بعد 30 عاماً على عرضه: فيلم "الإرهاب والكباب" يثير الجدل.. ما القصة؟

بعد 30 عاماً على عرضه: فيلم "الإرهاب والكباب" يثير الجدل.. ما القصة؟


02/03/2022

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضي موجة من الجدل، عقب انتقاد نادر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لفيلم "الإرهاب والكباب"، الذي يعتبره السينمائيون والنقاد إحدى العلامات الفارقة في السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً.

وكان السيسي قد صرح في كلمة بمناسبة إطلاق "المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية"، في سياق حديثه عن أوضاع البلد، بأنّ فيلم "الإرهاب والكباب" "جعل من البلد خصماً للمواطن وليست السلبية هي الخصم".

وقال السيسي، في تصريحات تليفزيونية، الإثنين: "بدل ما تجيب فيلم الإرهاب والكباب وتجيب المواطن يشتكي، (الفيلم) خلى البلد خصم، لم يجعل السلبية خصماً، أنت مفروض تخلي السلبية خصم".

وأضاف: "المواطن الذي لا يعمل هو الخصم وليس البلد. لما حولتها (في الفيلم) لخصم في 2011 هدوها. خلوها إيه؟ هدوها. لولا فضل الله علينا وكرمه لكانت البلد دي زي كل البلاد اللي انتم شايفينها مقمتش تاني ولا ترجع تاني خلاص. اللي يروح يروح مايرجعش، لكن هو أفاض علينا، طيب بعد ما أفاض علينا هنفضل زي ما احنا كده".

سببت تصريحات الرئيس المصري بإثارة موجة من الجدل بين المغردين، التي تباينت تعليقاتهم بين رافض ومؤيد لما قاله السيسي

وقتها، كان الرئيس المصري يعقد مقارنات بين الوضع الاقتصادي لبلاده وبلاد أخرى، مثل فنلندا وسنغافورة، في معرض تعليقه على ضعف الخدمات الصحية في مصر. وأشار السيسي إلى أنها بلاد صغيرة في عدد السكان على نحو مغاير لمصر ذات الـ100 مليون نسمة، حسب قوله.

قال بعض المغردين إنّ انتقاد المؤسسات لا يعني عداء "للبلد"، وحتى النقمة على ما قد يشوبها من فساد ليس نقمة على "البلد"، وليس بالضرورة نقمة على النظام بأكمله

وتحدث السيسي في كلمته أيضاً عن التعليم، وعن ضعف الدخل العام مقابل عدد السكان المرتفع، وعن الانتقادات التي توجه للسلطات في مصر بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. لكن الأمر الذي أثار الجدل الأكبر هو انتقاده لفيلم الإرهاب والكباب.

قصة الفيلم

ويروي الفيلم قصة مواطن حاول إنهاء إجراءات نقل ابنه من مدرسة إلى أخرى من خلال الذهاب إلى مجمع التحرير في وسط القاهرة، الذي أغلقته الحكومة في الأعوام الأخيرة وعادة ما كان يشار إليه بأنه أحد قلاع البيروقراطية في مصر.

في الفيلم، عندما اصطدم البطل (عادل إمام) بعقبات إدارية لاستخراج أوراق ابنه وجد نفسه حاملاً السلاح وأخذ بعض الرهائن، الذين انضم إليه بعضهم لاحقاً في مواجهة قوات الشرطة. وخلال ذلك يدور الحوار حول شكاوى المواطنين البسيطة التي يقابلها تقاعس الموظفين وإهمال المسؤولين الحكوميين.

عندما اصطدم البطل (عادل إمام) بعقبات إدارية لاستخراج أوراق ابنه وجد نفسه حاملاً السلاح وأخذ بعض الرهائن، الذين انضم إليه بعضهم لاحقاً في مواجهة قوات الشرطة

وتتم المفاوضات بوجود وزير الداخلية الذي يتابع الموقف، ويفاجأ بأن مطالبهم شخصية بحتة، فيأمر الوزير الخاطفين بإطلاق الرهائن وإلا سيهاجم المكان بكل من فيه بما في ذلك الرهائن فيترك أحمد الرهائن ولكنهم يأبون تركه وراءهم ليواجه الموت فيطلبون منه الخروج معهم هو ومن معه كأنهم رهائن وذلك بعد أن شعروا بأن مطالبه كانت تمثل مطالبهم جميعاً في البحث عن الوطن العادل.

والفيلم، الذي عُرض عام 1992 من تأليف السيناريست الراحل وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، وبطولة عادل إمام، ويسرا، وكمال الشناوي، وأشرف عبدالباقي، وأحمد راتب، وإنعام سالوسة، وعلاء ولي الدين.

جدل على مواقع التواصل

وتسببت تصريحات الرئيس المصري بإثارة موجة من الجدل بين المغردين، الذي تباينت تعليقاتهم بين رافض ومؤيد لما قاله السيسي.

وأتت بعض التعليقات منتقدة لرأي السيسي حول الفيلم ومستغربة "هجوماً" كهذا، فيما اعتبر آخرون أن الرئيس، كأي مشاهد، يحق له انتقاد الفيلم مهما كانت مكانته الفنية، فيما ناقش البعض فكرة خلق الفيلم لعداوة بين البلد والمواطن، التي طرحها السيسي في تعليقه، وفق موقع "بي بي سي".

ويرى بعضهم أنّ انتقاد المؤسسات لا يعني عداء "للبلد"، وحتى النقمة على ما قد يشوبها من فساد ليس نقمة على "البلد"، وليس بالضرورة نقمة على النظام بأكمله.

فيما أيدت مجموعة من المغردين ما قاله السيسي مؤكدين على أنّ فيلم "الإرهاب والكباب" من الأفلام المهمة والفارقة لكن ذلك لا يعني "قدسيته" مشيرين إلى أنه خاضع للنقد مثل أي عمل فني.

 

وتداول مغردون بعض الجمل التي قيلت على ألسنة أبطال الفيلم، معبرة عن أحوالهم الصعبة ومعاناتهم.

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولي التي يشير فيها السيسي لأحد الأعمال السينمائية أو الدرامية، ودورها في توعية الجماهير، حيث أشاد سابقاً بفيلم "الممر"، ومدح أداء الفنان محمد فراج، مشيراً إلى أنه عبّر عن شجاعة المصري الذي لا يتخاذل أمام التحدي، وبعث رسالة جيدة للغاية، بحسب تصريحه.

وأشاد السيسي بمسلسل "الاختيار 2" العام الماضي، وعلق أنّ الدراما تناولت أحداثاً كثيرة مرت على المصريين في رمضان، وأكد أنّ الدراما يجب أن تقدم أكثر من ذلك وتتناول أحداثاً كثيرة بعد أن تجاوزها المصريون.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية