استقبل أقباط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أول من أمس، في مطار القاهرة، رفات المسيحيين المصريين الذي قتلوا فيما عرف بـ "مذبحة سرت"، على يد عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، بـزفة تخللتها الأناشيد القبطية المصرية.
الاستقبال الاحتفالي لرفات الـ 20 مصرياً، مزج بشكل غير مسبوق حزن الأهالي على فراق أبنائهم بفرحتهم؛ لأنهم استطاعوا دفنهم في كنيسة شيدت لتخليد ذكراهم، في إحدى قرى محافظة المنيا جنوبي القاهرة.
وعبّر الأهالي عن ارتياح لعودة رفات أبنائهم، بعد أعوام من الحداد والحزن، والأمل الضعيف في استعادة الجثث ودفنها في مصر.
وينتمي 13 من الضحايا الـ 20 إلى "العور"؛ وهي قرية صغيرة يعيش فيها نحو 10 آلاف شخص، وتتبع مركز سمالوط بمحافظة المنيا بجنوب مصر.
الاستقبال لرفات الأقباط مزج بشكل غير مسبوق حزن الأهالي على فراق أبنائهم بفرحتهم لأنهم استطاعوا دفنهم في كنيسة شيدت لتخليد ذكراهم
ووضع رفات الضحايا، التي نقلت على طائرة خاصة، من ليبيا إلى مطار القاهرة، أول من أمس، من مطار مصراته الليبية، داخل أنابيب أسطوانية الشكل، وغُطيت كل أسطوانة بقطعة قماش من القطيفة الحمراء، منقوش عليها صليب، واسم كلّ ضحية.
وثبِّتت هذه الأسطوانات متجاورة داخل مقصورة زجاجية، في غرفة تقع أسفل مذبح الكنيسة، وأصبحت هذه الغرفة مزاراً.
وقد قتل تنظيم داعش في ليبيا الأقباط ذبحاً منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ما دفع مصر حينها لشنّ ضربات جوية داخل الأراضي الليبية.
وبثّ التنظيم، آنذاك، تسجيلاً مصوراً للواقعة على الإنترنت، أظهر قطع رؤوس المصريين العشرين، ومواطن غاني آخر، في شباط (فبراير) 2015، على شاطئ مدينة سرت، معقل التنظيم المتشدد في ذلك الحين؛ حيث كانوا يرتدون ملابس برتقالية أشبه بملابس السجن.
وعثرت السلطات الليبية على رفات الضحايا، في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعد استعادة المنطقة التي كانوا مدفونين فيها، من قبضة التنظيم المتشدد.