بالأرقام... أوروبا موّلت التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بمبالغ صادمة

بالأرقام... أوروبا مولت التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بمبالغ صادمة

بالأرقام... أوروبا موّلت التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بمبالغ صادمة


18/01/2024

يمثل الإخوان المسلمون في العالم شبكة عابرة للحدود الوطنية من الإسلاميين السياسيين، ويشكلون تهديدات للمجتمع المدني الأوروبي، ويُعدّ تتبعهم وتحديد مصادر تمويل التنظيم أحد أكثر المهام تحدّياً لمحللي استخبارات المعلومات العامة.

وقد توصلت معطيات استخباراتية حول الإخوان المسلمين في العالم لتحديد مجموعة متنوعة من مصادر التمويل؛ إحداها الحكومات الأوروبية، ووثق تقرير صادر عن (المركز العربي لدراسات التطرف) بعنوان "أوروبا والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين: التمويل الحكومي الأوروبي" مبلغاً إجمالياً قدره (79,551,732.50) يورو، كتمويل مقدم للإخوان المسلمين في أوروبا من طرف الاتحاد الأوروبي، ومجلس أوروبا، ومختلف الحكومات الوطنية منذ عام 2004.

وكانت مؤسسة (راند) قد أجرت في عام 2015 دراسة موسعة للتمويل الأجنبي للمؤسسات الإسلامية في هولندا، إلا أنّها لم تتمكن من تحديد أيّ أمثلة مهمة لهذا التمويل بدقة. وعلى الرغم من هذه الصعوبات، فإنّ البحث المكثف الذي أجرته منصة (تقرير عمليات التأثير العالمي) على مر الأعوام حول شبكة الإخوان المسلمين في العالم، استطاع أن يميط اللثام عن مصادر التمويل التي تقع بشكل عام ضمن مجرة الإخوان المسلمين، والتي يمكن تقسيمها إلى (7) فئات.

وتتمثل في تمويل الدولة، والجمعيات الخيرية الإسلامية، والشبكات التابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والهيئات الحكومية الدولية الأوروبية، والحكومات الوطنية الأوروبية، ومنظمات المجتمع المدني، والتمويل الذاتي.

الاتحاد الأوروبي

وقد توصل تقرير المرصد إلى أنّ العديد من إدارات المفوضية الأوروبية منح المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب أكثر من (288,856.27) يورو على مدى (10) أعوام لمشاريع اجتماعية مختلفة، كما تلقى المنتدى أيضاً منحاً تشغيلية في إطار برامج الشباب في الاتحاد الأوروبي. 

والمنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب هو الذراع الشبابي/ الطلابي لمجلس مسلمي أوروبا (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا سابقاً)، وهو من يمثل شبكة الإخوان المسلمين في أوروبا، ومقره في بروكسل.

تضم الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية أكثر من (150) منظمة غير حكومية

وفي عام 2020، تلقت المنظمة البلجيكية الشريكة للتجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا، والتي تحمل الاسم نفسه (التجمع ضد الإسلاموفوبيا في بلجيكا)، مبلغاً قدره (53,119.00) يورو من المديرية العامة للعدالة والمستهلكين التابعة للمفوضية الأوروبية في إطار برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة.

والتجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا هو منظمة فرنسية غير حكومية وهيئة مراقبة للإسلاموفوبيا. وقامت الحكومة الفرنسية بحلّ التجمع في عام 2020، بعد أن اتهمه أحد المشرعين الفرنسيين بالمشاركة في حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد مدرس تاريخ فرنسي تم قطع رأسه لعرضه رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد، عليه السلام، في فصله، كما كان لدى التجمع تقارب إيديولوجي مع جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى علاقات متعددة مع منظمات شبكة الإخوان المسلمين الأوروبية، بما في ذلك اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا (مسلمو فرنسا حالياً): الفرع الفرنسي للإخوان المسلمين.

 

توصلت معطيات استخباراتية حول الإخوان المسلمين في العالم لتحديد مجموعة متنوعة من مصادر التمويل إحداها الحكومات الأوروبية.

 

ومنذ عام 2007 تلقت الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية أكثر من (15,008,261.00) يورو على شكل منح تشغيلية لمشاريعها من العديد من لجان المفوضية الأوروبية.

وتضم الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية أكثر من (150) منظمة غير حكومية، وتصف نفسها بأنّها "صوت الحركة المناهضة للعنصرية في أوروبا"، يقع مقرها الرئيس في بروكسل، بلجيكا، ومديرها السابق هو مايكل بريفو، الذي اعترف علناً في عام 2008 بأنّه كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين، وقد شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات المرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بما في ذلك عضو في مجلس إدارة المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب. 

المنظمتان الإسلاميتان: الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، والمنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب، كلتاهما جزء من جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا. هذا بالإضافة إلى الشبكة الأوروبية للدين والمعتقد، التي تُعدّ عضواً آخر في الشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية، ولديها علاقات إضافية مع جماعة الإخوان المسلمين الأوروبية.

ووفقاً لقاعدة بيانات الشفافية المالية للاتحاد الأوروبي، في الفترة من 2007 إلى 2020، تلقت هيئة الإغاثة الإسلامية مبلغاً قدره (33.770.597.00) يورو، لتمويل مجموعة واسعة من الأنشطة الإنسانية، لكنّها قامت بدعم مشاريع متعددة مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، ولا يُعرف ما إذا كان الاتحاد الأوروبي على علم أنّ المشاريع التي يمولها لها ارتباط بالإخوان المسلمين.

وتُعدّ هيئة الإغاثة الإسلامية عبر العالم مؤسسة خيرية دولية مقرها المملكة المتحدة، وتضم إدارتها العليا العديد من قادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؛ لمياء العامري، رئيسة أمناء منظمة الإغاثة الإسلامية السابقة، والرئيسة السابقة للمنتدى الأوروبي للنساء المسلمات، وهو جزء من مجلس مسلمي أوروبا (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا سابقاً). 

إلى ذلك، تلقى منتدى الشباب المسلم في عام 2019 مبلغاً قدره (15.022.59) يورو من أجل "منع ومكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود وإدارة أفضل للمخاطر والأزمات المتعلقة بالأمن".

كما تعاقدت وزارة الداخلية اعتباراً من عام 2012 مع الرابطة الإسلامية في إيرلندا بمبلغ قدره (447.564.00) يورو، لتمويل مشروع تعليمي حول "النهج التواصلي القائم على الشريعة لمنع ومكافحة مختلف أشكال التطرف".

تضم المنظمة (46) مجتمعاً مسجدياً في منطقة الراين- ماين بألمانيا

والرابطة الإسلامية في إيرلندا لها علاقات عديدة مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بما في ذلك العمل كعضو إيرلندي في المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب. 

وتلقى اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا، وهو منظمة مظلية إيطالية كبيرة مرتبطة بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين في عام 2016 مبلغاً قدره (10.962.10) يورو، مقابل العمل على مشروع حول "تسهيل ودعم التعاون القضائي في المسائل المدنية والجنائية".

 

العديد من إدارات المفوضية الأوروبية منحت المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب أكثر من (288,856.27) يورو على مدى (10) أعوام

 

وقد أفاد نظام الشفافية المالية التابع للمفوضية الأوروبية أنّه في عام 2019 تلقى التحالف ضد الإسلاموفوبيا وكراهية المسلمين في ألمانيا مبلغاً قدره (412,694.61) يورو من المديرية العامة للعدالة والمستهلكين والمساواة بين الجنسين في إطار برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة.

ولفت التقرير إلى أنّ مؤسسة الشباب الأوروبية تقول إنّها تقدم منحاً هيكلية لتغطية التكاليف الإدارية العامة التي تتكبدها المنظمات غير الحكومية الشبابية في حد أقصى قدره (25,000.00) يورو، والمنح الهيكلية هي لمدة عامين متتاليين، وهي متاحة كل عامين. 

ويذكر الموقع الإلكتروني لمجلس مسلمي أوروبا (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا سابقاً) أنّه ما بين 2014 و2017 تلقى المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب التابع له تمويلاً بما لا يقلّ عن (98,908.00) يورو من مؤسسة الشباب الأوروبية كجزء من المنح الهيكلية والقائمة على المشاريع، ووفقاً لقاعدة بيانات تمويل الاتحاد الأوروبي، خلال عام 2018 تلقى المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب تمويلاً إضافياً من مؤسسة الشباب الأوروبية بقيمة (12,500.00) يورو.

في حزيران (يونيو) 2020 مُنح المنتدى نفسه مبلغاً آخر قدره (25,400.00) يورو، لتمويل مشروع في عام 2021 بعنوان: "حاضنة لمناصرة الشباب: تطوير وتمكين الشباب المسلمين الأوروبيين لإحداث تغيير فعال في السياسات". 

وفي حزيران (يونيو) 2020 أيضاً تلقى المنتدى مبلغاً إضافياً قدره (15,000.00) يورو لتمويل حدث بعنوان "تكثيف وتطوير الإجراءات: شباب من أجل الاستدامة البيئية والعمل المناخي" في لو كروسيه، فرنسا.

وفي حزيران (يونيو) 2021 منحت مؤسسة الشباب الأوروبية المنتدى الإسلامي الأوروبي للشباب والطلاب مبلغاً آخر قدره (16500.00) يورو لتمويل نسخة ذلك العام من الحدث نفسه.

الحكومات الوطنية/ المحلية

وبحسب تقرير (المركز العربي لدراسات التطرّف)، أبلغت مؤسسة مؤتة الخيرية عن إجمالي إيرادات المنح العامة بقيمة (9,412,616.00) جنيه إسترليني في الفترة من 2004 إلى 2017، وقد جاء معظم هذه الأموال من اتفاقيات شراكة مع السلطات المحلية ومن دفعات طويلة الأجل من قبل هيئة تنمية إقليمية لتجديد وإعادة تطوير منشآت المؤسسة.

ومؤسسة مؤتة الخيرية (مؤتة ترست) تأسست عام 1990، ومقرها المملكة المتحدة، وهي مؤسسة تخدم "المجتمعات التي تم تجاهلها لفترة طويلة، والتي تعيش على هامش المجتمع البريطاني". وتشير الأبحاث التحقيقية إلى أنّ (مؤتة تراست) تأسست كمقر لحزب الإصلاح اليمني في المملكة المتحدة وفي الخارج، وهو كيان يمثل الإخوان المسلمين، والشيوخ السلفيين، والقوى القبلية الريفية في اليمن.

وفقاً للحكومة الألمانية، تلقت منظمة الإغاثة الإسلامية الألمانية "فرع الإغاثة الإسلامية عبر العالم" مبلغاً قدره (16.165.040.00) يورو على شكل منح حكومية ما بين 2013 و2020، على الرغم من أنّ السلطات الألمانية قد اعترفت علناً بعلاقة المؤسسة الخيرية مع جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات ذات الصلة.

وفي عام 2015، تلقت الجمعية الألمانية الإسلامية (راين ماين) مبلغاً قدره (86.000.00) يورو على شكل إعانات من الوزارة الفيدرالية لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب في ألمانيا.

وتضم المنظمة (46) مجتمعاً مسجدياً في منطقة الراين- ماين بألمانيا. ووفقاً لوكالة الاستخبارات الداخلية لولاية هيسا، كان لثلثهم صلات بجماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات المتطرفة.

وتلقت جمعية (إنسان) ما بين 2010 و2019 مبلغاً قدره (543.230.80) يورو على شكل إعانات من ولاية برلين.

 

تلقت جمعية (إنسان) ما بين 2010 و2019 مبلغاً قدره (543.230.80) يورو على شكل إعانات من ولاية برلين.

 

و(إنسان) هي جمعية ألمانية تصف نفسها بأنّها "مجموعة من المسلمين نظموا أنفسهم ذاتياً ضد العنصرية"، وقد ارتبطت تاريخياً بجماعة الإخوان المسلمين في ألمانيا، وكانت رئيسة مجلس إدارتها ليديا نوفال، مسؤولة في الجماعة منذ تأسيسها.

أمّا في عام 2020، ووفقاً لموقع وزارة شؤون الأسرة وكبار السن والمرأة والشباب، فقد قامت الوزارة بتمويل أكثر من (5) آلاف مشروع وحملة على مستوى البلاد، بمبلغ مالي قدره (115.500.000.00) يورو، وأفاد المصدر نفسه أنّه في عامي 2020 و2021، مُنح تحالف (كليم) ما مجموعه (1,015,499.35) يورو، ضمن قسم "مراكز الكفاءة وشبكات الكفاءة"، إلا أنّه لم يتم العثور على سجلات عامة تحدد الدفعات الدقيقة للمبلغ الذي حصل عليه (كليم) من قبل الوزارة.

مواضيع ذات صلة:

هكذا يسهم الإقصاء المتبادل بتعزيز الإرهاب في أوروبا

ما خطط أوروبا لمكافحة الإرهاب والتطرف؟




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية