النائب العراقي سجاد سالم لـ "حفريات": لا نخشى الفصائل المسلحة

النائب العراقي سجاد سالم لـ "حفريات": لا نخشى الفصائل المسلحة

النائب العراقي سجاد سالم لـ "حفريات": لا نخشى الفصائل المسلحة


13/06/2023

أجرى الحوار: جبار الساعدي

هو ناشط سياسي وحقوقي، ينحدر من محافظة واسط الجنوبية، يعمل منذ عقد في حركة الإصلاح الشاملة للنظام السياسي في العراق، انخرط في تظاهرات عدة، بدءاً من احتجاجات شباط (فبراير) 2011، مروراً بحركات الإصلاح في 2015 وتظاهرات 2018 التي شهدتها مدن البلاد. إلّا أنّ حضوره النوعي كان في احتجاج تشرين الأول (أكتوبر) 2019 عن دائرته المجتمعية في مدينة الكوت الواسطية. تمكن من كسب مؤيدين له بوصفه ناشطاً سياسياً مستقلاً يعبّر عن روح  الاحتجاج التشريني، إلّا أنّ استقلاليته لا تعني القطيعة وعدم العمل مع القوى الناشئة عن ذلك الحراك الثوري، بل يرى في نفسه ابناً لذلك الحراك، ولكن وفق هوية سياسية خاصة غير متحزبة لفئة على حساب أخرى.

تمكن سجاد سالم، النائب العراقي البارز، خلال فترة عضويته في مجلس النواب العراقي، أن يلفت الأنظار إليه، لا سيّما أنّه يخوض معارك إعلامية شرسة مع قوى وأحزاب تمتلك السلاح والمال، كان آخرها مع تكتل "الإطار التنسيقي" المقرّب من إيران، والفصائل المنضوية في هيئة الحشد الشعبي. عن تلك المعارك، وما يجري في أروقة الساحة السياسية العراقية، "حفريات" تجري مع النائب الشاب حواراً مركزاً، على الرغم من انشغالاته الكثيرة.
وهنا نص الحوار:

أنت طرف بارز وناشط في حراك تشرين الاحتجاجي عام 2019. برأيك لماذا هذه الانقسامات في صفوف الحراك؟ وما الذي أغرى بعضكم بالعمل السياسي على الرغم من دعوات المقاطعة للعملية السياسية والانتخابات؟

أعتقد أنّ مبررات المقاطعين للانتخابات مبررات منطقية. نحن شاركنا رغبةً منا في التغيير وإحداث فارق ووجود، وهذا كان تحدياً لكل القوى السياسية التقليدية، وقد نجحنا في هذا التحدي. ولكنّ عيوب النظام السياسي قائمة، وهناك طرق عدة لإصلاح النظام. يوجد الآن تعبير سياسي، وتعبير شعبي. المهم أنّ القيم والأهداف مطروحة، علماً أنّ المشاكل ما زالت باقية، وتحتاج إلى فعل تغييري حقيقي. أمّا حراك تشرين، فهو لحظة ثورية، ولحظة عصيبة مرّ بها العراق. ونحن ارتأينا أن نشارك في العملية السياسية عبر الانتخابات، لأنّنا نعتقد أنّ كل ما يجري هو مسيرة نضالية طويلة، لأنّ الأهداف التي نرنو إلى تحقيقها، نواجه صعوبة في تحقيقها؛ نتيجة كوابح القوى السياسية التقليدية، وأبرز تلك الكوابح هي الفصائل والميليشيات والسلاح المنفلت، وهذا ما يدعونا إلى ممارسة النضال على كافة الأشكال.

التيار الصدري من القوى السياسية التقليدية، ومسؤول أيضاً عن الفشل الموجود في العملية السياسية
نراك توجه نقداً واضحاً لقوى "الإطار التنسيقي"، بينما تتجاهل النقد ضد التيار الصدري... هل هناك قرابة سياسية بينكما؟

التيار الصدري هو من القوى السياسية التقليدية، ومسؤول أيضاً عن الفشل الموجود في العملية السياسية. لكن من جانب آخر،  الصدريون هم حركة جماهيرية ينتمي إليها الكثير من أبناء الطبقات الفقيرة، وأبناء الشرائح ذات الدخل المحدود، وهذا ما يهمنا في هذا الموضوع. لذلك نعتقد أنّ جمهور التيار الصدري لديه مصلحة ورغبة حقيقية في التغيير. ومن هنا نتطابق مع التيار الصدري، لكنّ الأخير لم يطرح رؤيةً للتغيير، كما أنّ هناك تجارب مرّة معه في السابق، خاصةً مع القوى المدنية، وحراك تشرين الاحتجاجي، وهذه حاضرة وماثلة في الأذهان، لذا نتعامل مع دعواتهم إلى الإصلاح بحذر.

في الآونة الأخيرة تعرّض مكتبك بمحافظة واسط للإغلاق من قبل جهات مسلحة... هل الفصائل المسلحة التي هددت مكتبك وشخصك هي من داخل الحشد الشعبي أم من خارجه؟

(3) فصائل هددتني، وهي ضمن تشكيل الحشد الشعبي، وقد كتبت إلى القضاء العراقي ومكتب رئيس الوزراء عن التهديدات التي تصلني بشكل مستمر. وقد تمكنت من إعادة فتح مكتبي بعد الهجوم عليه من قبل المحسوبين على الحشد.

المشكلة أنّي عضو في مجلس النواب العراقي، ولديّ حصانة، وحمايات، وصوت إعلامي مسموع محلياً ودولياً، وتم تهديدي، فكيف بالإنسان العادي الذي لا يملك شيئاً؟!

المشكلة أنّي عضو في مجلس النواب العراقي، ولديّ حصانة، وحمايات، وصوت إعلامي مسموع محلياً ودولياً، وتم تهديدي، فكيف بالإنسان العادي الذي لا يملك شيئاً؟!

ألا تخشى تلك الفصائل المسلحة التي تهددك باستمرار؟

 حقيقة ليس هنالك مجال للخوف؛ لأنّ الأحداث والمؤثرات والواقع بوجود الفصائل المسلحة يؤثر على المستقبل. ومن الآن يجب أن نبني المستقبل، لأنّنا أمام تناقص في الموارد، وجيل شبابي صاعد جديد، وبقاء الحال على ما هو عليه يعني ضياع عقد آخر من الزمن، وهذا ما سيؤثر على واقع العراق، بكافة المستويات. ليس أمامنا خيار سوى مواجهة تلك الفصائل بالطرق السلمية، وأن نسعى لتحقيق طموحاتنا، لأنّه بدون ذلك سوف يكون حالنا أسوأ في المستقبل.

ماذا لو تم رفع الحصانة النيابية عنك بفعل تأثير القوى المناكفة لك؟

 رفع الحصانة ليس نهاية الدنيا لدي. سأبقى متواجداً، وأعمل ضمن الساحة العراقية، وتحديداً ضمن بلدتي المحلية. وتبقى ملفاتي التي أعمل عليها هي قضيتي، سواء كنت في مجلس النواب أو خارجه. كما أنّي سأواجه كل الأمور بشكلٍ قانوني صحيح، لأنّي رجل قانون، وأعلم ماذا أفعل، وأين يكمن الدليل القانوني.

 شخصية السيد السوداني ليست شخصية انتقامية

سيادة النائب، على ماذا تراهن في معارضتك لمنظومة الحكم في البلاد؟

أراهن على الأغلبية الشعبية، وعلى الأغلبية المترددة الفاقدة للأمل، وأقول لهؤلاء لكم الحق فيما ترون. لكنّنا نعمل على إنتاج بديل وطني مدني ديمقراطي حقيقي. صحيح أنّنا قد نتلكأ هنا أو هناك، لكن لا تنقصنا الشجاعة والجرأة والإقدام والفكر السياسي، بل نعمل بشكل مستمر ومستدام على إنتاج هذا البديل. ومساندة هذه الأغلبية ضرورية جداً، لأنّنا أمام وضع طارئ، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

كيف ترى تغيير الكتل النيابية الكبيرة لقانون الانتخابات التشريعية القادم، فالبعض يراه قانوناً يقف بالضد من المدنية؟

 أنا لا أخشى القانون الانتخابي الأخير المعتمد (سانت ليغو)، لأنّ فرصتنا كبيرة جداً نحن كمستقلين وقوى ناشئة أو احتجاجية. وضع التيار المدني ليس نفسه كما كان قبل احتجاجات تشرين الأول (أكتوبر) 2019. العمل التراكمي للقوى المدنية أنتج الكثير، لكنّه بحاجة إلى التوحد والمأسسة، وأن يكون التحالف المدني قطباً من أقطاب العملية السياسية، وبحسب تقديري، فإنّ الأمور ماضية بهذا الاتجاه. 

بوصفك نائباً رقابياً... ما رأيك بشخص رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني؟  

 شخصية السيد السوداني ليست شخصية انتقامية، علماً أنّ البعض من رشحه لمنصب رئيس الوزراء كان يريده أن يقوم بمجزرة إدارية تقصي الموظفين الكبار غير المنتمين إليهم. لكنّ مشكلة رئيس الوزراء أنّ الحاضن السياسي له هو تكتل الإطار التنسيقي، لذا يجب عليه أن يتخلص من هذا الحاضن، وينفتح على المجموع الوطني، وهو في موقع صعب وغير سهل. 

مواضيع ذات صلة:

الداعية العراقي طالب السنجري لـ"حفريات": إيران أولاً لدى الإيرانيين ثم الدين والمذهب

عضو المكتب التنفيذي لحركة امتداد لـ "حفريات": أزمة الطاقة بالعراق سياسية وليست فنية

بطريرك الكنيسة الكلدانية لـ "حفريات": دور المسيحيين في العمل السياسي العراقي مختطَف



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية