بدأوا احتفالاتهم بعيد الخليقة.. ماذا تعرف عن الصابئة المندائيين في العراق؟

بدأوا احتفالاتهم بعيد الخليقة.. ماذا تعرف عن الصابئة المندائيين في العراق؟

بدأوا احتفالاتهم بعيد الخليقة.. ماذا تعرف عن الصابئة المندائيين في العراق؟


17/03/2025

بدأ الصابئة المندائيون في العراق، نهاية الأسبوع الماضي، احتفالاتهم بعيد الخليقة أو "البرونايا"، فيه انبثقت الحياة وتجلت صفات الخالق، هكذا يعبر أبناء الطائفة عن عيدهم.

ويشهد هذا العيد طقوسا دينية عدة لطلب الغفران وبداية عهد جديد مع الخالق وتعزيز الوحدة والتآخي بين أبناء الطائفة، إذ تستمر الطقوس لخمسة أيام عبر الصلوات والتعمد بمياه الأنهار، وتعتبر الصلاة، وَالصوم، وَالصدَقة، والتعميد من أهم أركان هذه الديانة، وفقا لما نقلته شبكة "الحرة".

والصابئة المندائية هي ديانة غير تبشيرية ولا تؤمن بدخول أحد إليها، كما تحرم الزواج من خارج الديانة.

في السياق، يقول رجل الدين سلام غياث للحرة إن الطقوس التي تؤدى هي "عبادات خاصة روحية ما بيننا وبين الخالق عز وجل من خلال إقامة الصلوات".

أما طقس الصباغة، بحسب غياث، فهو "إعادة العهد للخالق من أننا نسير على شريعته نسير على فكرة وعلى مبادءه التي انزلها في الكتب المندائية وكذلك نقيم الطقوس الدينية للمتوفين الذين رحلوا من هذا العالم".

الكتاب المقدس الأهم عند المندائيين هو "كنزا ربّا" أي "الكتاب العظيم". ويحتوي على صحف الأنبياء الذين يؤمنون بهم كآدم وشيت وإدريس ويحيى. هناك أيضا كتب أخرى أقل أهمية.

استوطن الصابئة المندائيون تاريخيا في جنوب العراق بمحاذاة الأنهار نظرا لأهمية الماء في عقيدتهم

وتنحدر اللغة المندائية، من الآرامية، لكن قليلين فقط يتحدثونها، حيث صار تداولها مقتصرا على رجال الدين خلال الطقوس التعبدية.

ويقدم الصابئة أنفسهم على أنهم أقدم الديانات التوحيدية، معتبرين أن جذورها تعود إلى آدم. ويؤمنون بأنبياء آخرين مثل شيت ونوح وإدريس وزكريا ويحيى. ويمثل يحيى آخر أنبيائهم.

استوطن الصابئة المندائيون تاريخيا في جنوب العراق، بمحاذاة الأنهار نظرا لأهمية الماء في عقيدتهم، ويتكلمون اللغة المندائية إضافة إلى اللغة العربية، ويعمل أغلبهم في صياغة الذهب والفضة.

وبسبب أعمال العنف واستهداف الأقليات التي شهدها العراق في السنوات الماضية، اضطر الكثير من الصابئة المندائيين إلى الهجرة إلى الخارج أو النزوح إلى مناطق أكثر أمنا مثل العاصمة بغداد، فيما لا توجد إحصائيات دقيقة بأعدادهم لكن وبحسب باحثين شهدت تراجعا خلال السنوات الماضية.

ويشتق اسم الصابئة من كلمة "صبا" التي تعني التعميد أو الغطس في الماء، والذي يقام في عيد البرونايا، وأيضا في جميع الطقوس الدينية والمناسبات لدى أبناء الطائفة، كالأعياد وحفلات الزواج ومراسم دفن الموتى.

خلال الفترات القريبة، انتقل عدد كبير منهم إلى العاصمة العراقية بغداد التي أصبحت أكبر نقطة تركز لهم، ومنذ عام 2003، نزح بعضهم أيضا إلى مدن إقليم كردستان، سيما السليمانية وأربيل، فضلا عن وصول بعضهم إلى مركز الاغتراب الصابئي الممثل بدولة السويد.

يعاني المندائيون من الكثير من الشبهات العقائدية حول ديانتهم وطقوسهم، من قبيل أنهم يعبدون الكواكب، أو يبادرون إلى إزهاق أرواح الأشخاص المحتضرين.

ومن وجهة النظر الإسلامية، اعتبر الكثير من الفقهاء المسلمين والباحثين أن الصابئين المذكورين في القرآن هم الصابئة المندائيون، وعدّوهم من بقايا الديانة الإبراهيمية.




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية