تساؤلات حول حرائق تونس... هل هي مفتعلة؟ وكيف حاولت النهضة استغلالها؟

تساؤلات حول حرائق تونس... هل هي مفتعلة؟ وكيف حاولت النهضة استغلالها؟


04/05/2022

شهدت تونس الكثير من الحرائق في مناطق متفرقة بالتزامن مع عطلة عيد الفطر، ممّا أثار الكثير من التساؤلات عن وجود أيادٍ خفية وراءها، في ضوء التوتر القائم بين الرئيس قيس سعيد من ناحية، وحركة النهضة الإسلامية وحلفائها من ناحية ثانية.

وشهد اليوم الأول من عيد الفطر اندلاع حرائق متزامنة في عدد من محافظات البلاد، على غرار الحريق الذي شبّ في سوق الحنة بقابس، والحريق الآخر في مصنع "الفريب" في بن عروس، تلاه حريق آخر في نزل بمحافظة نابل، وحريق في مستودع للحافلات بمحافظة بنزرت، وفق ما أوردت العرب اللندنية.

وأكد الناطق الرسمي للحماية المدنية العميد معز تريعة أول من أمس في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية "وات"، أنّ الحماية تدخلت في أوّل أيام عيد الفطر لإخماد (23) حريقاً في مختلف مناطق البلاد، وتمّ التدخّل لإطفاء (36) حريقاً قبل ذلك بيوم.

 

الحماية المدنية: نجحنا في إخماد (59) حريقاً في مختلف مناطق البلاد خلال يومين

وقالت أوساط سياسية تونسية إنّ تزامن العشرات من الحرائق يحمل بصمات شبيهة بتلك التي حصلت في أعوام ماضية، حيث كان يتمّ صرف الأنظار عن التوتر السياسي بمجموعة من الحرائق التي تطال في أغلب الأحيان الجبال وحقول القمح وبعض المنشآت العامة والخاصة، وهو ما يمكّن من توجيه اهتمام الناس إلى الحرائق والحوار الإعلامي حولها.

وأشارت هذه الأوساط إلى أنّ البعد السياسي لهذه الحرائق بدا واضحاً في محاولة حركة النهضة الإخوانية من استغلالها حين قللت من أهمية التدخل الحكومي  في حريق السوق التقليدية بمحافظة قابس (جنوباً) وربطته بالفراغ الحاصل في مستوى أعلى هرم المحافظة.

واعتبرت الحركة في بيانها أنّ "حجم التدخل كان بسيطاً جداً بالقياس إلى ضخامة الحريق”، كما “كان للفراغ في السلطة الجهوية أثر كبير، وذلك بعدم وجود والٍ (محافظ) للجهة”، وأنّه "لولا التدخل الفاعل الذي قام به رئيس البلدية (محسوب على النهضة) لكان الخطب أشد".

وتابعت النهضة: "قلوبنا في يوم عيدنا ملتاعة على المصاب الجلل لأهلنا في قابس الحبيبة، ندعو الجهات الرسمية والأهلية إلى المسارعة بالتعبير عن التضامن مع المصابين".

بالمقابل، اعتبرت الأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي (نقابة أمنية) أنّ ما ورد في بيان للحركة عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، تضمّن اتهامات لوحدات "الحماية المدنية" (الإطفاء) "في محاولة لضرب هياكل (مؤسسات) الدولة".

وقالت النقابة في بيان نقلته إذاعة موزاييك: إنّ ما تضمّنه بيان "النهضة يهدف لإشعال نار الفتنة والمسّ من هياكل الدولة وتأليب الرأي العام ووضع أعوان الحماية المدنية في مواجهة مع المواطن".

 

مراقبون: الحرائق تحمل بصمات شبيهة بتلك التي حصلت في أعوام ماضية، حيث كان يتمّ صرف الأنظار عن التوتر السياسي بمجموعة من الحرائق

ودعت الأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي كافة الأطراف لـ"النأي بهياكل الدولة عن مخططاتهم"، مؤكدة أنّ "الحماية المدنية ملك للشعب ولخدمته، وليست تابعة لأيّ طرف سياسي".

واعتبرت أنّ "بيان الحركة تحريضي، يضع أعوان الحماية المدنية في مواجهة مباشرة مع المواطن".

بدوره، أكد الأمين العام المساعد للأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي بتونس معز الدبابي  وجود مؤشرات تدل على أنّ الحرائق التي اندلعت يوم العيد متزامنة في العديد من الأماكن، وفي مقدمتها "سوق جارة" بمحافظة قابس (جنوب)، "تقف خلفها أيادٍ إجرامية لها أهداف معينة".

وقال الدبابي في تصريحات صحفية للعرب اللندنية: إنّ (23) حريقاً متزامناً اندلع في العديد من الأماكن، رغم أنّ الطقس لم يكن شديد الحرارة ليكون مؤشراً على حرائق طبيعية، ولا توجد أيّ حركة أو عامل لانتشار الحرائق.

وأضاف أنّهم "لا يتهمون أحداً، لكن توجد مؤشرات تدلّ على وجود أيادٍ إجرامية"، لافتاً إلى أنّ حريقاً اندلع خلال عمليات إطفاء حريق "سوق جارة" في إحدى غابات المحافظة نفسها.

واعتبر ذلك محاولة لتشتيت جهود وحدات الإطفاء، كاشفاً عن تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن أسباب الحرائق.

وقد اندلعت الحرائق بعد خطاب ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيد ليلة الأحد قال فيه: إنّ بعض الأزمات التي تشهدها البلاد مفتعلة، متهماً "قوى الردة" بأنّها تسعى لضرب الدولة ودفع الأوضاع لما هو أسوأ.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية