
فاقمت الأضواء الكبيرة التي سلطت على قائد "كتيبة البراء" المصباح طلحة وعدد من قادة كتائب تنظيم الإخوان داخل القصر الرئاسي في العاصمة السودانية الخرطوم، المخاوف من مآلات تسيد تلك الكتائب للمشهد العسكري والإعلامي، والهدف من مشاركتها في الحرب الحالية المستمرة منذ منتصف نيسان / أبريل 2023.
وقد ظهر قائد كتيبة البراء، بعد خروج قوات الدعم السريع من القصر، الجمعة، وهو يحمل علم السودان ويتجول بين ردهات القصر ويتلقى التهاني من عسكريين ومقاتلين بينهم ضباط برتب كبيرة.
وبحسب قناة "سكاي نيوز"، فإن هذا الظهور المكثف لقائد كتيبة البراء يأتي في ظل مؤشرات على احتدام التنافس بين الحركات والمجموعات المسلحة التي تقاتل مع الجيش، مما أثار مخاوف من حدوث مواجهات في إطار صراع محتمل على السلطة، وسط اتهامات للجيش بفتح المجال أمام تكاثر المليشيات التي تشكلت 11 منها بعد اندلاع الحرب.
ويرى مراقبون، وفقا للقناة، أن تكثيف ظهور قيادات كتيبة البراء يؤجج التنافس بين المجموعات المتحالفة مع الجيش ويفاقم بالتالي التداعيات الكارثية للتزايد المتسارع في وتيرة تشكيل مليشيات مسلحة على أساس جهوي أو قبلي أو عقدي في السودان، خصوصا في ظل الصراع المحتمل على السلطة.
اتهامات للجيش بفتح المجال امام تكاثر المليشيات التي تشكلت 11 منها بعد اندلاع الحرب
في السياق، يشدد الباحث السياسي الأمين بلال على أن انتشار تعدد القوي المسلحة خارج الأطر النظامية هو الخطر الاكبر على السودان، مشيرا إلى أن مكمن ذلك الخطر يتمثل في نشوب مواجهات مسلحة محتملة بين مختلف المليشيات بما في ذلك المليشيات المتحالفة مع بعضها الآن، وذلك في إطار الصراع والتنافس حول السلطة.
ويشير، لـ"سكاي نيوز"، أن "معظم المجموعات المسلحة تهدف بمشاركتها في هذه الحرب للحصول على السلطة وهو ما يتضح من خلال أنشطة التلميع الإعلامي خلال المعارك". ويضيف "تستند المجموعات الحاملة للسلاح على توجهات قبلية وجهوية للتحريض على أخذ الحقوق بالقوة بدلا من أخذها عن طريق العمل المدني والسياسي المطلبي، ما يعني البدء في تشكيل سودان مبني على صراع الكل ضد الكل".
وفي آذار / مارس الجاري، أكد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أن كل المجموعات التي حملت السلاح وقاتلت إلى جانب الجيش ستكون شريكة في أي مشروع سياسي بالبلاد، وأضاف "القوات المسلحة لن تتخلى عن كل من حمل السلاح وقاتل إلى جانبها".