بنغلاديش: الإخوان يثيرون الفوضى ويحرضون على الحكومة.. ومواطنون يتصدون لهم.. ما القصة؟

الشعب البنغالي يتصدى للإخوان؛ حرب شواع في شاندبور

بنغلاديش: الإخوان يثيرون الفوضى ويحرضون على الحكومة.. ومواطنون يتصدون لهم.. ما القصة؟


16/03/2023

في بنغلاديش، قامت الأجهزة الأمنية باعتقال (17) عضواً من النشطاء السياسيين للجماعة الإسلامية، الذراع السياسية للإخوان، في مدينة شاندبور، بما فيهم أمير الجماعة الإسلامية لشبه محافظة شهاراستي، السيد مصطفى كمال.

من جهتها، أمعنت الجماعة الإسلامية في دعايتها السياسية؛ لتزعم أنّ الحكومة "صادرت حرية التعبير عن الرأي من المواطنين، وحولت الدولة إلى دولة بوليسية، وبدلاً من أن تقوم الأجهزة الأمنية بأداء واجبها المنوط بها، تستخدم الأجهزة الأمنية لتنفيذ مصالحها وأجندتها". وطالبت "الجهات المعنية بالإفراج الفوري عن النشطاء السياسيين المعتقلين، وسحب جميع الدعاوى القضائية".

حرب شوارع

الحدث الأبرز كان تصدي المواطنين لمحاولات الذراع الإخوانية الرامية إلى إثارة الفوضى في البلاد، حيث خرج الأمين العام للجماعة الإسلامية في شاندبور، وبصحبته عضو المجلس العملي للجماعة، سعيد بن أكبر، و(4) نشطاء، في جولة ميدانية؛ قاموا خلالها بالتحريض على التحرك ضد الحكومة، وممارسة أعمال الشغب، تحت غطاء ديني، إلّا أنّ تجمعاً من المواطنين التفوا حولهم، ومنعوهم من مواصلة الحملة التحريضية، وانتهى الأمر باشتباكات بالأيدي بين الفريقين.

الأمر تحول إلى حرب شوارع بين أنصار الإخوان والجماهير، وحدثت عدة إصابات، قبل أن ينسحب الإخوان، بعد تزايد الحشد الجماهيري المعادي لهم.

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية، الشيخ أبو طاهر محمد معصوم

القائم بأعمال الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ أبو طاهر محمد معصوم أصدر بياناً يوم الجمعة 10 آذار (مارس) الجاري، أدان فيه بشدة قيام الأجهزة الأمنية باعتقال نشطاء الجماعة في شاندبور، كما زعم أنّ "بلطجية الحزب الحاكم، تعدوا على سعيد بن أكبر ومجموعته، بينما كانوا في مهمة دعوية"، وهو الادعاء الذي ردّ عليه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بنفي رواية الإخوان.

الحراك الشعبي غطاء الإخوان

من جهته، قال مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عبد الحليم: إنّه على أعضاء المجلس العملي للجماعة الإسلامية أن "يتوكلوا على الله حق توكله في أداء المهام والمسؤوليات المنوطة بهم". مشدداً على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت نظام الحكومة الانتقالية؛ من أجل استعادة الحقوق الشعبية المسلوبة واستعادة الديمقراطية، بحسب قوله. داعياً الشعب إلى "المشاركة بفاعلية في هذه الحركة التي سوف تزيح الحكومة الحالية من السلطة"، وفقاً لتعبيره.

الشيخ عبد الحليم لم يستبعد استخدام العنف وسيلة لتحقيق الهدف المنشود، قائلاً: إنّ كل الأدوات لا غبار عليها، في سبيل تحقيق الغاية المنشودة

مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية حرّض على التحرك الشعبي ضدّ الحكومة، ولم يستبعد اللجوء إلى العنف، وذلك في كلمة ألقاها أمام الورشة التعليمية التي نظمتها الجماعة الإسلامية لأعضاء المجلس العملي للجماعة في مدينة تاكورغاون.

وفي السياق نفسه، شنّ مساعد الأمين العام للجماعة الإسلامية الشيخ عبد الحليم هجوماً حاداً على الحكومة البنغالية، وزعم أنّ الحكومة الحالية فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد. محرضاً على تحرك شعبي واسع بهدف الإطاحة بها؛ مدعياً أنّها سلبت جميع الحقوق والحريات الممنوحة للشعب؛ ولهذا طالب الجماهير بالتحرك في الشارع؛ لإزاحتها في أسرع وقت ممكن؛ ليعمّ الخير على الشعب، ويستعيد إدارة البلاد، على حدّ تعبيره.

مجيب الرحمن أشار في كلمته التي ألقاها في الاجتماع القيادي الافتراضي للجماعة الإسلامية، في مدينة جينايدة، إلى إمكانية استخدام العنف، بشكل ضمني

مساعد الأمين العام للإخوان تابع أثناء كلمته في الورشة التعليمية لأعضاء المجلس التنفيذي للجماعة الإسلامية، في مدينة ديناجبور جنوب، التي ترأسها أمير الجماعة الإسلامية للمدينة الشيخ أنور الإسلام، زاعماً أنّ الشعب البنغالي اليوم لا يثق في الحكومة التي وصلت إلى السلطة من دون انتخابات. مطالباً بـ "تشكيل حكومة انتقالية تتولى الإشراف على إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة". وقال إنّ الجماعة تقود الآن حراكاً شعبياً في جميع أنحاء البلاد للمطالبة بحكومة انتقالية.

الدعوة إلى العنف

الشيخ عبد الحليم لم يستبعد استخدام العنف وسيلة لتحقيق الهدف المنشود، قائلاً: إنّ كل الأدوات لا غبار عليها في سبيل تحقيق الغاية المنشودة، "وحتى نستطيع تنفيذها على أرض الواقع، علينا ألّا نخاف وألّا نهاب من غطرسة الحكومة الحالية، التي ستحاول بكل ما لديها من قوة إحباط الحراك".

 أمير الجماعة الإسلامية الشيخ شفيق الرحمن

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية مجيب الرحمن، دخل على خط الأزمة، مستغلاً الظروف الاقتصادية من أجل تحقيق مكاسب شعبية، وقد طالب الحكومة بكبح جماح أسعار المواد والسلع التموينية الأساسية، في شهر رمضان المبارك  الذي يحلّ بعد عدة أيام، وجعل الأسعار في متناول المواطنين. وعلى الرغم من عدالة القضية، إلّا أنّ التوظيف الإخواني الطائفي لها يضع علامات استفهام متعددة، خاصّة أنّ مجيب الرحمن أشار في كلمته التي ألقاها في الاجتماع القيادي الافتراضي للجماعة الإسلامية، في مدينة جينايدة، إلى إمكانية استخدام العنف، بشكل ضمني، محقراً من الحياة، وقال: إنّ هدف جماعته في هذه الحياة الدنيا "ليس التمتع بملذاتها الفانية، وإنّما الحصول على رضا الله، مهما كلفها ذلك من مشقات ومتاعب ومصاعب".

القائم بأعمال أمير الجماعة الإسلامية طالب قيادات الجماعة بالمزيد من العمل من أجل إحداث تغيير نوعي في المجتمع، لافتاً إلى أنّ الوضع السياسي للبلاد لا يبشر بخير. مستهدفاً الدخول من ثغرة الوضع الاقتصادي، حيث باتت البلاد على حدّ تعبيره، "على صفيح ساخن". مؤكداً أنّ التحرك الحاسم من أجل إسقاط الحكومة قد حان، "فلا وجود للعدالة في البلاد، والأوضاع الاقتصادية للبلد على شفا الهاوية، والقوة الشرائية للمواطنين انخفضت بشكل كبير؛ لارتفاع أسعار السلع والمواد التموينية الأساسية بشكل جنوني". ممّا يعني أنّ نهج الإخوان في استغلال الأزمات لم يتغير، فالجماعة لا تبحث عن حلول، ولا تقدّم مقترحات، وإنّما تستهدف تضخيم الأزمات وتفجيرها؛ كمدخل لإزاحة المنافسين، والوصول إلى السلطة.

مواضيع ذات صلة:

"الحركة الشعبية".. خطة إخوان بنغلاديش لنشر الفوضى في البلاد

ضربة أمنية جديدة تجهض مخطط الإخوان في بنغلاديش

اليمين المتطرف يواصل هيمنته على قيادة الإخوان في بنغلاديش



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية