تحذيرات من كارثة إنسانية في سوريا بسبب إغلاق "باب الهوى".. ما الحلول المقترحة؟

تحذيرات من كارثة إنسانية في سوريا بسبب إغلاق "باب الهوى".. ما الحلول المقترحة؟


07/08/2022

حذّر مسؤولون محليون، من كارثة إنسانية تهدد الشمال السوري في حال فشل الجهود الأممية الحالية لتمديد التفويض الممنوح لمجلس الأمن بتأمين إيصال المساعدات الإنسانية عبر شركاء الأمم المتحدة، لمدة أكثر من (6) أشهر، والذي انتهى في 10 تموز (يوليو) الماضي، إلى المدنيين في مناطق شمال وغربي سوريا. 

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو)، مطلع تموز (يوليو) الماضي، خلال تصويت لمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا من دون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى بتمديد التفويض لـ (6) أشهر، بحسب ما أوردته "اندبندنت عربية".

واستجابة للمطلب الروسي، في مواجهة الدول الغربية، توافق الأعضاء الـ(15) في مجلس الأمن الدولي، على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لـ (6) أشهر فقط، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية لوكالة "فرانس برس".

وقال مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بولانسكي لوكالة "فرانس برس": "سنعتمد مشروعنا مع إجراء تعديل طفيف".

وعلقت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة بعد فشل تمديد القرار لمدة عام، كما كان مقترحاً من جانب الولايات المتحدة والدول الغربية، ليندا توماس غرينفيلد، عبر تغريدة، بقولها: "عملنا طوال عطلة نهاية الأسبوع مع أعضاء مجلس الأمن للتوصل إلى حل وسط".

مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بولانسكي: سنعتمد مشروعنا مع إجراء تعديل طفيف

وأضافت: "تلتزم الولايات المتحدة بتقديم المساعدة للسوريين في إدلب، وسنواصل القتال من أجل استمرار التفويض العابر للحدود".

ومن جانبه قال مدير قسم الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ريتشارد جوان: "تمكن الروس من التحكم في نتيجة تلك العملية لكنهم كانوا بمفردهم طوال الطريق"، مشيراً إلى أنّ الصين حاولت حشد التأييد للوصول لحل وسط، ولم تشارك روسيا في الاعتراض بالفيتو، بحسب شبكة "سكاي نيوز عربية".

وصول أول شحنة مساعدات منذ التمديد

ودخلت أول قافلة مساعدات أممية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، الخميس الماضي 28 تموز (يوليو) الماضي، بعد القرار الأممي بتمديد تفويض دخول المساعدات عبر الحدود لمدة (6) أشهر.

مازن علوش: عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في تلك المناطق يمهد لكارثة إنسانية ونقص كامل في سلة الغذاء، ومجاعة لا يمكن السيطرة عليها

وقال مازن علوش وهو مسؤول العلاقات العامة في معبر باب الهوى الحدودي شمال سوريا لـ"الشرق الأوسط" إن "(14) شاحنة محملة بمواد إغاثية (300 طن من المساعدات الطبية والأدوات اللوجستية بينها خيام للنازحين)، دخلت الأراضي السورية آتية من تركيا، عبر منفذ باب الهوى الحدودي، شمال إدلب، في إطار مدة الستة أشهر المتفق عليها". 

سياسية التجويع والتركيع

وفي وقت سابق حذر علوش من احتمال إغلاق المعبر بعد فترة التمديد المتفق عليها، وقال في تصريحات تلفزيونية لقناة "سوريا 1" إن "عدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في تلك المناطق يمهد لكارثة إنسانية ونقص كامل في سلة الغذاء، ومجاعة لا يمكن السيطرة عليها".

وبحسب علوش هناك نحو (1.8) ملايين شخص سيفقدون حقهم في الحصول على المواد الغذائية الأساسية في حال فشلت جهود تمديد التفويض، كما سيفقد نحو (2.3) ملايين شخص حقهم في الحصول على مياه شرب صالحة للاستخدام الآدمي، بالإضافة لملايين سيفقدون الوصول إلى المستلزمات الصحية والدواء.

وأشار علوش إلى أن الخطة الإسعافية البديلة التي قد يتم اللجوء إليها عبر شركاء الأمم المتحدة لتوصيل جزء من المساعدات لن تكون كافية في حال تم إغلاق معبر باب الهوى. 

وقال أحد النازحين، يدعى أبو محمد، وهو أب لـ (4) أطفال، في تصريحات لموقع "اندبندنت عربية" إنه، "في حال تحويل المساعدات عن طريق (مناطق) النظام، فنحن عملياً سنكون وقعنا في الحصار"، وأضاف: "يريدون تجويعنا وتركيعنا".

تحذيرات من موجة لاجئين جديدة

في السياق، تحدثت تقارير عن خطر آخر يتعلق بموجات لجوء جديدة ستهدد أوروبا وتركيا في حال توقفت إمدادات الغذاء والدواء والمساعدات الأممية.

وحذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من أن "الفيتو" الروسي ضد تمديد فتح ممر باب الهوى من تركيا إلى سوريا لنقل المعونات الإنسانية يهدد ملايين السوريين بالجوع وتركيا بالانهيار وأوروبا بالمزيد من الهجرة.

وبحسب التقرير الذي نشره موقع "24 الإخباري"، هناك أكثر من (5.7) ملايين سوري فروا من البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، وإغلاق المعبر الحدودي قد يجبر آلافاً آخرين على المغادرة، مما يؤدي إلى أزمة لاجئين أخرى لبلدان في الشرق الأوسط وأوروبا.

تحدثت تقارير عن خطر آخر يتعلق بموجات لجوء جديدة ستهدد أوروبا وتركيا في حال توقفت إمدادات الغذاء والدواء والمساعدات الأممية

ووصف مسؤولو الأمم المتحدة طريق باب الهوى بأنه بوابة لأكبر عملية مساعدات إنسانية في العالم، والتي نقلت أكثر من (56) ألف شاحنة من الإمدادات المنقذة للحياة إلى محافظة إدلب في شمال غربي سوريا على مدى السنوات الـ (8) الماضية، مشيرين إلى أن ما يصل إلى (4) ملايين شخص في سوريا يتلقون مساعدات، بحسب التقرير ذاته.

وتقدر مجموعات الإغاثة أن 70% من سكان سوريا ليس لديهم إمدادات غذائية يمكن الاعتماد عليها.

ويبلغ عدد سكان إدلب، بحسب تقرير نشره موقع "دويتشه فيله" قرابة (4) ملايين شخص، بينهم أكثر من مليوني شخص يعيشون في مخيمات النازحين فيما أُرغم الكثير منهم على الفرار نحو الداخل السوري فيما يعتمد معظم السكان على المساعدات الإنسانية.

ما أهمية المعبر؟

بحسب تقرير نشره موقع "سورية نت"، تشكل المواد الغذائية التي تمر عبر باب الهوى نحو (75%)، من الاحتياجات الأساسية، بينما تشغل المواد اللوجستية من خيام ومستلزماتها ومساعدات طبية وصحية وغير غذائية نسبة (25%).

غرينفيلد: الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم المساعدة للسوريين في إدلب، وسنواصل القتال من أجل استمرار التفويض العابر للحدود

وخلال عام 2019 مر عبر المعبر حوالي (6) آلاف شاحنة (147 ألف طنّ)، وفي عام 2020 ارتفع حجم المساعدات ليصل إلى (228 ألف طنّ)، أما في 2021، فقد دخلت (9) آلاف شاحنة، ما يعادل (228 ألف طن)، بينما في النصف الثاني من العام 2022 دخل حوالي (4) آلاف شاحنة (95 ألف طن).

ما الحلول المقترحة؟ 

يرى مدير فريق "منسقو الاستجابة" في الشمال السوري، محمد الحلاج، أنّ أحد الحلول المقترحة أمام المجتمع الدولي لتفادي الكارثة الإنسانية، في منطقة شمال سوريا يتمثل في "تشكيل تحالف من المنظمات الدولية غير الأممية، بحيث تضمن إدخال المساعدات إلى المنطقة".

ووفق حديث الحلاج لموقع "الحرة": "القرار من جهة يعطي شرعية غير مباشرة للنظام السوري في أروقة الأمم المتحدة، بينما يدعم مشاريع التعافي المبكر القائمة في مناطق سيطرته. في حال توقف القرار فستتوقف هذه المشاريع، وبالتالي سيواجه النظام السوري مشاكل".

مواضيع ذات صلة:

هل يستطيع لبنان ضمان عودة آمنة للنازحين السوريين؟

هذه خريطة ميليشيات إيران في سوريا

مركز حقوقي يوثق آخر الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين في لبنان



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية