بعد الحديث عن التطبيع.. اجتماع بين طالبان وحماس في تركيا.. ما هدفه؟

بعد الحديث عن التطبيع.. اجتماع بين طالبان وحماس في تركيا.. ما هدفه؟

بعد الحديث عن التطبيع.. اجتماع بين طالبان وحماس في تركيا.. ما هدفه؟


30/10/2022

نشر المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، صورة جمعته بقادة حركة حماس الفلسطينية في إسطنبول. وبحسب موقع (middle east eye) فإنّ مجاهد كشف في تغريدة له، أنّه بحث قضايا أفغانستان وفلسطين، بما في ذلك وضع المسجد الأقصى، مع وفد فلسطيني ضمّ إسماعيل هنيّة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

وتواجد مجاهد في تركيا لأكثر من أسبوع، حيث حضر مؤتمراً لعلماء المسلمين، والتقى مع رجال الأعمال الأفغان في تركيا، الذين يأمل في إقناعهم بإعادة الاستثمار في وطنهم، الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة.

حماس تدعم طالبان

وعلى الرغم من أنّ أنقرة لم تعترف رسمياً، حتى الآن، بإمارة طالبان الإسلامية كحكومة لأفغانستان، إلّا أنّ تركيا تحتفظ بعلاقات قوية مع طالبان، ربما تعود إلى الوقت الذي كانت فيه طالبان حركة معارضة مسلحة، تقاتل إدارة الجمهورية الإسلامية السابقة المدعومة من الغرب، لكن نبأ لقاء مجاهد بهنية، فاجأ الخبراء في أفغانستان والشرق الأوسط.

ومع ذلك، وبحسب المصدر نفسه، أعرب هنية عن دعمه الواضح لحركة طالبان، وهو أمر ليس بجديد على حركة حماس، فبعد وقت قصير من عودة الحركة إلى السلطة في آب (أغسطس) 2021، أجرى زعيم حماس مكالمة هاتفية مع المسؤول البارز في طالبان عبد الغني بارادار.

تواجد مجاهد في تركيا لأكثر من أسبوع

وكشف هنية أنّ مكالمته الهاتفية جاءت بهدف تهنئة طالبان، واعتبر أنّ انتهاء الاحتلال الغربي لأفغانستان "مقدمة لسقوط كل قوات الاحتلال، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين".

في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أجرى هنية مكالمة هاتفية مماثلة مع القائم بأعمال وزير خارجية طالبان، أمير متقي، وفي تلك المحادثة، حثّ هنية الإمارة الإسلامية على إبقاء "فلسطين حاضرة في خطابات وزارة الخارجية الأفغان، وخاصة القدس، وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة هناك".

طالبان تبحث عن الاعتراف

من جهته، يقول هارون رحيمي، الأكاديمي والكاتب الأفغاني، المقيم حالياً في الولايات المتحدة، إنّ الاجتماع الشخصي الأخير، الذي جرى في تركيا بين مجاهد ووفد حماس، يمكن أن يكون جزءاً من جهود طالبان؛ لتأمين نوع من الاعتراف العربي والإسلامي وربما الدولي، وأنّ الوقوف مع فلسطين سيرسل رسالة محددة للغاية.

رحيمي قال لموقع ( Middle East Eye) "تحاول طالبان الاستفادة من المشاعر المعادية للإمبريالية والغرب بين بعض المسلمين؛ كوسيلة للضغط على القادة المسلمين الآخرين". وأضاف: "إنّ لقاء مجاهد وجهاً لوجه مع هنية، مهم أيضاً لرمزيته، بسبب الارتباط بالقضية الفلسطينية، والرغبة في كسب تأييد ودعم القادة الفلسطينيين، وهو الأمر الذي يمكن أن يساعد في تحسين مكانة طالبان في العالم الإسلامي". وربما تسعى طالبان أيضاً، إلى ربط أفغانستان بفلسطين، كدولتين محتلتين، كما فعل هنية.

هارون رحيمي: إنّ الاجتماع الشخصي الأخير، الذي جرى في تركيا بين مجاهد ووفد حماس، يمكن أن يكون جزءاً من جهود طالبان؛ لتأمين نوع من الاعتراف العربي والإسلامي وربما الدولي، وأنّ الوقوف مع فلسطين سيرسل رسالة محددة للغاية

وقال رحيمي: "كما اعتبرت طالبان أفغانستان محتلة من قبل القوى الغربية، وتود أن تصور نفسها على أنّها تقاتل من أجل الحرية، وأنّ مقاتليها حرروا البلاد من الإمبريالية الأمريكية"، وهي فكرة يعتقد أنّ طالبان يمكن أن تستخدمها؛ في محاولة لتعزيز الدعم بين المجتمعات المسلمة الأخرى.

في النهاية، على الرغم من ذلك، يقول رحيمي إنّ طالبان ما تزال مدفوعة إلى حد كبير برغبتها في أن يُنظر إليها على أنّها الحكومة الشرعية لأفغانستان، وهو الأمر الذي كان عاملاً مهماً في قرار مجاهد للقاء قادة حماس، والتباحث معهم. مضيفاً: "تريد طالبان القيام بأكبر قدر ممكن من الأنشطة الدبلوماسية، كما أنّ التفاعل مع فلسطين له معنى أيديولوجي مهم جداً".

حديث التطبيع

أعربت السلطات في أفغانستان مراراً وتكراراً عن دعمها للقضية الفلسطينية، على مدار العشرين عاماً الماضية، في ظل الحكومات الموالية للولايات المتحدة والغرب، بعد سقوط حكم طالبان، وفي العام 2019، تبرع سفير أفغانستان في تركيا، آنذاك، بمبلغ مليون دولار أمريكي، كمساعدة للاجئين الفلسطينيين، بعد أن تمّ منح 500 ألف دولار لشعب غزة قبل 5 أعوام.

كما شجب مجلس الشيوخ الأفغاني، حرب إسرائيل على غزة في العام 2014، كما انتقدت الحكومة المدعومة من الغرب الهجمات الإسرائيلية في العام 2021 على المصلين والمدنيين في المسجد الأقصى. وفي غضون ذلك، كان على حركة طالبان أن تنأى بنفسها عن إسرائيل.

في آب (أغسطس) الماضي، تعرّض المتحدث باسم طالبان، محمد نعيم، لانتقادات واسعة، عندما رفض استبعاد الدخول في علاقات مع إسرائيل، خلال ظهوره على قناة الجزيرة القطرية، فلدى سؤاله عمّا إذا كانت الإمارة الإسلامية مستعدة للتعامل مع إسرائيل، قال نعيم إنّ طالبان منفتحة على العلاقات مع أيّ شخص يتقبل الفكرة.

وقال خلال اللقاء: "ما هي مشكلتنا مع إسرائيل؟ الشيء التالي الذي سيسأله شخص ما إذا كنا على استعداد لإجراء حوار مع المريخ". ومع ذلك، سرعان ما تراجع نعيم عن أقواله، قائلاً إنّ كلماته أسيء تفسيرها.

في وقت سابق من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، انتقد مجاهد تقريراً إعلامياً أفغانياً، قال إنّ الإمارة الإسلامية تتطلع إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، ووصفها بأنها "أخبار كاذبة".

مواضيع ذات صلة:

محللون فلسطينيون يكشفون لـ"حفريات" خبايا عودة حماس إلى سوريا

تركيا وقطر وإيران... هل رهنت "حماس" قرارها بهذه الدول؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية