انتخابات إيطاليا: نكسة لليسار واختراق تاريخي لليمين المتطرف... و"خمس نجوم" تعود إلى المعارضة

انتخابات إيطاليا... نكسة لليسار... واختراق تاريخي لليمين المتطرف... و"خمس نجوم" تعود إلى المعارضة

انتخابات إيطاليا: نكسة لليسار واختراق تاريخي لليمين المتطرف... و"خمس نجوم" تعود إلى المعارضة


26/09/2022

بعد (100) عام من ظهور الفاشية الإيطالية في مسيرة موسوليني عام 1922 في روما، انتخب الإيطاليون أمس حزباً له جذور في الفاشية الجديدة، وهو "فراتيللي دي إيطاليا" أو "إخوان إيطاليا" اليميني المتطرف.

ووفقاً للنتائج الأولية التي نشرتها وكالة نوفا الإيطالية للأنباء، فقد تصدر حزب "فراتيللي دي إيطاليا" النتائج بحصوله على 26.4 في انتخابات مجلس النواب الإيطالي من الأصوات، بعد فرز نحو 92% من الأصوات، وحلّ في المركز الأول في انتخابات الغرفة الثانية للبرلمان الإيطالي وهي مجلس الشيوخ، بعد حصوله على 26.3% بعد فرز 94% من الأصوات، في اختراق تاريخي هو الأول لحزب يميني متطرف منذ 1945.

"إشارة واضحة"

في خطاب من مقر اللجنة الانتخابية لحزبها، قالت جورجيا ميلوني زعيمة "إخوان إيطاليا": "لقد اختارتنا إيطاليا، ولن نخونها، أعتقد أنّه يمكننا القول إنّ الإيطاليين بعثوا بإشارة واضحة إلى حكومة يمين الوسط بقيادة فراتيللي دي إيطاليا".

وأضافت: "إذا تم استدعاؤنا للحكم، فسنقوم بذلك من أجل جميع الإيطاليين، وسوف نحاول التوحيد، وليس التقسيم"، معربة عن اعتقادها بأنّ وضع إيطاليا "معقد بشكل خاص، ويتطلب مساهمة الجميع".

موسوليني

ولطالما نأت جورجيا ميلوني رئيسة حزب "إخوان إيطاليا" بنفسها عن الفاشية، فقد أعلنت مؤخراً أنّ اليمين الإيطالي تخلى عن "الفاشية"، وفقاً لـ"الغارديان" التي عزت نجاحها السياسي إلى قرارها بإبقاء حزبها "إخوان إيطاليا" خارج حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراغي، على عكس "ليغا" أو (رابطة الشمال)، ممّا عزز وضعها كـ "صوت معارض"، ومنحها مكانة رائدة في ائتلاف انتخابي يميني يضم كذلك "ليغا" و"فورتسا إيطاليا" بقيادة رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني.

انتخب الإيطاليون أمس حزباً له جذور في الفاشية الجديدة، وهو "فراتيللي دي إيطاليا"، أو "إخوان إيطاليا"، اليميني المتطرف

وخلال حملتها الانتخابية، منعت ميلوني استخدام الشعار السياسي "الله... الوطن... الأسرة"، الذي لطالما استُخدم على نطاق واسع في الحقبة الفاشية، بينما يحتفظ حزبها بمواقف فاشية معلنة، فقد أدى بعض أنصار حزبها التحية الفاشية خلال الاحتفالات العامة.

وشعار حزبها، وهو عبارة عن العلم الإيطالي على شكل لهب، يشترك مع ذلك الخاص بالحركة الاجتماعية الإيطالية البائدة الآن، وهي حزب فاشي جديد تشكل في عام 1946 من قبل أنصار نظام موسوليني وأعضاء سابقين رفيعي المستوى في حزبه الفاشي.

نكسة لليسار

بعد فحص 92% من أصوات الناخبين في انتخابات الغرفة الأولى وهي مجلس النواب الإيطالي، أظهرت النتائج الأولية حصول يمين الوسط على 43.9% من الأصوات، ويسار الوسط 26.5%، وحصلت حركة "خمس نجوم" على 15%، أمّا تحالف "القطب الثالث" الجديد بين "أتسيوني" بزعامة كارلو كاليندا، وزير الاقتصاد السابق، و"إيطاليا فيفا" بقيادة رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماتيو رينزي، فقد حصل على 7.7%.

وبالنسبة إلى الأحزاب، تصدر فراتيللي دي إيطاليا (إخوان إيطاليا) النتائج بـ 26.4%، يليه الحزب الديمقراطي بنسبة 19.3%، وليغا (الرابطة) بزعامة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني، وزير الداخلية الإيطالي السابق بنسبة 8.9%، و"فورتسا إيطاليا" بنسبة 8%، وحصل تحالف الأخضر واليسار على 3.7%، و"بيو يوربا" على 2.8%، و"إيطاليكسيت"، الذي يدفع باتجاه خروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي على 1.9%.

 أظهرت النتائج الأولية حصول يمين الوسط على 43.9% من الأصوات

أمّا النتائج الأولية فيما يتعلق بمجلس الشيوخ، فقد أظهرت حصول تحالف يمين الوسط على 44.1% من الأصوات، ويسار الوسط على 26.3%، وحركة خمس نجوم على 15.2%، وآتسيوني وإيطاليا فيفا على 7.7%، وتم تأكيد حزب "فراتيللي دي إيطاليا" (إخوان إيطاليا) كأول حزب بعد حصوله على 26.3% من الأصوات، يليه الحزب الديمقراطي بـ19.1% من الأصوات، وليغا (الرابطة) بـ9%، و"فورتسا إيطاليا" بـ 8.2%، وحصل تحالف اليسار والخضر على 3.6%، و"بيو يوربا" على 3%، و"إيطاليكسيت" الداعي لخروج إيطاليا من الاتحاد الأوروبي، على غرار بريكست، على 1.9%.    

حركة "خمس نجوم" معارضة

بعد مشاركتها في الحكومة الائتلافية الحالية برئاسة ماريو دراغي كمكون رئيسي، عادت حركة "خمس نجوم" الشعبوية إلى أدراج المعارضة بعدما حلت ثالثاً بـ15%، بعد تحالفي يمين الوسط ويسار الوسط.

تصدّر "فراتيللي دي إيطاليا" النتائج بـ 26.4% في انتخابات مجلس النواب الإيطالي، بعد فرز نحو 92% من الأصوات

وتعليقاً على النتائج، قال زعيم الحركة جوزيبي كونتي، رئيس الوزراء الإيطالي السابق: إنّ "خمس نجوم حققت عودة رائعة" لأدراج المعارضة، مشيراً إلى أنّ "الجميع أرادوا خروجنا من البرلمان"، وفقاً لوكالة "نوفا".

وتابع كونتي: "مع الاحتمال الذي سنواجهه في البرلمان المقبل، من المتصور أن يكون لحركة خمس نجوم دور للمعارضة. أودّ أن أطمئن كل المواطنين الذين صوتوا لنا بأنّنا سنكون قوة معارضة ستعبّر بشجاعة وتصميم عن الكثير، وسنركز باستمرار على تحقيق البرنامج الذي أعلناه خلال الحملة الانتخابية".

التصالح مع الفاشية

فوز "فراتيللي دي إيطاليا" واليمين الإيطالي في الانتخابات التشريعية أثار العديد من التساؤلات حول مستقبل الدولة الأوروبية التي عانت في السابق من "الفاشية" و"النازية" على حدٍّ سواء، فقد أشارت "الغارديان" إلى صحفي جريدة "لا ريبوبليكا" باولو بيريزي، الذي كتب بكثافة عن اليمين المتطرف، حتى تلقى تهديدات عديدة من مجموعات الفاشية الجديدة والنازية الجديدة، ويعيش الآن تحت حماية الشرطة.

رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراغي

وقال بيريزي: "إيطاليا بلد لم يتصالح أبداً مع ماضيه الفاشي"، لافتاً إلى أنّ "الفاشيين لم يموتوا في عام 1945؛ لقد كانوا موجودين دائماً".

وللإجابة عن تلك التساؤلات، لا بدّ من العودة إلى الحقبة، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة، عندما كانت القضية الأولى التي يتعين على إيطاليا معالجتها هي الوحدة الوطنية، فقد أعقبت الإطاحة بموسوليني في عام 1943 حرب أهلية دامية بين دولة عميلة مدعومة من النازيين وأنصار المقاومة الإيطالية، لذلك عندما حلّ السلام في أوروبا، أدت المخاوف من تفاقم التوترات المدنية إلى تطهير المؤسسات الإيطالية من الفاشيين ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

حلّ في المركز الأول في انتخابات مجلس الشيوخ، بعد حصوله على 26.3%، في اختراق تاريخي هو الأول لحزب يميني متطرف منذ 1945

في الوقت الذي بدأت فيه محاكمات نورمبرغ ضد أعضاء بارزين في الحزب النازي في ألمانيا في تشرين الثاني (نوفمبر) 1946، كانت إيطاليا، التي كانت قلقة جزئياً من تزايد أعداد الشيوعيين، على شفا الحرب الباردة. ومنذ حزيران (يونيو) 1946 نفذت إيطاليا برنامج عفو، وأطلقت سراح الآلاف من الفاشيين من السجون، وتولى الكثيرون من الفاشيين وظائف في إدارات ما بعد الحرب، فقد تم تعيين إيتوري ميسانا، وهو مسؤول فاشي يظهر اسمه في قائمة الأمم المتحدة لجرائم الحرب، مفتشاً عامّاً للسلامة العامة في صقلية، كما تم ترشيح الجنرال جوزيبي بيكي، الذي نفذ عمليات مكافحة تجسس لصالح موسوليني، لمنصب مدير عام وكالة الحماية المدنية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية