بعد 11 عاماً... مسيحيو إدلب السورية يقيمون شعائرهم علناً... ما الجديد؟

بعد 11 عاماً... مسيحيو إدلب السورية يقيمون شعائرهم علناً... ما الجديد؟


31/08/2022

أقام عدد من المسيحيين في محافظة إدلب السورية، الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام" التي يقودها أبو محمد الجولاني، شعائر دينية للمرة الأولى منذ 2011.

ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي صور افتتاح كنيسة قرية اليعقوبية في منطقة جسر الشغور في إدلب، التي حملت رسائل ودلالات عديدة على المستوى المحلي والدولي، أهمها محاولة الجولاني استبدال ثوبه بالانفتاح، والظهور بأنّه حامٍ للأقليات والطوائف الأخرى.

وتداول ناشطون صوراً لأهالي القرى المسيحية أثناء افتتاح كنيسة (القديسة آنا) بإدلب، لتكون المرة الأولى لعودة الطقوس والشعائر الدينية للمسيحيين في المنطقة منذ سيطرة الفصائل عليها قبل (11) عاماً.    

ناشطون يتداولون صوراً لأهالي القرى المسيحية أثناء افتتاح كنيسة (القديسة آنا) بإدلب، لتكون المرة الأولى لعودة الطقوس والشعائر الدينية للمسيحيين منذ (11) عاماً.

ووفقاً لما نقلته شبكة أورينت، فقد قدّم الجولاني دعماً معنوياً ومادياً للمسيحيين في المنطقة لإعادة ترميم الكنيسة وافتتاحها، وتعهّد بحماية المسيحيين ودور العبادة.

وأكدت المصادر أنّ كنيسة اليعقوبية لم تكن معرّضة لأضرار كبرى قبل افتتاحها، وأنّ ترميمها شمل بعض الأشياء البسيطة التي تكفل عودتها لاستقبال الطقوس والشعائر، في حين أشارت تلك المصادر إلى أنّ طقوس المسيحيين كانت تُقام في الكنيسة بشكل سرّي في الفترات الماضية، ولكنّها اليوم باتت علنية بعد التطمينات والدعم الذي قدّمه أبو محمد الجولاني للمسيحيين.

ولاقت المبادرة الجديدة ترحيباً من قبل مسيحيين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر مشاركتهم الصورة واحتفائهم بعودة الحرية الدينية للمسيحيين في مناطق كانت تُعدّ سابقاً خطراً عليهم، كونها خاضعة لسيطرة "فصائل جهادية".

الجولاني يلتقي مع عدد من مسيحيي إدلب من قرى اليعقوبية والقنية والجديدة، لطمأنة المسيحيين وإيصال رسائل مفادها بأنّه منفتح على كافة الطوائف

سبق ذلك لقاء جمع عدداً من مسيحيي إدلب من قرى اليعقوبية والقنية والجديدة مع زعيم "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني في تموز (يوليو) الماضي، وكان هدف الجولاني طمأنة المسيحيين وإيصال رسائل مفادها بأنّه منفتح على كافة الطوائف الأخرى في الشمال السوري، وليس موجهاً لفئة المسلمين "السنّة" فقط.

كما أنّ الهيئة حاولت التقرب من المسيحيين حين وعدتهم بإعادة أملاكهم المسلوبة من منازل وأراضٍ وغيرها، وطالبتهم بضرورة التواصل مع أقربائهم المغتربين من أجل العودة إلى البلاد، أو تقديم الدعم المادي لهم، حيث يقتصر وجود المسيحيين في تلك القرى على النساء وكبار السن بعد هجرة معظم الشباب بسبب ظروف المعارك وسيطرة الفصائل على المنطقة سابقاً.

وخلال العامين الماضيين، عمل الجولاني على تغيير الصورة النمطية المرتبطة بالإرهاب الجهادي، من خلال محاولات الانفتاح على الدول الغربية عبر لقاءات صحفية ودعاية إعلامية ظهر من خلالها أنّه مناصر لطوائف الدروز والمسيحيين في إدلب، ليؤكد على أنّ أهداف فصيله تتركز على محاربة نظام أسد وميليشياته فقط.

وتخضع محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب لسيطرة "هيئة تحرير الشام" التي يقودها الجولاني، ورغم إعلان فك الارتباط بتنظيم (القاعدة) الجهادي، ما زالت مصنّفة على قوائم الإرهاب الدولي.


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية