بعد أن ضعف سياسياً.. أردوغان يلجأ لصراع الحضارات لإنقاذه

بعد أن ضعف سياسياً.. أردوغان يلجأ لصراع الحضارات لإنقاذه


30/11/2020

بالتوازي مع الضغط السياسي الفرنسي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، واصلت الصحافة الفرنسية توجيه انتقادات حادة لحكومة حزب أردوغان "العدالة والتنمية" الحاكم، ولسياساته الداخلية والخارجية.
صحيفة "لو موند" تحدثت من جهتها عمّا أسمته "الحلة الجديدة" للرئيس التركي، وقالت إن "رجل أنقرة القوي قرّر أن يدير ظهره لأوروبا والغرب بشكل عام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عليه عام 2016" مُعتبرة أنّ أردوغان اعتمد منذ ذلك الحين "خطابا قوميا ذي طابع ديني يزداد هجومية يوما بعد يوم على الصعيدين الداخلي والخارجي".
ونقلت اليومية الفرنسية عن الكاتب "جنكيز كاندار"، الذي كان يعد من المقربين من أردوغان" قوله إن هذا الأخير "يرى نفسه مكلفا بإعادة تركيا الى أحضان الإسلام وأن يعيد لها مكانتها كوريثة الإمبراطورية العثمانية".
وأشارت "لو موند" إلى أن شعار تركيا كمال أتاتورك كان السلام سلام الداخل والسلام مع العالم، وبدوره رئيس الوزراء السابق أحمد دواد أوغلو كان يتجنب إثارة المشاكل مع أي من دول الجوار، إلى أن وجدت تركيا نفسها تحارب على الجبهة الداخلية، وتحارب أيضا على خمس جبهات خارجية وهو ما لا سابق له في تاريخ الجمهورية.
المؤرخ "اوليفييه بوكيه" لفت من جهته إلى أن "استحضار أردوغان للتاريخ يركز تحديدا على بدايات الإمبراطورية وفتوحاتها واحتلالها القسطنطينية عام 1453 كنقطة تحول حضاري وتعبير عن التفوق التركي الإسلامي".
في ذات الصدد، نقلت "لوموند" عن الباحث "ميشال دوكلو" قوله إنّ "إصرار أردوغان على لعب ورقة صراع الحضارات بهدف زيادة الاصطفاف لمصلحته داخل تركيا وفي كامل العالم العربي والإسلامي."

من جهتها تقول مجلة "لوبس" الفرنسية إن الاستفزاز التركي في شرق البحر المتوسط ورد الفعل الفرنسي اليوناني قد أثارا الوعي بالحاجة إلى منح الاتحاد الأوروبي أخيرًا دفاعًا مشتركًا.
ورأت المجلة أن "المستبد التركي" صعّد من الهجمات والاستفزازات مع الإفلات من العقاب حيث يبدو أن أردوغان، الذي أصبح ضعيفاً سياسيًا في الداخل، يريد تعويض ما خسره داخل بلاده بالعديد من الفتوحات الخارجية على غرار لبنان أو ليبيا أو مالي، وهو يواصل إقامة تحالفات مع الحكومات أو المجالس العسكرية كما لو كان يسعى إلى استبدال السلطات التي تُعتبر ضعيفة في تلك الدول.
واعتبرت "لوبس" أن الذي بادر لوقف الاستفزاز التركي، هو فرنسا التي أعادت رسم الخطوط الحمراء حتى لا يتم تجاوزها حول القارة الأوروبية، وليس الولايات المتحدة ولا روسيا.
وذكرت المجلة الفرنسية أنّ باريس أصبحت غاضبة من رؤية عضو في الناتو يقود أوروبا إلى عتبة الحرب، حيث فعّل الرئيس إيمانويل ماكرون التضامن الأوروبي بعد تكثيف الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة لإظهار دعمه لليونان، كما عمل على إقناع ألمانيا ومن ثم شركائه الأوروبيين الآخرين   بالوقوف معًا ضد تركيا.
وبشكل عام، فإنّ الصحافة الفرنسية لا تتوقف عن مُهاجمة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان واضطهاد الأكراد والتدخل في دول الجوار، وسعيه لتغلغل الإسلام السياسي في أوروبا.

عن "أحوال" تركية


آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية