بنغلاديش تواصل الحرب على الإرهاب: الإخوان أولاً

بنغلاديش تواصل الحرب على الإرهاب، الإخوان أولاً

بنغلاديش تواصل الحرب على الإرهاب: الإخوان أولاً


26/04/2023

في بنغلاديش تتواصل تداعيات اعتقال القيادي الأهم في الجماعة الإسلامية محمد سليم الدين، إثر قيامه بتنظيم فاعلية في مركز بشوندرا لجمع أموال الزكاة. فبعد بيان حمل مجموعة من التهديدات، أصدره القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن، نظمت الذراع الإخوانية عدة تظاهرات في العاصمة دكا للمطالبة بالإفراج عن سليم الدين ومن معه.

المعتقلون مثلوا أمام المحكمة في دكا، والتي رفضت بدورها الإفراج عنهم بكفالة، وأمرت بحبس محمد سليم الدين (5) أيام احتياطياً على ذمة التحقيق، ويومين بالنسبة إلى المعتقلين الآخرين، على أن يراعى التجديد لهم. الأمر الذي وصفته الجماعة الإسلامية بالتعسفي والمؤسف والمنافي لكافة الحقوق، كما زعمت أنّ ذلك يمثل انتهاكاً للدستور. وقد ادّعت الجماعة في بيانها الشعبوي أنّ "الحكومة لم تتوقف عن اعتقال المواطنين الأبرياء من أماكن مختلفة من البلاد وتعذيبهم وقمعهم باسم توقيفهم في الحبس الاحتياطي في مراكز الشرطة". ووصفتها بالحكومة الفاشية "التي تخلق عقبات أمام المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية، ممّا يكشف عن وجهها المعادي للإسلام".

الحرب على الإرهاب

من جهتها، واصلت الحكومة البنغالية حملتها ضدّ الإرهاب؛ بالتضييق على الإخوان المسلمين، خاصّة في أيام عيد الفطر، حيث حاولت الجماعة الإسلامية استغلال صلاة العيد  بهدف تنظيم اجتماعات تستهدف من خلالها تفجير المشهد السياسي باستخدام الغطاء الديني، والخطاب الطائفي.

واصلت الحكومة البنغالية حملتها ضدّ الإرهاب

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية أصدر يوم الإثنين الموافق 17 نيسان (أبريل) الجاري  بياناً طالب فيه الحكومة بالإفراج عن جميع الزعماء والقادة الكبار المعتقلين للجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم أمير الجماعة الإسلامية شفيق الرحمن، المحتجز منذ (5) أشهر، ونائب أمير الجماعة الإسلامية الشيخ دلاور حسين سعيدي، المعتقل منذ عقد من الزمان، على خلفية ارتكابه جرائم حرب إبّان حرب الاستقلال، وهو ما تحاول الجماعة التنصل منه.

المعتقلون مثلوا أمام المحكمة في دكا، والتي رفضت بدورها الإفراج عنهم بكفالة، وأمرت بحبس محمد سليم الدين (5) أيام احتياطياً على ذمة التحقيق، ويومين بالنسبة إلى المعتقلين الآخرين، على أن يراعى التجديد لهم

جدير بالذكر أنّ مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية أبو تراب محمد أظهر الإسلام، والقيادي عبد الخالق مندل، ونائب أمير الجماعة الإسلامية شمس الإسلام، والأمين العام للجماعة الإسلامية ميا غلام بروار وغيرهم من قيادات الصف الأول والثاني، جميعهم رهن الاعتقال، بعد تورطهم في التخطيط لعمليات إرهابية، وعنف طائفي ضدّ الهندوس.

الجماعة الإسلامية طالبت بالإفراج عن زعمائها قبل حلول عيد الفطر، ملوحة بالتهديدات، ممّا دفع الشرطة البنغالية إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الطارئة، وتفعيل آليات قانون مكافحة الإرهاب لمواجهة التحركات المحتملة للجماعة الإسلامية.

تهديد مباشر

الجماعة قالت بدورها: إنّها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام حملة الاعتقالات "في قضايا سياسية ملفقة ومفبركة"، بحسب زعمها، وادّعت أنّ قياداتها "يتعرضون لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي في السجون، وليس هناك أيّ سبب منطقي وأرضية قانونية لإبقائهم رهن الاعتقال لهذه المدة الطويلة". وذلك على الرغم من لوائح الاتهام الطويلة التي ثبتت على الجميع، وخاصّة قيادات الجماعة التاريخية، من أمثال أبو تراب أظهر الإسلام، وشمس الإسلام وغيرهم، ممّن تعاونوا مع الجيش الباكستاني إبّان حرب الاستقلال، وارتكبوا جرائم حرب، من قتل واحتجاز واغتصاب، عبر ميليشيات البدر وغيرها من الميليشيات الإخوانية العميلة.

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية أصدر يوم الإثنين الموافق 17 نيسان (أبريل) الجاري  بياناً طالب فيه الحكومة بالإفراج عن جميع الزعماء والقادة الكبار المعتقلين للجماعة الإسلامية

الجماعة الإسلامية لم تكتفِ بذلك، وإنّما اتهمت الحكومة بإخفاء عبد الله الأمان الأعظمي، الابن الرابع لأمير الجماعة الإسلامية السابق، الشيخ غلام أعظم، بعد مداهمة منزله في العام 2016، وكذلك المحامي مير أحمد بن قاسم، بداعي أنّه كان يدافع عن والده، مير قاسم علي، الذي مثل أمام المحكمة الجنائية، بعد ثبوت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.

من جهة أخرى، حاولت الجماعة الإسلامية استغلال الحريق الهائل الذي اندلع في نيو سوبر ماركت دكا الجديد، صباح يوم 15 نيسان (أبريل) الجاري؛ للعودة إلى المشهد، متهمة الحكومة بالتقصير في اتباع قواعد الأمن الصناعي، والتباطؤ في إخماد الحريق، وإنقاذ المصابين.

استراتيجية التحريض

بدوره، أصدر القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن بياناً في 16 نيسان (أبريل) الجاري أعرب فيه عن قلقه العميق، وتعاطفه مع حادثة الحريق، الذي اندلع في نيو سوبر ماركت دكا الجديد، مطالباً الحكومة بصرف تعويضات للتجار، بعد أن التهمت النيران كل الكميات المخزونة من الملابس، وتكبد التجار خسائر فادحة.

بيان الجماعة الإسلامية حمل المزيد من الهمز واللمز

يُذكر أنّ السلطات المحلية هرعت إلى مكان الحريق بشكل فوري، وكانت هناك صعوبات كبيرة في الإطفاء، بسبب وجود مواد قابلة للاشتعال، وتكدس السوق بالملابس، حتى أنّ نحو  (22) من رجال الإطفاء أصيبوا أثناء إخماد النيران، ويخضعون حالياً للعلاج في مستشفيات مختلفة.

بيان الجماعة الإسلامية حمل المزيد من الهمز واللمز، وقال: "في خلال يومين اندلعت (3) حرائق ضخمة في العاصمة، ويرى المواطنون والمعنيون أنّ هذه الحوادث المتكررة يكتنفها الغموض، ويودون معرفة ما إذا كانت هذه الحوادث تخريبية أم لا؟"

الجماعة الإسلامية دعت الشعب البنغالي إلى الثورة؛ لرفع المعاناة عن كاهله، بعد أن تسببت الحكومة في حدوث الركود المالي

وفي سياق استراتيجية التحريض الإخوانية، أصدر القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ أبو طاهر محمد معصوم بياناً أدان فيه القرار الحكومي بزيادة سعر سماد اليوريا، بمقدار (5) تاكا للكيلو، مضيفاً أنّ القرار الحكومي الصادر برفع أسعار سماد اليوريا  بشكل مفاجئ قرار غير منطقي، وسيتعارض بالتأكيد مع المصلحة العامة.

وعلى الرغم من الزيادة الطفيفة، وضغط ارتفاع أسعار السماد عالمياً، ومحاولات حكومة عوامي المستميتة لدعم الأسعار، إلّا أنّ الجماعة الإسلامية لم تلتفت لذلك، وزعمت أنّه منذ وصول الحكومة الحالية إلى السلطة عكفت على رفع أسعار السلع والمواد التموينية الأساسية بشكل دوري، وكجزء من النهج نفسه، قامت هذه المرة بزيادة سعر سماد اليوريا".

 الجماعة الإسلامية دعت الشعب البنغالي إلى الثورة؛ لرفع المعاناة عن كاهله، بعد أن تسببت الحكومة في حدوث الركود المالي. ولفتت إلى أنّ سياسات "سيكون لها تأثير سلبي على الزراعة والمزارعين، حيث تتعمد الحكومة الضغط على المزارعين وإعاقة الإنتاج".

وكعادتها في كل بياناتها التحريضية، لم تسهم الجماعة الإسلامية في معالجة القضايا الاقتصادية، أو تقدم طرحاً واحداً يمكن الاستفادة منه.

مواضيع ذات صلة:

إخوان بنغلاديش تحت مقصلة قانون مكافحة الإرهاب.. ما الجديد؟

الإخوان في بنغلاديش: تحدي الحكومة ونهب أموال الزكاة

هكذا يستغل إخوان بنغلاديش شهر رمضان لتحقيق أجندتهم السياسية



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية