انقسامات عميقة تعصف بتنظيم الإخوان عكستها مبادرة الصلح.. ما التفاصيل؟

انقسامات عميقة تعصف بتنظيم الإخوان عكستها مبادرة الصلح.. ما التفاصيل؟

انقسامات عميقة تعصف بتنظيم الإخوان عكستها مبادرة الصلح.. ما التفاصيل؟


17/09/2024

أثار طرح تنظيم الإخوان الدولي مبادرة الصلح مقابل التخلي عن العمل السياسي ثم التراجع عنها، تفاعلا واسعا داخل الأوساط السياسية، خصوصا أنها أكدت حالة الانقسام والتشظي التي يعيشها التنظيم بين قياداته وجبهاته.

فقبل أيام، طرح القيادي الإخواني في جبهة لندن مراد علي، مبادرة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أكد فيها جاهزية التنظيم لترك العمل السياسي، والتركيز على العمل الدعوي، وإصلاح المجتمع من خلال الأنشطة الاجتماعية والدعوية.

وشملت المبادرة التي أعلن عنها المستشار الإعلامي السابق لحزب الحرية والعدالة المنحل (الذراع السياسية للإخوان)، إجراء مراجعة شاملة وتقييم ذاتي لأهداف جماعة الإخوان وممارساتها على مدى الأعوام الماضية، مع تبنّي رؤية جديدة تتوافق مع العصر الحديث، تكون مرنة وقابلة للتكيف مع المستجدات.

إعلان المبادرة ونفيها يكشفان وجود انقسامات شديدة وارتباك داخل جبهة لندن ما يعكس عدم وجود رؤية واضحة ومحددة للتعامل مع الواقع

لكن رئيس القسم السياسي لتنظيم الإخوان المسلمين حلمي الجزار خرج في تصريحات تلفزيونية، نافيًا الطرح الذي تحدث عنه علي، ما يشير إلى تفشي الانقسام داخل جبهة لندن نفسها.

في السياق، يقول الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار، في تصريح لموقع "العين الإخبارية"، إن إعلان المبادرة ونفيها، يكشفان "وجود انقسامات شديدة وارتباك داخل جبهة لندن، ما يعكس عدم وجود رؤية واضحة ومحددة للتعامل مع الواقع والمتغيرات داخل الإخوان".

وأكد أن ذلك المشهد المتناقض موجه إلى الداخل الإخواني بهدف احتواء أجنحته في ضوء الصراعات الداخلية، خاصة وأن هناك من يرى ضرورة اعتزال التنظيم السياسة، والعودة للعمل الدعوي، فيما يرى آخرون ضرورة الاستمرار في العمل السياسي.

أشار عبد المنعم إلى أن هناك اختلافات داخل تيارات الإخوان بين من يتمسك بالنهج القديم وأولئك الذين يسعون إلى تبني استراتيجيات أكثر انفتاحاً

من جانبه، يقول عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون حركات الإسلام السياسي، إن نفي الجزار، محاولة لتهدئة الأوضاع وإعادة ترتيب الأوراق داخل تنظيم الإخوان، خاصة وأن مبادرة مراد علي، عكست الانقسامات العميقة التي تعصف بالتنظيم الإرهابي.

ورغم تأكيده على أن الانقسام موجود داخل التنظيم الأم وجبهاته، إلا أنه أشار إلى أن محاولات الجزار تهدف إلى رأب الصدع داخل التنظيم بجبهاته الثلاث.

وانقسم تنظيم الإخوان إلى ثلاث جبهات تتصارع على المال والسلطة ومقاليد السيطرة على الجماعة؛ الأولى هي: جبهة إسطنبول التي يقودها محمود حسين الأمين العام السابق، والثانية: جبهة لندن؛ أما الثالثة فهي جبهة المكتب العام أو ما يعرف بـ"تيار التغيير".

وأشار عبد المنعم إلى أن هناك اختلافات داخل تيارات الإخوان، بين من يتمسك بالنهج القديم، وأولئك الذين يسعون إلى تبني استراتيجيات أكثر انفتاحاً، معتبرا أن تصريحات الجزار،هي  محاولة للابتعاد عن الصورة النمطية القديمة التي ارتبطت بالتنظيم، والتي كانت تُظهره كتنظيم يسعى للسيطرة على الحكم بأي ثمن.

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية