بعد دعوة أنصاره إلى الانسحاب... هل ينزع الصدر فتيل الأزمة العراقية؟

بعد خروج التظاهرات في العراق عن السيطرة وتطورها إلى مواجهات دامية، دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، أنصاره إلى الانسحاب التام من البرلمان، ممهلاً إياهم (60) دقيقة قبل "التبرؤ" منهم.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية "واع" عن الصدر قوله، خلال مؤتمر صحفي، "أدعو المتظاهرين من التيار الصدري إلى الانسحاب من البرلمان خلال ساعة واحدة"، مضيفاً: "أحزنني كثيراً ما يحدث في العراق، وأقدّم اعتذاري إلى الشعب العراقي".

دعا مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، أنصاره إلى الانسحاب التام من البرلمان، ممهلاً إياهم (60) دقيقة قبل "التبرؤ" منهم

ونقلت عنه "فرنسا 24" قوله: "إذا لم ينسحب كل أعضاء التيار الصدري خلال (60) دقيقة من كل مكان، حتى من الاعتصام، فأنا أبرأ منهم"، مضيفاً: "بغضّ النظر من كان البادئ أمس، أمشي مطأطئ الرأس، وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد ممّا يحدث. أنا أنتقد ثورة التيار الصدري... بئس الثورة هذه".

"وطن أسير العنف"

تصريحات الصدر تأتي غداة يوم دامٍ في العراق، فقد لقي (30) شخصاً، على الأقل، مصرعهم وجُرح المئات في اشتباكات هي الأعنف والأخطر على الصعيد السياسي منذ أعوام.

وتعليقاً على أعمال العنف، قال الصدر: "العراقي هو المتضرر الوحيد ممّا يحدث، والوطن الآن أسير للفساد والعنف، وكنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح، والثورة التي شابها العنف هي ليست ثورة، وأنا الآن انتقد ثورة التيار الصدري".

تصريحات الصدر تأتي غداة يوم دامٍ في العراق، حيث لقي 30 شخصاً مصرعهم في اشتباكات هي الأعنف

وقد بدأ رجل الدين الشيعي النافذ إضراباً عن الطعام أمس احتجاجاً على أعمال العنف التي تلت إعلانه اعتزاله السياسة "نهائياً"، ممّا دفع الآلاف من أنصاره إلى اقتحام القصر الجمهوري واشتباكهم مع قوى الجيش وعناصر من الحشد الشعبي الموالي لإيران.

وفي خطابه بالمؤتمر الصحفي اليوم، أكد الصدر أنّ "الدم العراقي حرام، واعتزالي هو شرعي لا سياسي، واعتزالي من السياسة نهائي".

وبعد ليلة هادئة، تجددت صباح اليوم الثلاثاء المواجهات العنيفة بين أنصار رجل الدين الشيعي النافذ والجيش وعناصر من الحشد الشعبي الموالي لإيران، وسط تقارير عن إطلاق نار من أسلحة آلية وقاذفات صاروخية في أرجاء العاصمة مصدرها المنطقة الخضراء.

 رفع الحظر

فور دعوة الصدر لأنصاره بالانسحاب من البرلمان، رفع الجيش العراقي اليوم حظر التجول الذي فرضه أمس في كل أنحاء البلاد إثر المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب إعلان الصدر"اعتزال السياسة" بشكل نهائي.

وعقب انتهاء مؤتمر الصدر، بدأ أنصاره ينسحبون من المنطقة الخضراء في بغداد التي شهدت منذ أمس مواجهات دامية، وفق ما أظهرت مشاهد لتلفزيون "روداو" العراقي.

ويشهد العراق أزمة سياسية حادة منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الأول (أكتوبر) 2021. وفشل أقطاب السياسة العراقية في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، كذلك فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد.