ترحيب دولي واسع باتفاق جوبا التاريخي في السودان

ترحيب دولي واسع باتفاق جوبا التاريخي في السودان


04/10/2020

لقي اتفاق السلام، الذي وقّعته الحكومة الانتقالية السودانية برئاسة عبد الله حمدوك والجبهة الثورية المُسلّحة بوساطة إماراتية ومصرية وأفريقية يوم أمس، ترحيباً دولياً واسعاً.

 

هنأت دولة الإمارات السودان على توقيع الاتفاق الذي سيُنهي الاقتتال ويبدأ عهداً جديداً من البناء والتعايش والاستقرار

 

ومن المتوقع أن تُنهي الاتفاقية، التي سبقتها مفاوضات استمرت ما يزيد عن 10 أشهر، عقوداً من الصراع المُسلّح بين الحكومة المركزية والجماعات المُسلّحة، بعد حسم الاتفاق للقضايا العالقة، ورسم خطوط واضحة لكافة النقاط الخلافية، وضمان دمج آمن للجماعات المُسلّحة في الأجهزة الرسمية للدولة.

ومن أبرز المجموعات المُسلّحة المُوقِعة على اتفاق جوبا؛ حركة جيش تحرير السودان جناح أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة، والحركة الشعبية جناح مالك عقار، إلى جانب فصائل أخرى.

ترحيب دولي

ورحّبت الأمم المتحدة ودول عربية وإسلامية بتوقيع الأطراف السودانية لاتفاق سلام نهائي في جوبا، عاصمة دولة جنوب السودان، وفق ما أورد موقع "سكاي نيوز".

الاتفاق خطوة إلى الأمام لكنّه يحتاج إلى المزيد من الجهد من أجل تحويله إلى اتفاق شامل

وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق الذي وصفته، بـ "الخطوة التاريخية"، مؤكدة دعمها لمسيرة السودان من أجل تحقيق السلام.

وقال الممثل الخاص المشترك للعملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور "اليوناميد" جيريمايا ماما بولو، خلال مشاركته في احتفال التوقيع الرسمي على الاتفاقية السودانية - السودانية: إنّ "الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد التزامه بدعم مسيرة السودان التاريخية نحو السلام"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السودانية "سونا".

اقرأ أيضاً: محمد بن زايد يهنئ السودان باتفاق السلام التاريخي

وهنأت دولة الإمارات العربية المتحدة السودان على توقيع الاتفاق، الذي سيُنهي الاقتتال ويبدأ عهداً جديداً من البناء والتعايش والاستقرار.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في تغريدة عبر "تويتر": "خالص التهنئة للسودان الشقيق، بتوقيع اتفاق السلام، بإذن الله تكون هذه الخطوة بداية لعهد جديد من البناء والتعايش والاستقرار".

اقرأ أيضاً: اتفاق جوبا للسلام فصل جديد في الثورة السودانية

وأضاف: "دولة الإمارات كانت وستظل إلى جانب السودان في مسيرته نحو التنمية والسلام".

وكان وزير الطاقة الإماراتي، سهيل المزروعي، قد أكّد دعم بلاده للاتفاق في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع، الذي وصفه بـ"الإنجاز التاريخي"، مشيراً إلى أنّ  دولة الإمارات "تحتفظ بعلاقات تاريخية وطيدة ووثيقة مع السودان على مرّ واختلاف العهود، قائمة على التعاون والتنسيق والتشاور المستمر حول مستجدات القضايا والموضوعات المشتركة".

بدورها، ثمّنت السعودية الاتفاق الذي من شأنه إنهاء دوامة من الحروب امتدت لأعوام طويلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.

وأكّد وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الأفريقية أحمد قطان، أنّ بلاده ستواصل دعم السودان لضمان سيادته ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية، حتى يستعيد وضعه الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي، بوصفه شريكاً فاعلاً في محيطه الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضاً: كيف أسهمت الإمارات في التوصل لاتفاق السلام في السودان؟

كما رحّبت جمهورية مصر العربية بالتوقيع النهائي على اتفاق جوبا للسلام، على لسان رئيس وزرائها مصطفى مدبولي، الذي قال خلال حفل التوقيع: "إنّ توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية السودانية والجماعات المُسلّحة يشير إلى بداية عصر جديد للسودان".

وأضاف مدبولي، "مصر مقتنعة بأنّ تنفيذ الاتفاق الشامل للسلام في السودان يُشكّل أهمية أكبر من خطوة التوقيع عليه".

اقرأ أيضاً: اتفاقية السلام السوداني في جوبا .. أجواء كرنفالية تستبق الاتفاق التاريخي

ويرى مراقبون سودانيون أنّ الاتفاق خطوة إلى الأمام، لكنّه يحتاج إلى المزيد من الجهد من أجل تحويله إلى اتفاق شامل يضم بقية الحركات غير المُوقعة، ويخاطب جميع القضايا بما يُحقّق الأمن والاستقرار لسكّان المناطق المُتضرّرة.

حسمت بروتوكولات اتفاق جوبا العديد من القضايا، مثل؛ الترتيبات الأمنية والسلطة والثروة وملف النازحين واللاجئين والعدالة والمساواة وغيرها

وحسمت بروتوكولات الاتفاق العديد من القضايا، مثل؛ الترتيبات الأمنية، والسلطة والثروة، وملف النازحين واللاجئين، والرعاة والمزارعين والأرض والحواكير، والعدالة والمساواة، والمصالحة والتعويضات وجبر الضرر، وتقاسم الثروة بما يضمن تحقيق الاستقرار في السودان، ويُمهّد للنمو الاقتصادي.

يُذكر أنّ الصراع السوداني قد تفجّر في دارفور عام 2003 بعد أن حمل المقاتلون السلاح في وجه الحكومة المركزية، التي اتهموها بالتهميش، ما أدى إلى بدء القوات الحكومية وميليشيات عربية متحالفة معها حملة شرسة تضمنت أعمال تطهير عرقي وعنف على نطاق واسع، حيث وجّهت المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني السابق عمر البشير لائحة اتهام بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بين عامي 2009 و 2010، وفق ما أورد موقع "بي بي سي".

الصفحة الرئيسية