بدء التصويت في الانتخابات اللبنانية في الداخل... ما مصيرها في غياب السنّة؟

بدء التصويت في الانتخابات اللبنانية في الداخل... ما مصيرها في غياب السنّة؟


15/05/2022

بعيون تتطلع نحو مستقبل أفضل للبنان بعيداً عن تاريخ طويل من العنف والتطييف والفساد، توجه آلاف اللبنانيين صباح اليوم الأحد إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات التي تشهد لأول مرة مشاركة قوى جديدة للمجتمع المدني اللبناني، لاختيار (128) نائباً بالبرلمان، وسط مقاطعة للكتلة السنّية، ومخاوف مسيحية من ضعف المشاركة، الذي قد يستغله حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران.

 ووسط انهيار اقتصادي، هو الأسوأ منذ (150) عاماً، فتحت مراكز الاقتراع في نحو (15)  دائرة انتخابية، وسط حضور لافت للمواطنين فوق عمر الـ 21، وسط "مخالفات كثيرة" لقانون الانتخابات، ووسط عدم إلمام رؤساء هيئات القلم لدورهم المنوط بهم، وفقاً لصحيفة "المدن" اللبنانية.

ويمرّ لبنان، منذ أعوام بأزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990: قبل أن يقع حادث انفجار مرفأ بيروت في آب (أغسطس) 2020 ليفاقم الأزمة، ويضع الاقتصاد اللبناني على شفا الانهيار.

توجه آلاف اللبنانيين صباح اليوم إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات لاختيار (128) نائباً بالبرلمان، وسط مقاطعة للكتلة السنّية

وتجري الانتخابات بإقبال كثيف في مختلف المناطق، وقد وصلت النسبة العامة للاقتراع 1,67 بالمئة حتّى السّاعة الـ9 صباحاً، وفق ما أعلنت غرفة عمليات قوى الأمن الداخلي، التّابعة لوزارة الداخلية والبلديات.

ومنذ الساعة الـ7 صباحاً بدأت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات برصد المخالفات، وتعرّض عدد من مراقبي ومراقبات الجمعية اللبنانية من أجل ديقراطية الانتخابات "لادي" للضغط والمضايقة، ومطالبتهم بالخروج من عدد من المناطق في صور والسكسكية. واضطرت لادي إلى سحب مراقبتها في الرمادية في صور بسبب تعرّضها للتهديد، على حدّ قول "المدن".

واعتبرت الصحيفة اللبنانية أنّ عدم إلمام رؤساء الأقلام بمهامهم من المخالفات الجسيمة التي قد تؤدي إلى إلغاء الأصوات، فقد ناشدت "لادي" وزارة الداخلية والبلديات إصدار تعميم فوري لهيئات القلم، يقضي بتوقيع رئيس القلم والكاتب على الجانب الخلفي لورقة الاقتراع الرسمية، وبتوقيع رئيس القلم على الظرف الرسمي الممهور.

 طرد وخطف مندوبين

شهدت مناطق عدة منع مندوبي اللوائح من الدخول إلى أقلام الاقتراع، ففي بعلبك وجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع نداءً إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام المولوي، قائلاً إنّه تمّ طرد مندوبي لائحة "بناء الوطن" من قريتي نيحا والكنيسة في منطقة بعلبك-الهرمل، والمطلوب إعادة المندوبين إلى أقلام هاتين البلدتين فوراً، وتوقيف المسؤولين عن الاعتداء عليهم.

فتحت مراكز الاقتراع في نحو (15) دائرة انتخابية، وسط حضور لافت للمواطنين فوق عمر الـ21، وسط "مخالفات كثيرة"

ومن ضمن المخالفات الجسيمة، تعرّض مندوب لائحة "نحنا التغيير" في حارة حريك شربل تحومي، والتي يرأسها المرشح عن المقعد الماروني في بعبدا ميشال شمعون، للضرب، كما شهدت حارة حريك حادثة إلقاء القوى الأمنية القبض على مواطن شتم الرئيس ميشال عون وهو يدلي بصوته هناك، وتم سحله في الشارع (الفيديو المرفق). وتمّ الاعتداء كذلك على مندوبي القوات اللبنانية في كفرحونة في جزين من قبل عناصر الثنائي الشيعي، وتمّ تكسير الكراسي في قلم الاقتراع.

مخالفات متفرقة

من بين المخالفات التي رصدتها الجمعية صباحاً فوضى في الكثير من مراكز الاقتراع، ونقص في مستلزمات القلم داخل الكثير من مراكز الاقتراع، وعدم تمكن وسائل الإعلام من التغطية في عدد من المراكز، رغم حصولها على تصاريح بالدخول، وتأخر في فتح بعض المراكز (تأخر في افتتاح قلم الاقتراع الوحيد في منطقة الغابات- جبيل لأكثر من (45) دقيقة بسبب عدم وصول رئيس القلم، واقتراع ناخب بعد تصويره قسيمة الاقتراع في القلم (117) في ثانوية عمر فروخ، ووصول عدد من قسائم الاقتراع الخاصة بدائرة بنت جبيل إلى قلم في دائرة جبيل، ومرافقة مندوبين لناخبين إلى خلف العازل، وتعرّض مراقبة "لادي" للتهديد من قبل مندوبي حركة أمل في منطقة الرمادية- صور.

وفي مركز اقتراع المدور بمبنى مرآب البلدية، تكررت حالة عدم تطابق العديد من الأسماء الواردة على لوائح الشطب الصادرة عن وزارة الداخلية والأسماء الموجودة على القوائم مع هيئات القلم، وفوضى كبيرة في بعض أقلام الاقتراع في المتن، وتسليم لأوراق اقتراع من دون إزالة الرقم التسلسلي.

من جانبه، أكد مدير عام الأحوال الشخصية العميد إلياس الخوري أنّه "لا مشاكل في عملية الاقتراع حتى الساعة، والإشكالات الحاصلة هي إشكالات لوجستية، وهذه القضايا تطرأ في كل انتخابات"، لافتاً إلى أنّه "من الساعة الـ7 فتحت جميع الأقلام، والأقلام التي لم تفتح في هذا الوقت واجهت مشاكل مثل انقطاع سيارة رئيس القلم أو طيران الخيم بسبب الهواء، لكن كله عولج".

وبما خصّ القضايا الأمنية، شدد الخوري على أنّ "الخطة الأمنية موضوعة، ووزير الداخلية بسام المولوي أكد أنّ (80) ألف عنصر أمني موجودون على الأرض"، مردفاً أنّ "الحماية من قوى الأمن مؤمنة، والأمن العام يقوم بالمهام المسندة إليه"، مشدداً على أنّه "ليس لدينا مخاوف، والأمور مطمئنة حتى الآن".

 

 

الصفحة الرئيسية