
على إثر فشل دعوات إلى الحراك والفوضى في مصر الأسبوع الماضي، تبادلت جبهات جماعة الإخوان الاتهامات وتراشق المسؤولية حول فشل الحراك؛ بسبب الخلافات بينها التي أدت إلى فقدان الشعب المصري ثقته بهم، بحسب قولهم.
هذا، واتهم الناشط الإخواني أحمد الجاسر أحد الإعلاميين الذين يعملون في فضائية "الشرق" بأنّه وراء تسريب الخطة إلى جهات مصرية، طالباً منه الاعتراف بفعلته، وفق ما أورد موقع "العربية".
وطلبت جبهة منير البحث عن أسباب فشل الحراك تمهيداً لتكرار الدعوات والحصول على دعم شعبي، والتزمت جبهة إسطنبول الصمت، بينما ما يزال تيار التغيير، وهو الجبهة الثالثة في الجماعة، متزعماً لفكرة العنف والثأر وشن عمليات ضد النظام في مصر.
من جانبه، فنّد أيمن نور القيادي المعارض الموالي للإخوان سبب فشل الحراك في تغريدات عبر "تويتر"، معتبراً أنّ من أفدح الأخطاء والدروس المستفادة من فشل الحراك هو الخلط بين عالم السوشيال ميديا وبين الواقع على الأرض، مؤكداً أنّ دعوات وسائل التواصل الاجتماعي لا تعني قبول واطمئنان الشارع لها ومشاركته فيها.
الناشط الإخواني أحمد الجاسر اتّهم أحد الإعلاميين الذين يعملون في فضائية "الشرق" بأنّه وراء تسريب الخطة إلى جهات مصرية
وزعم أنّ من الأخطاء كذلك التي أدت إلى فشل الحراك عدم التفرقة بين ما هو سياسي وما هو إعلامي، وأنّه ليس كل من يعتلي منبراً إعلامياً، هو بالضرورة سياسي يقبله الناس، ويقبلون دعوته إلى النزول، مطالباً الجماعة بوقف ما سمّاه بسياسة حرق المراحل، واحترام قيمة العمل الجماعي، والتوقف عن تبادل الاتهامات، وتخوين المختلفين.
نور الموالي للجماعة، المقيم في إسطنبول، دعا جبهات الإخوان "للتوحد" ونبذ الخلافات، وتكثيف الجهود والتخطيط لحراك آخر يمكن أن يسقط النظام في مصر، وفق زعمه.
من جانبه، كشف الناشط الإخواني أحمد الجاسر في فيديو بثه عبر صفحته على مواقع التواصل الخطة التي اعتمدتها الجماعة لحراك 11 تشرين الثاني (نوفمبر) وأسباب فشله، زاعماً أنّ الجماعة اعتمدت على حلقة بثّت عبر يوتيوب للناشط الإخواني عبد الله الشريف، تتضمن رسائل وشفرات للتحرك، وحددت الميادين التي سينطلق منها الحراك والتظاهرات والفوضى.
وقال الناشط الإخواني: إنّ الخطة وجهت عناصر الإخوان للاستفادة من تعطل مواصلات مصر- كما أشيع وقتها- واحتلال الميادين، إلا أنّ قوات الأمن فطنت للأمر، واتخذت حيطتها واستعداداتها، وفق كلامه.
أيمن نور: من أفدح الأخطاء والدروس المستفادة من فشل الحراك هو الخلط بين عالم السوشيال ميديا وبين الواقع على الأرض
وكشف أسماء مجموعة من عناصر الجماعة عملوا على ترويج حلقة عبد الله الشريف وتوصيلها إلى أكبر عدد ممكن من لجان الجماعة، منهم خالد السرتي، ومحمد صلاح، وجاسر الأنور، وحسين بديني، وتامر جمال، وياسر العمدة، الذي طردته تركيا من أراضيها في آذار (مارس) الماضي لتحريضه ضد مصر، فسافر إلى بلغاريا إلى أن تدخلت قيادات إخوانية كبيرة لإعادته إلى إسطنبول مجدداً.
وينقسم الإخوان على أنفسهم حالياً إلى (3) جبهات؛ الأولى جبهة لندن، وكان يقودها إبراهيم منير، وقد خلفه بعد وفاته مؤقتاً محيي الدين الزايط، وجبهة إسطنبول التي يقودها الأمين العام السابق للجماعة محمود حسين، وجبهة "الكماليون" صاحبة الأفكار القطبية التي تنتهج العنف.