انسحاب وحدات روسية من باخموت... هل بدأ الهجوم الأوكراني المضاد؟

في تقرير ميداني عاجل لها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية: إنّ القوات الروسية تراجعت إلى مواقع دفاعية قرب باخموت، في مؤشر على نجاح الجيش الأوكراني في مهمة دفع الروس إلى خارج المدينة.

وكانت وحدة من الجيش الأوكراني، بحسب "دويتشه فيله"، قد أكدت تقارير تفيد بأنّ وحدة عسكرية روسية فرت من مدينة باخموت على خط المواجهة. وقال اللواء الأوكراني الثالث: إنّ الروس خلفوا وراءهم (500) قتيل.

وادّعى أندريه بيلتسكي، أحد مؤسسي كتيبة آزوف اليمينية المتطرفة، في وقت لاحق يوم الأربعاء الماضي، أنّ القوات الأوكرانية هزمت وحدة عسكرية روسية بالقرب من باخموت، وأنّ "هذه المنطقة بأكملها قد تم تحريرها بالكامل من قوات الاحتلال الروسية".

بدورها، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بأنّ بعض جنودها عادوا "إلى مواقع دفاعية أكثر فائدة"، بالقرب من شمال غربي مدينة باخموت بشرق أوكرانيا.

وكان البيان الذي صدر يوم الجمعة الماضي هو أول اعتراف من موسكو بأنّ أوكرانيا نجحت في استعادة مساحة من أراضيها حول مدينة باخموت، وذلك بعد ساعات من إعلان كييف أنّ قواتها تقدمت بنحو كيلومترين حول باخموت هذا الأسبوع، وفق تأكيدات نائب وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار، الذي أعلن عن تكبد الروس خسائر فادحة.

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إنّها صدّت هجمات أوكرانية على مواقعها في شرق أوكرانيا، ولفتت إلى أنّ الهجمات وقعت في اتجاه بلدة سوليدار، التي استولت عليها موسكو في بداية العام.

زعيم الفاغنر يهاجم وزارة الدفاع

في رسالة مصورة يوم الجمعة الماضي، انتقد يفغيني بريغوزين، رئيس مجموعة الفاغنر، ما وصفه بتخلي القيادة العسكرية الروسية عن مواقعها حول باخموت. مضيفاً: "لم يكن هناك تراجع تكتيكي، ما حدث كان هروباً مباشراً لوحدات وزارة الدفاع من الأجنحة". قبل أن يوجه انتقادات حادة لوزير الدفاع الروسي قائلاً: "توقفوا عن الكذب، أجنحتنا تنهار، وكل هذا يؤدي إلى مأساة كبيرة لروسيا". كما كشف عن قيام القوات الأوكرانية باستعادة المرتفعات الاستراتيجية حول باخموت، ممّا يعرض عناصر الفاغنر لخطر التطويق. كما أكد أنّ اللواء (72) الروسي، انسحب إلى الخلف لنحو (3) كيلو مترات، وهو الأمر الذي لم يُعلق عليه الكرملين.

يفغيني بريغوجين أكد أنّه "في ضوء نقص الذخيرة، فإنّ مفرمة اللحم تهدد الآن بالدوران في الاتجاه المعاكس".

الهجوم الأوكراني المضاد

وبحسب "الغارديان"، أشار محللون عسكريون إلى أنّ الهجوم الأوكراني المحلي في باخموت يشير إلى محاولة تحييد وعزل القوات الروسية في المدينة. في إشارة إلى أنّ التقدم الأوكراني ربما يكون مقدمة لهجوم مضاد واسع، وهو ما قلل منه مايكل كوفمان، مدير برنامج الدراسات الروسية في مركز أبحاث CNA، الذي زعم أنّ أوكرانيا لا تهاجم بقوات ترتبط بعناصر الجهد العملياتي الرئيسي.

اعترفت وزارة الدفاع الروسية أنّ بعض جنودها عادوا إلى مواقع دفاعية أكثر فائدة، بالقرب من شمال غربي مدينة باخموت بشرق أوكرانيا

وربما تستغل أوكرانيا حالة التخبط الروسي، وتشن هجومها المضاد بدعم من الأسلحة والمعدات الغربية المتطورة. لكن يبدو أنّ المهمة الرئيسية التي تركز عليها كييف حالياً هي طرد الروس تماماً من باخموت، وتطوير الهجوم شرقاً لتحرير سوليدار والمناطق الأخرى.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الروسية المملكة المتحدة لتزويدها أوكرانيا بصواريخ كروز طويلة المدى من طراز Storm Shadow؛ الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز فرص كييف في شن هجوم مضاد واسع النطاق.

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس الماضي "قرار لندن بنقل صواريخ ستورم شادو إلى أوكرانيا عملاً عدائياً يؤدي إلى تصعيد خطير"، وقالت موسكو إنّ خطوة المملكة المتحدة ستتطلب استجابة مناسبة من روسيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أجرى مكالمة هاتفية مع ريشي سوناك، شكر فيها المملكة المتحدة على مدّ بلاده بصواريخ ستورم شادو ومساعدات عسكرية أخرى. كما أكد أنّ قواته بحاجة إلى مزيد من الوقت قبل شن هجوم مضاد كبير. لافتاً إلى أنّ الجيش الأوكراني تمكن من صد هجمات المواقع الروسية في عدة قطاعات. وأضاف: "أوكرانيا أقوى بكثير الآن من العام الماضي، أو من أيّ عام آخر في هذه الحرب التي نخوضها من أجل الحرية والاستقلال لبلدنا".

انتقادات حادة لشرودر وتشروبالا

وفي سياق آخر، تعرّض المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر لانتقادات حادة، بعد تقارير أكدت حضوره حفل يوم النصر، الذي أقيم في مقر السفارة الروسية في برلين، حيث نشرت صحيفة "بيلد" اليومية الألمانية صورة جمعت شرودر مع زوجته سو يون أثناء الاحتفال.

جدير بالذكر أنّ شرودر يرتبط بعلاقات خاصّة بالرئيس الروسي بوتن، كما أنّه تولى عدداً من الوظائف في شركات الطاقة الروسية، وكان يتواجد عادة في مجالس إدارتها، وذلك بعد خسارته في الانتخابات لصالح أنجيلا ميركل.

انتقد يفغيني بريغوزين، رئيس مجموعة الفاغنر، ما وصفه بتخلي القيادة العسكرية الروسية عن مواقعها حول باخموت

وبحسب "دويتشه فيله"، لم يُعلق المستشار السابق بعد على ما تردد عن حضوره حفل الاستقبال، الذي أقيم يوم الثلاثاء الفائت لإحياء ذكرى هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

كما أكدت تقارير صحفية أنّ زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف (AfD) تينو تشروبالا حضر الحفل أيضاً، الأمر الذي جعله هو الآخر عرضة لانتقادات حادة.

مواضيع ذات صلة:

- هل يمتلك الروس دوافع أكبر لمواصلة القتال في باخموت؟

- هل ينفّذ الجيش الأوكراني انسحاباً تكتيكياً من باخموت؟

- هل يتجمد الجيش الروسي في أوحال باخموت؟