تصدعات حكومة الوفاق تتوسع.. هل انتهى شهر العسل لتحالف الفوضى؟

تصدعات حكومة الوفاق تتوسع.. هل انتهى شهر العسل لتحالف الفوضى؟


31/08/2020

وسط الخلافات والأحداث التي تعصف بحكومة الوفاق، الممثلة برئيسها فايز السراج ووزير داخليتها فتحي باشاغا الموقوف عن العمل مؤقتاً بانتظار التحقيق معه اليوم، دخل الجيش الليبي على الخط، منتقداً بشكل لاذع باشاغا المحسوب على الإخوان والمدعوم من ميليشيات مصراتة.

وأعرب الجيش في بيان صدر عن القيادة العامة في وقت متأخر أمس عن قلقه العميق إزاء الفوضى الأمنية والانتهاكات التي تجتاح مناطق غرب ليبيا.

 

القيادة العامة تعرب عن قلقها العميق إزاء الفوضى الأمنية والانتهاكات التي تجتاح مناطق غرب ليبيا

كما لفت إلى متابعته عن كثب للتطورات الجارية في طرابلس، مشدداً على دعمه خطوات مكافحة الإرهاب وبسط النظام والقضاء على مسبّبات الفوضى الحاصلة، التي تهدد أمن وسلامة البلاد.

كما أكد دعمه للإجراءات المتخذة من أجل إنهاء تغوّل الميليشيات المسلحة وفرق المرتزقة من الفصائل السورية، التي تديرها أقطاب خارجية يمثل مصالحها باشاغا، وتسعى لتنفيذ طموحاتها الاستعمارية في ليبيا، بحسب تعبيره.

وأوضح الجيش في بيانه أنّ "عدم تدخله حالياً في عمليات إعادة الاستقرار في غرب البلاد لا يعني ترك الشعب يواجه هذا المصير، وإنما يعني إعطاء الفرصة للعقلاء من ممثلي القبائل والمناطق غرب ليبيا لكي يعملوا بأنفسهم على بسط النظام في تلك المناطق".

يأتي ذلك وسط غموض يلف مصير باشاغا وحكومة الوفاق على السواء بعد التصدع الذي أصابها، ولا سيما أنّ لوزير الداخلية فصائل مسلحة تسانده من ضمن قوات الوفاق، كما للسراج أيضاً فصائله.

 

آمر "الكتيبة 166" مصراتة التابعة لقوات الدفاع في الوفاق يهدد بالانشقاق عن الحكومة إذا رحل باشاغا

ويبدو أنّ هذا الخلاف لن يمرّ مرور الكرام، حيث هدد آمر ما يُعرف بـ "الكتيبة 166" التابعة لقوات الدفاع في الوفاق محمد الحصان بالانشقاق عن الحكومة إذا رحل باشاغا.

وقال الحصان: "لن أسكت عن الفساد، وإذا خرج وزير الداخلية باشاغا من الحكومة، فلم تعد تمثلني حكومة الوفاق"، فيما نقلت "بوابة أفريقيا" أنّ "الكتيبة 166 مصراتة للحماية والحراسة" قد طالبت أول من أمس جميع أفرادها بالتوجه إلى مقراتهم، وقالت الكتيبة عبر "فيسبوك": إنّ الأوامر الصادرة لأفرادها بالتوجه لمقراتهم جاءت بسبب أمر في غاية الأهمية.

من جهة أخرى، أفادت المعلومات بأنّ ميليشيات مصراتة الداعمة لوزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا كانت قد انتقلت إلى العاصمة الليبية لحمايته بعد عودته من أنقرة على وقع خلافه مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وميليشياته، حيث أفاد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني الليبي، أمس، بانتشار مكثف للميليشيات التابعة لمدينة مصراتة بشارع عمر المختار وميدان الشهداء في طرابلس.

اقرأ أيضاً: صراع حكومة الوفاق الليبية... ماذا سنشهد خلال الأيام المقبلة؟

وفي الإطار، علّق سفير ليبيا السابق لدى السنغال وكيل وزارة الخارجية الأسبق السياسي حسن الصغير على عودة وزير داخلية الوفاق الموقوف عن العمل فتحي باشاغا إلى مطار معيتيقة قادماً من تركيا بشكل استعراضي، وشعارات محاربة الفساد التي رفعها لحظة وصوله على المطار.

 

ووصف الصغير في تدوينة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باشاغا بـ"وزير الميليشيات والفساد"، مبيناً أنّ الأخير قام بتأجير 9 فلل في مدينة النخيل بجنزور بقيمة 100 ألف دينار شهرياً بالقرب من مقر البعثة الأممية، وفق ما أوردت صحيفة المرصد الليبية.

وكشف الصغير أنّ عضو مجلس النواب المقاطع عن مدينة مصراتة قد قام في وقت سابق بتوقيع عقد مع شركة علاقات عامة أجنبية للدعاية لشخصه بقيمة 6 ملايين دولار.

وبشأن الحماية الشخصية لباشاغا وتجهيزاتها وآلياتها وسياراتها وشخوصها قال الصغير إنها تكلف وزارة الداخلية 3,5 مليون دولار.

 

وكيل وزارة الخارجية الأسبق حسن الصغير يكشف فساد باشاغا واستغلاله لسلطاته لنهب مال الشعب الليبي

وأشار وكيل وزارة الخارجية السابق في ختام حديثه إلى أنّ الطائرة التي استقلها باشاغا بالأمس للعودة من تركيا هي طائرة تابعة للخطوط الليبية كانت مخصصة لمطار بنينا وتمّت مصادرتها أثناء صيانتها في مطار مصراتة، وأصبح من وصفه بـ"الميليشياوي"   (باشاغا) يستخدمها للرحلات الخارجية.

يشار إلى أنّ باشاغا وصل مساء السبت إلى مطار معيتيقة في طرابلس قادماً من تركيا، بحماية نحو 300 آلية عسكرية كانت قد توجهت إلى قاعدة معيتيقة لمواكبته.

واحتشد مسلحون من جماعات متطرفة ومن الإخوان لمواكبته فور وصوله إلى معيتيقة.

وكانت حكومة "الوفاق" قد أعلنت مساء الجمعة أنّها قرّرت إيقاف وزير الداخلية عن العمل احتياطياً وإحالته إلى تحقيق إداري، وذلك على خلفية إطلاق مسلّحين النار على متظاهرين سلميّين في العاصمة الأسبوع الماضي. وقال المجلس الرئاسي للوفاق في بيان في حينه إنه قرّر "إيقاف وزير الداخلية احتياطياً عن العمل ومثوله للتحقيق الإداري أمام المجلس الرئاسي خلال أجل أقصاه 72 ساعة من تاريخ صدور هذا القرار".

اقرأ أيضاً: ليبيا: الحراك يتصاعد ضد حكومة الوفاق وبهذه الطريقة يواجه السراج المظاهرات

وأضاف المجلس أنّه سيتمّ التحقيق مع الوزير "بشأن التصاريح والأذونات وتوفير الحماية اللازمة للمتظاهرين والبيانات الصادرة عنه حيال المظاهرات والأحداث الناجمة عنها التي شهدتها مدينة طرابلس وبعض المدن الأخرى خلال أيام الأسبوع الماضي والتحقيق في أيّ تجاوزات ارتُكِبت في حقّ المتظاهرين".

كما قرّر "تكليف وكيل وزارة الداخلية العميد خالد أحمد التيجاني مازن بتسيير مهام الوزارة".

في حين سارع الوزير الموقوف عن العمل إلى إعلان امتثاله للقرار، مطالباً بأن تكون جلسة التحقيق علنية ومتلفزة، و"منقولة إعلامياً على الهواء مباشرةً لإبراز الحقائق".

أمّا فيما يتعلق بحراك "23 أغسطس"، فقد أعلن الحراك أنّ قرار السراج بالحظر انتهى، وسيستأنف الحراك المظاهرات الشعبية اليوم الإثنين.

 

أعضاء من حراك 23 أغسطس: ميليشيات الوفاق اعتقلت كافة مؤسسي الحراك والناطق الإعلامي

وقال أعضاء من الحراك في تصريحات لـ"حفريات": إنّ ميليشيات الوفاق قامت باعتقال كافة مؤسسي الحراك والناطق الإعلامي، في محاولة لإنهائه ووقف تظاهراته التي أضعفت جبهة حكومة الوفاق الداخلية.

وقال عضو عن الحراك، طلب عدم نشر اسمه حتى لا تطاله حملة الاعتقالات: إنّ ميليشيات الوفاق تدرس حالياً إمكانية الاستفادة من المرتزقة السوريين في قمع المتظاهرين لكنّ العائق الذي يقف دون ذلك، وهؤلاء المرتزقة يرتكبون الجرائم بدون التفكير في عواقبها، ممّا سيفاقم الأزمة.

ويتظاهر مئات الليبيّين يومياً منذ الأحد الماضي في طرابلس احتجاجاً على الفساد وتدهور الخدمات العامة والانقطاع المتكرّر للكهرباء والمياه وشحّ الوقود. وقد تخلّل تلك التظاهرات إطلاق مسلّحين مجهولين النار على المتظاهرين، ما أدّى إلى إصابة بعضهم بجروح.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية