تركيا على أعتاب الإغلاق الثاني بسبب كورونا... كيف ستؤثر الأزمة على الاقتصاد؟

تركيا على أعتاب الإغلاق الثاني بسبب كورونا... كيف ستؤثر الأزمة على الاقتصاد؟


18/11/2020

تطبق تركيا بعد غد الجمعة الإغلاق الثاني بسبب تفشي جائحة كورونا، بعدما تجاوز عدد الحالات المسجلة في يوم واحد 3 آلاف حالة في قفزة لافتة، علماً بأنّ أنقرة تُعلن فقط عن عدد الحالات المصحوبة بأعراض، وليس الحالات الإيجابية الخفيفة.

وفيما تضطر تركيا إلى التشدد في إجراءات مكافحة العدوى، فإنّ وضعها أسوأ من دول عدة تواجه موجة ثانية عنيفة من كورونا حالياً، إذ تعاني تركيا من أزمة اقتصادية حادة، وتهاوي في سعر صرف الليرة مقابل الدولار.

اقرأ أيضاً: هل بدأت ليبيا بتسديد فاتورة الحرب لتركيا؟

وتُعدّ أزمة الاقتصاد مزدوجة التأثير على أزمة كورونا، فإنها من جهة تحول دون اتخاذ إجراءات إغلاق تام لضمان تقويض أسرع للموجة، كما أنها من جهة أخرى تهدد تركيا بالعجز عن توفير الأدوية اللازمة لمواجهة أعراض العدوى والتخفيف منها لحين مواجهة الجسم للفيروس.

وبحسب نقابة الأطباء التركية، فإنّ البلاد ستعاني أزمة في الحصول على الأدوية اللازمة بسبب الديون المتراكمة على الحكومة لشركات الدواء الأجنبية.  وأوضحت النقابة، بحسب ما أوردته صحيفة "زمان" التركية، أنّ تركيا تعتمد على الأدوية الأجنبية؛ لأنها لا تستطيع إنتاج الأدوية واللقاحات.

اقرأ أيضاً: هل تنهي خريطة عقيدة "الوطن الأزرق" الصراع بين تركيا واليونان؟

وطالبت النقابة بأن تكون ميزانية وزارة الصحة مناسبة للحالات الوبائية الطارئة، وتعديل ميزانية 2021 وفقاً لمقتضيات ظروف وباء كورونا، على عكس الأعوام السابقة. وتدخل نقابة الأطباء التركية والحكومة في مصادمات على خلفية تفشي جائحة كورونا، وسبق أن حققت السلطات مع 11 نقابة فرعية على خلفية منشورات على مواقع التواصل حول الفيروس.

بحسب نقابة الأطباء التركية فإنّ البلاد ستعاني أزمة في الحصول على الأدوية اللازمة بسبب الديون المتراكمة على الحكومة لشركات الدواء الأجنبية

وتسجل تركيا حتى الآن أكثر من 421 ألف حالة إصابة، و11704 حالة وفاة، وتأتي في المرتبة الـ25 على مستوى العالم من حيث أعداد الإصابات.

وحتى الآن لم تصل الموجة الثانية للفيروس إلى ذروتها، على الرغم من القفزة الكبيرة في الأعداد بزيادة أكثر من 500 حالة في يوم واحد، حيث سجلت في يوم 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري 3316 حالة، وفي اليوم التالي قفزت الإصابات إلى 3819 حالة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يخطط لفرض عقوبات أكثر صرامة على تركيا

وسبق أن تجاوزت أعداد الإصابات الـ5 آلاف حالة خلال ذروة الموجة الأولى للإصابات في نيسان (إبريل) الماضي. وسبق أن فرضت تركيا حظر تجوال شامل لمدة 4 أيام بالتزامن مع عيد الفطر في أيار (مايو) الماضي، ضمن إجراءات مواجهة الفيروس.

فيما تقتصر إجراءات حظر التجوال المتبعة أخيراً على تطبيقه خلال الإجازات في الفترة من 8 مساء حتى 10 صباحاً، على أن يتم تطبيق حظر عُمري على بعض الفئات طيلة الأيام الأخرى، عدا ساعات محددة يُسمح لهم فيها بالخروج.

وقرر الرئيس التركي إجراء "إغلاق جزئي"، يتضمن تبكير موعد إغلاق المحال التجارية والأسواق، وحظر خروج كبار السن ومن هم دون الـ20 عاماً، سوى في ساعات محددة، بالإضافة إلى إغلاق دور السينما، والعودة إلى نظام التعليم عن بعد، في محاولة للموازنة بين معاناة الاقتصاد وتفشي الجائحة.

اقرأ أيضاً: إهانة أخرى لتركيا

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها أمس بعد اجتماع للحكومة: "قرّرنا اتخاذ إجراءات جديدة أكثر صرامة. سيتمّ حظر التجول في عطلات نهاية الأسبوع في عموم تركيا باستثناء الفترة من الساعة 10:00 حتى الساعة 20:00 (8 مساءً)، بحسب ما أورده موقع "روسيا اليوم".

واللافت أنه على الرغم من توجه الحكومة لإغلاق دور السينما على اعتبارها ضمن قطاع ترفيهي يمكن الاستغناء عنه، فإنها واصلت عمل مراكز التجميل التي يتم فيها تناوب المواطنين بما يجعلها نطاقات نشطة لنشر العدوى، كما قررت استمرار إقامة حفلات الزفاف، وإن كانت بقيود أكبر.

اقرأ أيضاً: أكاذيب تركيا وإيران في الجهاد من أجل فلسطين

وأرسلت وزارة الداخلية تعميماً إلى 81 ولاية لتنفيذ القرارات المتخذة في مجلس الوزراء الرئاسي، التي أعلنها الرئيس التركي مساء 17 تشرين الثاني (نوفمبر). ويتضمّن التعميم الذي أرسل إلى كافة الولايات عمل مراكز التسوق والأسواق والحلاقين ومصففي الشعر ومراكز التجميل ما بين الساعة 10 صباحاً حتى 8  مساءً، على أن يُسمح للمطاعم تقديم خدمة الوجبات الجاهزة عبر الهاتف أو الطلب عبر الإنترنت في المساء.

وسيتمّ تعليق قاعات السينما حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) 2020، وأنشطة المقاهي والحدائق الريفية ومقاهي قاعات الإنترنت وصالات الألعاب الإلكترونية، وصالات البلياردو والنوادي وحدائق الشاي والملاعب الفلكية، حتى يتم اتخاذ قرار جديد، بحسب صحيفة "زمان" التركية.

 

تسجل تركيا حتى الآن أكثر من 421 ألف حالة إصابة، و11704 حالة وفاة، وتأتي في المرتبة الـ25 على مستوى العالم من حيث أعداد الإصابات

 

كما لفت التنويه إلى السماح للمواطنين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر من الخروج إلى الشوارع بين الساعة 10 صباحاً و1 ظهراً، والأفراد الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، والذين ولدوا في 1 كانون الثاني (يناير) 2001 وما بعده، من الواحدة ظهراً حتى 4 عصراً خلال النهار فقط.

قطاعات الأعمال والشركات

ويعفي قرار الإغلاق سلاسل الإنتاج والتصنيع والتوريد من هذه القيود، وستظل أماكن العمل والشركات والمؤسسات مفتوحة لتقليل تأثير حظر التجول على الحياة اليومية في قطاعات "النقل المحلي والدولي (بما في ذلك التصدير/ الاستيراد/ العبور)، وشركات الخدمات اللوجستية، الفنادق، مرافق الإقامة، البناء في حالات الطوارئ والمعدات، وما إلى ذلك، لزيادة قدرة الخدمات الصحية.

اقرأ أيضاً: كيف تورّطت تركيا بدعم الإرهاب في سوريا وليبيا والقوقاز؟

كما يتضمن القرار "الشركات التي تمارس أنشطتها، وملاجئ الحيوانات، ومزارع الحيوانات، ومراكز رعاية الحيوانات، ومرافق الإنتاج والتصنيع، والصحف، ومؤسسات الإذاعة والتلفزيون".

ووضع التنويه قيوداً على العمل داخل تلك الجهات المُستثناة، بحيث تُفتح الشركات والمؤسسات لـ "المديرين أو الضباط أو الموظفين المسؤولين عن ضمان النظام العام والأمن (بما في ذلك ضباط الأمن الخاص)، ومراكز الاتصال في حالات الطوارئ، ووحدات الدعم الاجتماعي، والهلال الأحمر، وإدارة الكوارث والطوارئ، وسيتم إعفاء أولئك الذين يعملون في نطاق الأنشطة من التقييد".

حفلات الزفاف

ومازال التعميم الصادر في 2 أيلول (سبتمبر) حول حفلات الزفاف سارياً، وبموجبه تقام مراسم الزفاف بشرط الحد الأدنى من المشاركة، مع وجود فاصل زمني 20 دقيقة على الأقل بين كل حفل زفاف وآخر.

وتُرتّب مقاعد الجلوس بشكل متباعد لحفلات الزفاف، والأقنعة، وقواعد المسافة والتنظيف، وحفل الزفاف خلال ساعة واحدة كحدٍّ أقصى.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية