الولايات المتحدة تواصل الضغط على حزب الله في لبنان... ما الجديد؟

الولايات المتحدة تواصل الضغط على حزب الله في لبنان... ما الجديد؟


20/09/2021

جددت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأمريكية، جيرالدين غريفيث، انتقاد ممارسات حزب الله اللبناني، معتبرةً أنّ سياساته تعرّض لبنان للخطر، خاصة فيما يتعلق باستيراد النفط من إيران والنشاطات المشابهة.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت الجمعة عقوبات جديدة على عدد من الأفراد لصلتهم بحزب الله، وذلك بحسب ما ذكره موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت، التي اتهمت المعاقبين بامتلاك صلات مع منظمات إرهابية.

جاءت العقوبات بعد وصول شحنات من المازوت الإيراني إلى لبنان عبر الحزب، وهي الشحنات التي أثارت جدلاً في الداخل.

مسألة العقوبات ضد حزب الله اللبناني لا تقتصر على الولايات المتحدة بل المجتمع الدولي ككل، في إشارة إلى وجود إجماع عالمي على ضرورة معاقبة الحزب

وأوضحت المتحدثة الرسمية أنّ العقوبات الأمريكية ضد الحزب جاءت لتمنعه من استغلال الموارد اللبنانية وتأمين تمويله، مشددةً على أنّ الإدارة الأمريكية مستمرة بتضييق الخناق على الحزب.

في السياق ذاته، لفتت غريفيث إلى أنّ ما يهم الولايات المتحدة هو أن يكون في لبنان حكومة قادرة على القيام بدورها وتنفيذ الإصلاحات، مضيفة: لا يخفى على أحد ما يعاني منه لبنان من أزمة طاقة وغيرها نتيجة أعوام من الفساد وسوء إدارة الموارد، الإدارة الأمريكية سعت لايجاد حلول مستدامة لحل أزمة الطاقة في لبنان، واستيراد المحروقات من دولة خاضعة للعقوبات لا يصب في مصلحة لبنان، بحسب ما أورده "مرصد مينا".

وأشارت غريفيث إلى أنّ مسألة العقوبات ضد حزب الله اللبناني لا تقتصر على الولايات المتحدة بل المجتمع الدولي ككل، في إشارة إلى وجود إجماع عالمي على ضرورة معاقبة الحزب والحد من أنشطته.

وبالتزامن، أثارت العقوبات الأمريكية على حزب الله جدلاً في الساحة اللبنانية، فقد اعتبر الصحافي اللبناني وليد صبري أنّ العقوبات الأمريكية على الحزب تحمل تحليلين رئيسيين؛ الأول يتعلق بالضغط على الشارع اللبناني والأحزاب لقطع صلتها بالحزب المصنف على قوائم الإرهاب، بحيث لا يكون له دور مباشر في تشكيل الحكومة، لافتاً إلى أنّ ذلك أمر غير متحقق على أرض الواقع، على مدار الأعوام الماضية.

والتحليل الثاني أنّ ذراع إيران في لبنان لا بدّ أن يتعرض للعقوبات الأمريكية والأوروبية نفسها المفروضة على نظام طهران، ولا شك في أنّ أزمة محروقات لبنان لن تحلها صهاريج نفط إيران، بل هي تؤجج الطائفية وتصنع نصراً وهمياً لـ"حزب الله" وأنصاره، خاصة أنّ لبنان يعاني من أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية ظهرت آثارها جلية في 4 آب (أغسطس) 2020، عندما وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت تسبب في مقتل 214 شخصاً وجرح أكثر من 6500 آخرين وشرّد مئات الآلاف، وتحدثت الحكومة وقتها عن انفجار كمية ضخمة من نيترات الأمونيوم مخزنة من دون تدابير وقائية داخل المرفأ، وذهبت أصابع الاتهام حينها إلى "حزب الله"، كونه يسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية، من "قصر بعبدا" إلى الضاحية مروراً بـ"رأس التينة".

الصفحة الرئيسية