
أثار خبر وكالة الأمم المتحدة للطفولة قبل يومين يتعلق بإنقاذ السلطات الماليزية مئات الأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للاعتداء الجسدي والجنسي في دور رعاية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، أثار زوبعة إلكترونية شارك فيها الآلاف من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد انتشر ترند جديد سجّله وسم "فضيحة الإخوان" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسجّل آلاف التعليقات التي تناقلت تصريحات الشرطة الماليزية وإعلانها أنّها أنقذت أكثر من (400) طفل، واعتقلت (171) مشتبهاً به، بعد مداهمة (20) دار رعاية مرتبطة بمجموعة أعمال إسلامية تدعى (غلوبال إخوان)، حيث تم استغلال الأطفال والاعتداء جنسياً عليهم.
وطالب النشطاء بمعاقبة القائمين على المؤسسات الإخوانية، وملاحقة كل نشاطاتها في ماليزيا وخارجها، لأنّه من المحتمل أن تظهر جرائم جديدة تتعلق بالاتجار بالبشر.
ولفت النشطاء إلى أنّ هناك علاقة وثيقة بين مؤسسات الإخوان وعصابات محلية، وهو ما يرجح أن تكون هناك قائمة جرائم طويلة غير التي تم الكشف عنها، والمتعلقة بالاعتداء الجسدي والجنسي على أطفال في دور رعاية تابعة للإخوان المسلمين.
وكان المفتش العام للشرطة رضاء الدين حسين قد قال: إنّ المداهمات جرت بعد إجراء تحقيقات في مزاعم بالتخلي عن الأطفال والتعاليم المنحرفة والاعتداء الجنسي في المنازل التي تديرها شركة (غلوبال إخوان) للخدمات والأعمال القابضة.
وأضاف أنّه تم إنقاذ نحو (200) صبي، و(200) فتاة، تتراوح أعمارهم بين عام واحد و(17) عاماً، من (18) منزلاً في ولاية سيلانغور بوسط البلاد، و(2) في ولاية نيغيري سمبيلان الجنوبية. وأضاف أنّ المشتبه بهم الـ (171)؛ هم (66) من الرجال و(105) من النساء، كان من بينهم معلمون دينيون ومقدّمو رعاية.
وقال رضاء الدين في مؤتمر صحفي متلفز: إنّ الأطفال تعرضوا للاعتداء الجنسي، ليس فقط من قبل القائمين على رعايتهم، بل أُجبروا أيضاً على فعل الشيء نفسه مع بعضهم البعض في المرافق، مضيفاً: "لم يُسمح للمرضى منهم طلب الرعاية الطبية حتى أصبحت حالتهم حرجة"، لافتاً إلى أنّ بعض الأطفال الصغار تعرضوا أيضاً للحرق بملعقة ساخنة عندما ارتكبوا أخطاء، وقام القائمون على رعايتهم بلمس أجساد الأطفال وكأنّهم يقومون بإجراء فحوصات طبية.
وتابع أنّ الشرطة تعتقد أنّ منظمة الإخوان العالمية استغلت الأطفال، واستخدمت المشاعر الدينية لجمع التبرعات، وأنّ التحقيقات أظهرت أنّ الأطفال الموجودين في دور الرعاية ينتمون لأعضاء جماعة الإخوان العالمية، وقد وضعهم آباؤهم في الدور منذ أن كانوا رضعاً، مضيفاً أنّ الأطفال سيخضعون لتقييم طبي وسط التحقيقات الجارية.
ووفقاً لموقعها الإلكتروني، تأسست جماعة الإخوان العالمية على يد أشعري محمد، الذي كان يرأس طائفة الأرقم الإسلامية التي اعتبرتها الحكومة هرطقة، وحظرتها في عام 1994. وقالت: إنّ الجماعة خضعت لسلسلة من التغييرات منذ وفاة أشعري في عام 2010.
وأصبحت الجماعة مؤخراً تحت رادار السلطات الإسلامية، وسط مزاعم بأنّها ما تزال متورطة في التعاليم المنحرفة لطائفة الأرقم.
ويذكر موقع (غلوبال إخوان) على الإنترنت أنّ الشركة تشارك في مجموعة واسعة من الأعمال، بما في ذلك الأغذية والمشروبات والإعلام والخدمات الطبية والسفر والعقارات. وتوظف أكثر من (5) آلاف شخص، ولها فروع في (20) دولة، بما في ذلك سلسلة مطاعم في لندن وباريس وأستراليا ودبي وغيرها.