بعد أن دعم وصول الجماعة إلى الحكم في مصر... اليمين الإسرائيلي يستشعر خطر الإخوان... ما التفاصيل؟

بعد أن دعم وصول الجماعة إلى الحكم في مصر... اليمين الإسرائيلي يستشعر خطر الإخوان... ما التفاصيل؟

بعد أن دعم وصول الجماعة إلى الحكم في مصر... اليمين الإسرائيلي يستشعر خطر الإخوان... ما التفاصيل؟


13/01/2025

انتهت دراسة جديدة حول تيارات الإسلام السياسي، بعد التطورات الأخيرة في سوريا، إلى توصية خاصّة للحكومة الإسرائيلية تؤكد على ضرورة دعم إسرائيل لموقف إقليمي ضدّ جماعة الإخوان المسلمين، التي تؤكد الدراسة أنّها باتت تشكل تهديداً للأمن القومي للدولة.

وصدر التقرير عن معهد القدس للاستراتيجية والأمن، وهو مؤسسة بحثية تابعة لليمين الإسرائيلي، وتُعتبر مصدراً أساسياً للأفكار والمقترحات لحكومة نتنياهو الحالية.

جدير بالذكر أنّ اليمين الإسرائيلي، ولعقود طويلة، كان يدعم صعود الإخوان، وذلك منذ مرحلة الصراع بين مصر وإسرائيل في عهد جمال عبد الناصر، حيث نظر اليمين ببراغماتية شديدة إلى الإخوان، وأكد قدرتهم على كسر موجة الصعود القومي العروبي.

كيف ساعد اليمين الإسرائيلي على صعود الإخوان؟

في أعقاب الربيع العربي لم يُبدِ اليمين الصهيوني انزعاجاً من صعود جماعة الإخوان المسلمين، وظهرت عدة آراء ترى أنّ الجماعة قادرة على احتواء الفوضى، وفق نهج يميني لا يعادي القيم الرأسمالية، وفي الوقت نفسه فإنّ الجماعة بأفكارها تستطيع تفتيت المحيط الجغرافي العربي، ومنع اليسار القومي من مواصلة تهديداته لإسرائيل، وكذا التخلص من تيار الممانعة القومي، عن طريق تنظيم رجعي يمكنه، وفق تعهدات للولايات المتحدة، بحماية أمن إسرائيل.

من هذا المنطلق لوحظت الحميمية الشديدة في الرسائل والعلاقات بين نظام الإخوان البائد في مصر، والحكومة الإسرائيلية، كما لوحظ صمت حركة النهضة في تونس  طيلة عقد كامل فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتوّج كل هذا بتوقيع حزب العدالة والتنمية (المصباح) الإخواني المغربي الاتفاق الثلاثي الخاص بالتطبيع مع إسرائيل.

بتوقيع حزب العدالة والتنمية (المصباح) الإخواني المغربي، تمَ الاتفاق الثلاثي الخاص بالتطبيع مع إسرائيل

مخاوف جديدة

تناولت الدراسة المشار إليها شعار "وأعدّوا لهم"، الذي ترفعه جماعة الإخوان المسلمين، وصوّر التقرير الجماعة بأنّها ذات إيديولوجية شمولية تضاهي "الفاشية" و"النازية"، وتؤكد أنّها ليست ليبرالية ولا تدعم القيم الديمقراطية، ممّا يعكس تغيراً في الرؤية بعد نحو أكثر من عقد من دعم اليمين الإسرائيلي لصعود الإخوان.

وترى الدراسة أنّ جماعة الإخوان المسلمين تستخدم الانتخابات وسيلة للوصول إلى السلطة، وليس كالتزام بالمبادئ الديمقراطية أو الانتقال السلمي للسلطة. وتشير إلى أنّ الجماعة استخدمت نوعاً من الخداع الاستراتيجي من أجل الوصول إلى السلطة، حتى أنّها نجحت في خداع الإدارة الديمقراطية في واشنطن، التي اعتبرتها في يوم من الأيام جماعة متسامحة.

وتتناول الورقة أيضاً ما تصفه بتورط تركيا وقطر في دعم الجماعة، فتقول: "إنّ دعم تركيا وقطر لجماعة الإخوان المسلمين يعزز نفوذهما الإقليمي". وترى أنّ سياسات تركيا وقطر تشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي، بما في ذلك في سوريا والأردن

وتُتهم تركيا بدعم الجماعات المسلحة في سوريا، في حين يُقال قدّمت قطر الدعم الإعلامي والسياسي لجماعة الإخوان المسلمين من خلال منافذ إعلامية مهمة مثل قناة (الجزيرة). وتشير الدراسة إلى أنّ جماعة الإخوان المسلمين توسع نفوذها بين المجتمعات المسلمة في أوروبا والولايات المتحدة، وتحتفظ بمعاقل في ليبيا (طرابلس).

عوامل التغير في الأفكار

توصي الدراسة بفرض قيود قانونية على أنشطة الإخوان المسلمين في الدول الغربية، وتشجيع البدائل الليبرالية داخل الإسلام التي تدعو إلى التعايش والتسامح، وتدعو إلى تحذير تركيا وقطر من استمرار دعمهما للإخوان، والضغط على تركيا لتغيير سياساتها العسكرية والإقليمية.

توصي الدراسة بفرض قيود قانونية على أنشطة الإخوان المسلمين في الدول الغربية

ويبدو أنّ التغير في مواقف اليمين، الذي رأى من قبل أنّ المشاركة السياسية قد تقود جماعة الإخوان إلى الاعتدال، يرجع إلى الأحداث الأخيرة في غزة، وفق الارتباط الإيديولوجي بين حماس والإخوان، وكذلك التحركات التي قامت بها الجماعة الإسلامية في لبنان، الذراع السياسية للإخوان، وكلها دفعت أبواق اليمين الصهيوني إلى إدراك حجم الخطر الناتج عن السياسات والتوصيات القديمة التي أرادت من خلالها تمرير حكم الإخوان في المنطقة.

وتدعو الدراسة إلى سنّ تشريعات في مختلف بلدان الشرق الأوسط تحظر الاعتراف بجماعة الإخوان المسلمين كممثلين شرعيين للمجتمعات الإسلامية. وهو ما يخالف دراسات سابقة أوصت بالعمل على دمج الإخوان في المجال السياسي العربي، ودفع الأنظمة إلى السماح لهم بالعمل السياسي بلا قيود، والوصول إلى الحكم.

كان قيام الجيش المصري بتأييد ثورة الشعب على الإخوان في 30 حزيران (يونيو) 2013 أمراً مزعجاً لزعماء اليمين الصهيوني آنذاك، ذلك أنّ وجود الإخوان كان كفيلاً بالتخلص من آخر جيش عربي نظامي قوي، هو الجيش المصري، بعد انهيار الجيشين العراقي والسوري، كما أنّ وجود الإخوان في الحكم كان كفيلاً بتحقيق آمال هذا اليمين في كشف الغطاء العسكري عن سيناء، وتحقيق الأطماع الصهيونية القديمة، والآن يغيّر اليمين مواقفه، بعدما استفاق على الخطر الاستراتيجي الذي تمثله الجماعة  على أيّ قوة تؤيد وجودها أو صعودها السياسي، في ظل جموحها الإيديولوجي، ونهجها الإرهابي العريق.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية