تخلى عنه الإخوان واحتضنته دولته التي حاربها باسمهم... القصة الكاملة للسويدي والجماعة.. فيديو

تخلى عنه الإخوان واحتضنته دولته التي حاربها باسمهم... القصة الكاملة للسويدي والجماعة.. فيديو


22/06/2019

تحدّث القيادي السابق بالتنظيم السري لجماعة الإخوان المسلمين، المصنّفة في دولة الإمارات العربية كتنظيم إرهابي، عبد الرحمن بن صبيح السويدي، عن أسرار التنظيم، وطرق تعاملهم مع منتسبيه، وأساليب تجنيدهم، ومخططاته لاستهداف دولة الإمارات وضرب استقرار المجتمعات العربية.

وكشف السويدي تزايد أعداد المنشقين عن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بعد ثبوت ضلوعه في مؤامرة كبرى، تستهدف ضرب استقرار المجتمعات العربية، وفق وكالة "وام".

بن صبيح: تزايد أعداد المنشقين عن تنظيم للإخوان المسلمين بسبب استهدافه استقرار المجتمعات العربية

وأكّد السويدي، الصادر بحقه قرار عفو من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بعد إدانته في قضية التنظيم السري في الإمارات، في مقابلة متلفزة، أمس، عن تفاصيل جديدة كشفت عن طلب تنظيم الإخوان المسلمين، في الفترة بين عامي 2012 و2013، من أعضائه في دولة الإمارات، دعم عدد من المغردين اليمنيين للإساءة للإمارات ورموزها.

وأوضح بن صبيح؛ أنّه كان أحد أعضاء التنظيم الذين طلب منهم الانخراط فيما يشبه "الخلية"، التي أوكلت إليها تلك المهمة، مشيراً إلى أنّ "الإخوان المسلمين، مرّروا عبر قادة التنظيم السري في دولة الإمارات، قائمة مغردين يمنيين، وصفهم بـ "المرتزقة"، وطلب دعمهم بالمال والهواتف النقالة الحديثة، كما تضمنت التوجيهات حينها متابعة ودعم وإعادة إرسال الرسائل المسيئة التي ينشرها أفراد تلك القائمة، على الرغم من إساءتهم الصريحة للدولة ورموزها.

وكشف السويدي تزايد حالات الانشقاق عن الإخوان المسلمين، بعد مراجعة العديد من المنتسبين، أو المتعاطفين، لحساباتهم والتي تكشف حقيقة الإخوان، خصوصاً تفاصيل المؤامرات التي حاكها هذا التنظيم لهدم الدول وتهديد استقرارها، مؤكداً أنّ مفهوم البيعة التي يقدمها أفراد التنظيم لأشخاص من الخارج، وما يرتبط به من مفاهيم الطاعة المطلقة، يثبت مدى خيانة هذه التنظيمات لأوطانها، وهو ما أثبتته التجارب التي مرت بها المنطقة .

السويدي: مفهوم البيعة التي يقدمها أفراد التنظيم يثبت مدى خيانة هذه التنظيمات لأوطانها

وفي هذا الصدد، قال: إنّ "دولة الإمارات اتخذت خطوة مهمة بتصنيفها الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً، وعملت على قطع كلّ أساليب وطرق تمويله ليصبح ليس له وجود"، منوّهاً في الوقت ذاته إلى مكارم قيادة الدولة الرشيدة، برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وحرصه على ترسيخ معاني العفو والرحمة الأبوية من الوالد تجاه أبنائه، وحسن الظنّ بهم، بعد عودتهم عن خطأهم وإعلانهم التوبة.

وفي سياق متصل؛ نوّه بن صبيح إلى أنّ "أسوأ ما يمرّ به أعضاء الإخوان المسلمين، هو تلك الحالة من التغييب والانقياد التام في شبكة التنظيم، دون أيّ إدراك أو وعي بحقيقة وأهداف هذا التنظيم"، مشيراً إلى أنّ "أغلب المنضمين، أو المتعاطفين، مع "الإخوان المسلمين" يغيبون عن الأجندات الحقيقية، والتي تبقى محصورة في الأعضاء الرئيسين، والمرتبطة بعدائية مفرطة للدول والرموز الوطنية".

الإمارات اتخذت خطوة مهمة بتصنيفها الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً ليصبح ليس له وجود

وتابع: "أغلب المنضمين يدورون في فلك التنظيم لأعوام طويلة، ويكتفون بتنفيذ أدوار تنفيذية يتم تجميلها بصبغة دينية، ترتبط بالأجر والثواب"، وهو ما وصفه السويدي بـ "الوهم الكاذب"، ويبقى أصل التوجيه والسياسة الحقيقية مغيبة عنهم.

 هذا وقد طالب السويدي بتكثيف جهود مواجهة فكر الإخوان المسلمين وتعريته، وهو ما يرى أنّه سيكفل تزايد أعداد المنشقين من المغرر بهم عن هذا التنظيم الظلامي.

كما شرح بن صبيح كيف أنّ التنظيم الدولي أمعن في ترسيخ صورة ذهنية كاذبة، هدفت إلى كسب التأييد والتعاطف الشعبي، عبر مشاريع يصفونها بـ "الخيرية"؛ كبناء المساجد، وحفر الآبار في مناطق معينة ومدروسة، بهدف كسب قاعدة جماهيرية في تلك المناطق، تضمن حصولهم على الأصوات الخاصة بالانتخابات السياسية والبرلمانية والنقابية في تلك الدول والمناطق، والغاية تحقيق أهداف خبيثة، أول من يتضرر بها المواطن البسيط الذي ساهم دون أن يعي في دعم تلك الجماعة، بالتبرع تحت شعارات "فعل الخير" و"الأجر والثواب".

ونوّه السويدي إلى أنّ "تنظيم الإخوان المسلمين يدار بطريقة مركّبة، لا تسمح بمناقشة الأوامر التي تصل من المركز إلى الأفرع المنتشرة في مختلف الدول، والتي لا تملك خياراً غير الانقياد والامتثال التام للأوامر التي تصدر من القيادة المركزية للإخوان المسلمين، وهو ما تؤكده الأدلة التي عرضت في المحاكمات والتقارير الدولية والإعلامية"، مشيراً إلى أنّ دعوات الإساءة والتلفيق في قنوات التواصل الاجتماعي والدعوات لرفض القرارات وتوجهات الدولة ومعارضتها علناً، دون مراجعة صورة واضحة لمفهوم الانقياد الذي يقود العضو في النهاية إلى خيانة وطنه.

ويرى السويدي؛ أنّ محاولات الإخوان المسلمين قوبلت برفض مجتمعي في الدولة، مرجعاً ذلك إلى "مستوى الوعي والنضج الذي يتحلى به المجتمع الإماراتي"، وهو ما حصنه من تلك المحاولات البائسة، خصوصاً مع انعدام الدوافع وفق مستويات المعيشة العالية التي توفرها الإمارات لشعبها على مختلف المستويات.

وحول تأثير منظمات التغيير، وكيفية مساهمتها في الأحداث الأخيرة، والإساءة للدولة ورموزها، أكّد السويدي؛ أنّ "الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات وعدد من الدول الصديقة، لمهاجمة الإخوان المسلمين، وتعرية أفكارهم، شكّلت ضربة موجعة لهم، وهو ما دفع المنتسبين إلى جماعتهم، من مؤسسات وأفراد، إلى مهاجمة الدولة ورموزها، وهو ما يعيد التأكيد على أنّ انتماء هؤلاء إلى التنظيم انتماء تام، حتى إن اصطدم الأمر بمصلحة أوطانهم.

وشدّد القيادي السابق على أنّه سيواصل جهود فضح حقيقة الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنّه، ولتحقيق ذلك الهدف، أصدر كتاب " كبنجارة"، وسيواصل تسجيل حضوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفضح مؤامرات التنظيم، إلى جانب مواصلة قبول دعوة الإعلام لإجراء المقابلات التلفزيونية والصحفية؛ في محاولة لإعادة تصحيح المفاهيم المغلوطة، لدى الكثير من المغرر بهم، مشيراً إلى أنّ نجاحه في إقناع شخص واحد يعدّ نجاحاً كبيراً بالنسبة إليه.

أغلب المنضمين أو المتعاطفين مع الإخوان المسلمين يغيبون عن الأجندات الحقيقية للتنظيم

وبما يتعلّق بقرار العفو الصادر بحقّه، قال بن صبيح: إنّ "القرار أخرجه من دائرة مظلمة وقع تحت تأثيرها لأكثر من 30 عاماً".

وفي معرض حديثه عن الدوافع التي حملته على التبرؤ من الإخوان المسلمين، قال السويدي: " 3 صدمات رئيسة مرّت بي، وأسهمت في إعادة التفكير، فيما أنا منغنمس بالتنظيم؛ أولها الغربة، خاصة أنّ تلك الغربة مرتبطة بحالة هروب وتأثيرات تلك الحالة على أفراد الأسرة والأصدقاء والأقارب"، فيما رأى أنّ انكشاف كذب شعارات التنظيم شكل عاملاً حاسماً في إعلانه التبرؤ منه، وقال: "كنا نعيش في وهم، فقد سعى التنظيم لإيهام منتسبيه بأنه سيقف إلى جانبهم في حالة الوقوع تحت ظروف معينة، لكنّ ذلك لم يحصل"، واستشهد بقصة توقيفه في إندونيسيا، وكيف تخلى التنظيم عنه لدرجة أنّه حتى لم يعيّن له محامياً للدفاع عنه، "في الوقت الذي امتصّ هذا التنظيم جهودنا والمنافع التي كنا نقدمها لأعوام طويلة".

وأردف: "أهم الأسباب تمثّل في المعاملة التي لقيتها منذ لحظة توقيفي إلى صدور قرار العفو"، واصفاً ذلك التعامل بالحضاري والإنساني، وقال: "في الوقت الذي تبرأ مني التنظيم السري، استقبلتني دولتي، عبر مؤسساتها المعنية، وعاملتني معاملة حضارية، تضمنت كافة الجوانب الحقوقية والصحية والإنسانية، وهو ما نسف كلّ الأوهام التي رسمها تنظيم الإخوان، والكيفية التي أرادوا بها تصوير مؤسساتنا الرسمية القضائية والعقابية"، مشيراً كذلك إلى دور عائلته في عدوله عن التنظيم والرجوع عن الأفكار التي كان يعتنقها .

وفي ختام المقابلة، توجه السويدي بنصيحة إلى المنضمين والمتعاطفين مع الإخوان المسلمين، مشيراً إلى أنّ تجربته، التي امتدت لأكثر من 30 عاماً، تشكل نموذجاً كافياً لمن أراد أن يتعظ، قائلاً: "تصنيف الإخوان المسلمين يعدّ سبباً كافياً لإعادة التفكير في هذا الانتماء الذي نتج عن تضليل وشعارات كاذبة".

 

 

 


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية