الهجوم الأوكراني المضاد في مواجهة الضربات الروسية الانتقامية

الهجوم الأوكراني المضاد في مواجهة الضربات الروسية الانتقامية

الهجوم الأوكراني المضاد في مواجهة الضربات الروسية الانتقامية


20/07/2023

يتواصل الهجوم الأوكراني المضاد بالتقدم في جميع أنحاء مدينة باخموت، فضلاً عن التقدم البطيء في شرق دونيتسك، ومناطق جنوب شرق زابوريزهزهيا. وأكدت القوات الأوكرانية أنّها حررت عدة قرى في منطقة دونيتسك منذ بدء الهجوم المضاد في حزيران (يونيو) الماضي

وبحسب الـ (بي بي سي)، واصلت أوكرانيا عملياتها الهجومية المضادة، ونجحت قواتها في السيطرة على المرتفعات الرئيسية حول مدينة باخموت الشرقية. وقالت نائبة وزير الدفاع حنا ماليار: إنّ ذلك يسمح لقواتها بالحفاظ على مداخل ومخارج المدينة، بينما تتحرك القوات الروسية حولها تحت النيران.

من جهته، كشف معهد دراسات الحرب (ISW)، ومقره الولايات المتحدة، أنّ القيادة العسكرية الأوكرانية تخطط لاحتجاز القوات الروسية داخل المدينة، فيما يبدو أنّ العمليات الأوكرانية الأخيرة في المنطقة كان الهدف منها تطويق القوات الروسية ببطء في مدينة باخموت وعلى أطرافها.

معهد دراسات الحرب الأمريكي، وباستخدام بياناته الخاصّة، أعلن أنّ القوات الأوكرانية استعادت حوالي (253) كيلومتراً مربعاً من الأراضي منذ بدء الهجوم المضاد في 4 حزيران (يونيو) الماضي، وهي تقريباً مساحة الأراضي نفسها التي استولت عليها القوات الروسية في الأشهر الـ (6) الماضية.

يتواصل الهجوم الأوكراني المضاد بالتقدم في جميع أنحاء مدينة باخموت

جدير بالذكر أنّ معظم مدينة باخموت الشرقية، التي مرت بأعنف المعارك في الحرب، أصبحت الآن بحسب الجيش الأمريكي خالية من عناصر (فاغنر)، ولم تعد المجموعة تشارك بأيّ دور لدعم العمليات القتالية في أوكرانيا، على الرغم من أنّ معظم مقاتلي (فاغنر) ما يزالون في المناطق الأوكرانية المحتلة.

جدير بالذكر أنّه في أعقاب تدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا في 6 حزيران (يونيو) الماضي، دمرت مياه الفيضانات البلدات والقرى الواقعة في اتجاه مجرى النهر، ولقي عشرات الأشخاص حتفهم جراء الكارثة، وسط جهود إخلاء غير مكتملة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وأدى الفيضان إلى تضييق خيارات الهجوم الأوكراني المضاد.

ضرب العمق الروسي

بحسب الـ (فايننشال تايمز)، تمّ إسقاط (5) طائرات بدون طيار فوق ضواحي موسكو فجر يوم 4 تمّوز (يوليو) الجاري، ممّا جعل الحرب الروسية في أوكرانيا أقرب إلى عاصمتها.

في أعقاب تدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا في 6 حزيران الماضي دمرت مياه الفيضانات البلدات والقرى الواقعة في اتجاه مجرى النهر

 

مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت سحباً من الدخان الأسود المتصاعد في العاصمة الروسية، بالتزامن مع سماع دوي انفجارات. وقال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين: إنّه جرت "محاولة أخرى للهجوم من قبل الطائرات بدون طيار الأوكرانية على موسكو الجديدة ومنطقة موسكو". وأضاف: "حتى الآن، صدّت قوات الدفاع الجوي الهجمات، وتمّ القضاء على جميع الطائرات بدون طيار المكتشفة".

ولم تعلق القيادة الأوكرانية على أنباء قيامها بضرب العمق الروسي، إلّا أنّ ذلك يتماهى مع الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية التي تهدف إلى تشتيت انتباه الجيش الروسي، وإثارة الرأي العام في الداخل.

ضربات صاروخية انتقامية

من جهتها، واصلت روسيا استهداف المدن الأوكرانية بضربات صاروخية وطائرات مسيّرة، ومن ضمنها هجمات استمرت لمدة (3) ليالٍ متتالية، على العاصمة كييف.

المقاتلات الروسية شنّت هجوماً على مدرسة في بلدة أوريكيف، حيث كان يتم توزيع المساعدات الإنسانية، وأسفرت الغارة عن مقتل (4) مدنيين وإصابة عدد آخر، بحسب تصريحات يوري مالاشكو حاكم منطقة زابوروجي.

واصلت روسيا استهداف المدن الأوكرانية بضربات صاروخية وطائرات مسيّرة

وفي سياق متصل؛ قالت القوات الجوية الأوكرانية: إنّها أسقطت نحو (20) طائرة مسيّرة إيرانية فوق المجال الجوي للعاصمة كييف يوم الخميس الماضي، بعد ساعات من انتهاء قمة الناتو في ليتوانيا. وشهدت القمة التي استمرت يومين في فيلنيوس وضع الدعم الغربي لأوكرانيا على رأس جدول الأعمال. واستغل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  حضوره للضغط من أجل الحصول على عضوية أوكرانيا في التحالف، لكن قيل له إنّ هذا لن يكون ممكناً إلا "عندما يتفق الحلفاء، ويتم استيفاء الشروط"، ممّا أثار غضب الرئيس الأوكراني، بحسب الـ (بي بي  سي)، حيث وصف الرفض بــ "السخيف".

دفاعات روسية حصينة وجدل حول الأسلحة المحظورة

كشفت صور الأقمار الصناعية التي استعرضتها الـ (فاينانشيال تايمز)، وحللها خبراء عسكريون، وجود شبكة روسية متعددة الطبقات من الخنادق المضادة للدبابات، ومتاهات من الخنادق، بالإضافة إلى الحواجز الخرسانية المعروفة بـ "أنياب التنين"، وعوائق الصلب "القنفذ"، وبكرات من الأسلاك الشائكة وحقول الألغام.

وللتغلب على هذه العقبات، أعلنت الولايات المتحدة أنّها سوف تزود أوكرانيا بالقنابل العنقودية، كجزء من حزمة المساعدات العسكرية الأخيرة، التي تبلغ قيمتها (800) مليون دولار (600 مليون جنيه إسترليني).  

وزير الدفاع الأوكراني قدّم تأكيدات بأنّ القنابل العنقودية سوف تستخدم فقط لاختراق خطوط دفاع العدو، وليس في المناطق الحضرية

في المقابل، أعرب العديد من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك المملكة المتحدة وكندا ونيوزيلندا وإسبانيا، عن عدم ارتياحهم للقرار؛ على الرغم من أنّ وزير الدفاع الأوكراني قدّم تأكيدات بأنّ القنابل العنقودية سوف تستخدم فقط لاختراق خطوط دفاع العدو، وليس في المناطق الحضرية.

من جهته، يقول فرانك جاردنر، مراسل شؤون الأمن في (بي بي سي): إنّ أوكرانيا ترغب في اقتناء هذا السلاح المحظور،؛ لأنّ قذائف المدفعية لديها بدأت في النفاذ لأنّها  تستخدمها بشكل مكثف. ويقول بعض الخبراء إنّه باستخدام القنابل العنقودية في مواجهة نيران العدو القادمة من الخنادق، يمكن للقوات الأوكرانية أن تكسب وقتاً ثميناً؛ لمساعدتها على شق طريقها عبر حقول الألغام الروسية على طول خط المواجهة. لكن يقول آخرون إنّه لا توجد حاجة لذلك، بداعي أنّ الأنواع المختلفة من الأسلحة التقليدية يمكن أن تؤدي هذه المهمة أيضاً.

مواضيع ذات صلة:

هل يمتلك الروس دوافع أكبر لمواصلة القتال في باخموت؟

هل ينفّذ الجيش الأوكراني انسحاباً تكتيكياً من باخموت؟

هل يتجمد الجيش الروسي في أوحال باخموت؟



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية