بعد الهجوم على أكراد فرنسا... كيف وصلوا إلى أراضيها؟

 بعد الهجوم على أكراد فرنسا... كيف وصلوا إلى أراضيها؟

بعد الهجوم على أكراد فرنسا... كيف وصلوا إلى أراضيها؟


24/12/2022

شهدت العاصمة الفرنسية أحداثاً أمنية أمس، بعدما أطلق مسلح النار داخل مركز ثقافي كردي وصالون حلاقة وسط العاصمة باريس، ممّا أسفر عن مقتل (3) أشخاص من الجالية الكردية.

هذه الحادثة التي وصفها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ "الشنيعة"، وقعت في شارع دانغان بالقرب من المركز الثقافي الكردي، وهي منطقة تجارية وحيوية يؤمها بشكل خاص أفراد المجتمع الكردي.

وقد أعادت الحادثة إلى الأذهان نشأة تلك الجالية، ليتبيّن أنّ المهاجرين الكرد وصلوا لأول مرة إلى فرنسا قادمين من تركيا في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، ثم لحقهم آلاف آخرون خلال سبعينات القرن الـ (20) وما بعدها.

المهاجرون الكرد وصلوا لأول مرة إلى فرنسا قادمين من تركيا في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي

ووصل قسم آخر منهم قادماً من العراق وإيران خلال الثمانينات والتسعينات، ومن سوريا وصل معظمهم بعد الصراع الدامي الذي بدأ عام 2011، وفقاً لما نقله موقع "العربية نت".

وانخرط هؤلاء في المجتمع الفرنسي إلى حد كبير، حتى بدا حالهم كحال أيّ لاجئين آخرين، ويمارسون حقوقهم بشكل طبيعي، وذلك وفقاً لتحقيق نشرته جامعة "Carleton" الكندية عن الأكراد.

وفي تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2014 نظّم الكرد في فرنسا وبلدان أوروبية أخرى تظاهرة احتجاجاً على هجوم تنظيم داعش الإرهابي على مدينة كوباني في سوريا آنذاك، وفي 25 تموز (يوليو) 2015 قام مناصرو حزب العمال الكردستاني في فرنسا بمسيرة في باريس للاحتجاج على ضربات الجيش التركي على معاقل الحزب.

انخرط هؤلاء في المجتمع الفرنسي إلى حد كبير، حتى بدا حالهم كحال أيّ لاجئين آخرين

وقد خصصت الحكومة الفرنسية عام 2020، لأول مرة في تاريخها، درساً في المناهج الفرنسية للحديث عن الأكراد، في حادثة اعتبرت سابقة من نوعها آنذاك.

وجاء الدرس لمناهج لطلاب الصف الـ (11) في المرحلة الثانوية، وتطرّق للحديث عن أنّ الأكراد "شعب بلا دولة"، مشيراً إلى أنّهم جالية "تناضل من أجل الحصول على حكم ذاتي منذ بداية القرن الـ (20)"، وفق المنهج المُدرّس.

وأتت هذه الخطوة الفرنسية في وقت سعت فيه باريس لتكون حليفاً استراتيجياً للأكراد، مثيرة بذلك غضب تركيا آنذاك التي كانت تجمعها بها أساساً ملفات أحدثت توتراً كبيراً بين الطرفين.

هذا، ويوجه الأكراد أصابع الاتهام إلى السلطات التركية، التي تعتبر الأكراد إرهابيين، وتحاول إقناع الدول الأخرى باعتبار حزب العمال الكردستاني حزباً إرهابياً.

وعن تفاصيل الهجوم، قال عدد من الشهود: إنّ مسلحاً يبلغ من العمر (69) عاماً فتح النار على مركز ثقافي كردي وصالون لتصفيف الشعر بوسط باريس يوم الجمعة، ممّا أسفر عن مقتل (3) أشخاص وإصابة (3) آخرين. 

التعامل الفرنسي مع الجالية الكردية أثار غضب تركيا آنذاك

وتسببت اللقطات التي التقطت قبل منتصف النهار بقليل بالتوقيت المحلي في حالة من الذعر في شارع دينغيان في الحي العاشر العصري بالعاصمة، وهي منطقة تعجّ بالمتاجر والمطاعم والبارات التي يسكنها عدد كبير من السكان الأكراد. 

وقال شهود لوكالة "فرانس برس": إنّ المسلح، الذي وصفته الشرطة بأنّه أبيض ومعروف بمحاولتي قتل سابقتين، استهدف في البداية المركز الثقافي الكردي قبل دخول صالون لتصفيف الشعر قريب حيث اعتقلته الشرطة.

ووصفت مصادر الشرطة المسلح بأنّه "قوقازي" فرنسي الجنسية، ومعروف بمحاولتي قتل سابقتين في عامي 2016 و2021. 

وما تزال دوافعه غير واضحة، لكنّ هويته أثارت الشكوك على الفور في أنّ إطلاق النار قد يكون بدوافع عنصرية. 

وذكرت النيابة العامة أنّ مطلق النار متهم بطعن مهاجرين اثنين على الأقل بسكين في مخيم بالعاصمة الفرنسية في هجوم وقع في 8 كانون الأول (ديسمبر) 2021.

يُذكر أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد قدّم في تغريدة على تويتر تعازيه لأهالي الضحايا الذين استهدفهم الهجوم، وشدد على أنّ أكراد فرنسا استهدفهم هجوم "مشين"، بعد أن قتل مسلح (3) أشخاص في مركز للجالية الكردية بوسط باريس.

وبعد الاعتداء، نفذ المئات من المواطنين الأكراد وقفة احتجاجية في شارع دانغان حيث وقع الهجوم احتجاجاً على إطلاق النار على المركز الثقافي الكردي، واصفين الهجوم بالعنصري، ممّا أجبر الشرطة الفرنسية على إطلاق قنابل الغاز لتفريق المحتجين.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية