحة لدى الذكور طيلة القرون السابقة، فقد اتجه حينها عدد كبير من المثقفين والمفكرين مثل فكتور هوغو وتشارلز ديكنز وكارل ماركس وغيرهم لإطلاق لحاهم ظناً منهم أنّها تمنحهم خصالاً عديدة مثل الحكمة والثقافة والكاريزما والجمال، رغم ذلك إلّا أنّ البشر اضطروا إلى تغيير نمط حياتهم والتخلّص من موضة اللحية مع ظهور نظرية جرثومية المرض.

لجأت ولاية نيويورك الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد أصحاب اللحى، ومنعتهم من العمل في مجال تعليب وتوزيع الحليب 

وتسبّب المرض بحالة من الهستيريا في الولايات المتحدة، حيث وصفت اللحية بأنّها مخزن للجراثيم والبكتيريا ما دفع الكثيرون إلى التخلّص من لحاهم.

ولجأت إدارة الصحة في ولاية نيويورك الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد أصحاب اللحى؛ فمنعتهم من العمل في مجال تعليب وتوزيع الحليب مؤكدة على قدرة البكتيريا المتواجدة بلحاهم على نشر السل بشكل سريع، كما لجأت الممرضات العاملات في المستشفيات منذ أواخر القرن التاسع عشر لحلق لحى المرضى عند دخولهم المستشفيات.

اقرأ أيضاً: 10 أمراض فتكت بالعالم أين منها كورونا؟

 وقادت العديد من الصحف حملات دعائية ضد اللحية؛ فدعت لحلقها والتخلّص منها بعد أن لقّبتها بمصدر الأمراض والجراثيم.

يُذكر أنّ العديد من المناطق الأخرى أقرّت قوانين ضد اللحية؛ فقد لجأت باريس خلال العقد الأول من القرن العشرين لإصدار قوانين أجبرت النوادل بالمطاعم والمقاهي على حلق لحاهم وشواربهم حفاظاً على صحة الزبائن، كما لجأت كاليفورنيا إلى إلزام المعلمين بحلاقة لحاهم لحماية أطفال المدارس.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية