المقاومة الإيرانية تحيي ذكرى انتفاضة نوفمبر: حان وقت الإطاحة بديكتاتورية الملالي

المقاومة الإيرانية تحيي ذكرى انتفاضة نوفمبر: حان وقت الإطاحة بديكتاتورية الملالي


11/11/2020

في ذكرى انتفاضة إيران في تشرين الثاني (نوفمبر)  2019 التي راح ضحيتها أكثر من 1500 إيراني، أقامت المقاومة الإيرانية مؤتمراً افتراضياً موسعاً على الإنترنت إحياءً لتلك الذكرى، وللتذكير بما قام به النظام الإيراني من انتهاكات لحقوق الإنسان، وسجن وقتل المئات من المتظاهرين.

وعقد المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية  (NCRI)أمس، مؤتمراً دولياً على الإنترنت شاركت فيه شخصيات من ألف موقع لتكريم النضال الشجاع والتضحية للشعب الإيراني ضد الدكتاتورية الوحشية في إيران.

مریم رجوي: لم تكن انتفاضة نوفمبر نيزكاً عابراً، بل هي مظهر من مظاهر العزم الناري الذي يستمر حتى الإطاحة بنظام ولاية الفقيه

وتحدثت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية  (NCRI)، المتحدث الرئيسي في المؤتمر مريم رجوي، عن الوضع الراهن للنظام الإيراني، بعد عام واحد من ادعائه "البقاء منتصراً" بعد الحملة القمعية.

وقالت مريم رجوي في كلمتها: "لم تكن انتفاضة نوفمبر 2019 عشوائية ولا عفوية... لم تكن لها علاقات مع أي من فصائل النظام ولا صلات بأي قوة أو حكومة عالمية".

وأضافت خلال المؤتمر، بحسب كلمة لها وصلت "حفريات" نسخة منها: لقد كانت مثالاً حقيقياً على التمرد والنضال من أجل الإطاحة بالنظام. قوتها الدافعة كانت من الشباب والمحرومين والواعين الذين استوحوا نضالهم من نشاطات وحدات المقاومة.

وفي إشارة إلى التقارير المستمرة عن الاشتباك العنيف للشباب في مواجهة قوات الأمن من داخل إيران، أكدت رجوي: هذا هو الكابوس الدائم للملالي.

 كانت الانتفاضة الإيرانية مثالاً حقيقياً على التمرد والنضال من أجل الإطاحة بالنظام

وأضافت الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية: إنّ انتفاضة نوفمبر 2019 وتداعياتها الاجتماعية والسياسية كانت تتحرك مثل موجة قوية خلال العام الماضي، وهزت الأرض تحت أقدام الملالي.

وأكدت رجوي أيضاً أنّ السياسات الاقتصادية الفاسدة التي انتهجها الملالي أدّت إلى انتشار الفقر وارتفاع الأسعار والبطالة.

اقرأ أيضاً: انتفاضة إيران.. والحاجة إلى دعم خارجي

كما تناولت سوء تعامل الملالي مع فيروس كورونا الذي تسبب في وفاة أكثر من 140 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد، وتوقعت أنّ هذا بدوره يؤجج نار الغضب الشعبي تجاه النظام.

وقالت رجوي في كلمتها: "إنّ الملالي يعتمدون على إحياء سياسة الاسترضاء لمنع الإطاحة بنظامهم. لكنهم يواجهون خيبة أمل كبيرة. نعتقد وشعبنا أنّ الوقت قد حان للإطاحة بديكتاتورية الملالي الدينية".

وخلصت إلى أنّ سياسة التهدئة والاسترضاء لا يمكن أن تتكرر، وحتى لو نجحت، فلن تحلّ أي مشكلة من مشاكل النظام.

وأضافت رجوي: من كانون الثاني (يناير) 2018 إلى تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، وخلال عامنا هذا، ما برز وأثبت وأشرق هو الاستراتيجية المنتصرة للانتفاضة والداعية لإسقاط النظام التي حددها قائد جيش الحرّية وقاد القوة المناضلة المناهضة للنظام إلى غایتها الكبرى.

بعد عام من مقتل أكثر من 1500 متظاهر، بات الملالي أقرب إلى الإطاحة به، والشعب أكثر إصراراً وتوحداً على القتال

واختتمت قائلة: نعم، المنتفضون المنتصرون یعرفون... حرام علیهم التریّث ولو للحظة، حتی إعادة الحبّ والخبز والتحرّر إلی الوطن، المنتفضون هم الذین یصنعون الانتصار والتغییر.

من جهتها، خاطبت السيناتورة الكولومبية السابقة، المرشحة الرئاسية أونغريد بيتانكورت، المؤتمر من خلال الاعتراف بالدعم المتزايد للمقاومة الإيرانية بين الشباب.

وقالت بيتانكورت: "على الرغم من قمع الملالي، فإنّ الجيل الجديد من الإيرانيين الذين نشؤوا في ظل غسيل الدماغ الممنهج للنظام يدعمون زعيمة المقاومة مريم رجوي، التي شنّ النظام ضدها أكبر حملة تضليل".

وأضافت: "في عام 2019 كان الشباب يدافعون عن مُثُلها وخطتها ذات النقاط الـ10، ولهذا قُتلوا واعتقلوا وأعدموا من قبل قوات الحرس".

وفي إشارة إلى الدبلوماسي الإيراني الذي يخضع للمحاكمة من قبل الحكومة البلجيكية، دعت بيتانكورت الزعماء الأوروبيين إلى التحرك الفوري ووقف صفقات السلاح والتبادل الاقتصادي مع النظام الإيراني.

وحثت النائبة البريطانية ووزيرة الدولة السابقة للبيئة والغذاء والشؤون الريفية، تيريزا فيليرز، حكومة المملكة المتحدة على دعم النضال من أجل المساءلة والتغيير الديمقراطي في إيران من خلال الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة والتعاون معه باعتباره الممثل الحقيقي للشعب الإيراني وديمقراطيته وتطلعاته".

وأكدت خلال الاجتماع أنه "يجب على المملكة المتحدة أيضاً أن تأخذ زمام المبادرة في أوروبا لزيادة الضغط على النظام في إيران من خلال إجراءات عقابية وحظر قوات الحرس برمّتها".

وتقع مسؤولية ومهمة إحداث تغيير دائم في إيران على عاتق الشعب الإيراني.

رجوي: السياسات الاقتصادية الفاسدة التي انتهجها الملالي أدّت إلى انتشار الفقر وارتفاع الأسعار والبطالة

وأضافت فيليرز: إنّ الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي تثبت أنّ الشعب الإيراني وحركة المقاومة بقيادة رجوي على مستوى المهمّة ومستمرة حتى النصر النهائي.

واختتمت فيلييرز حديثها قائلة: "يجب على المملكة المتحدة والديمقراطيات الغربية الأخرى الوقوف إلى جانبهم مع اقتراب نهاية عصر الديكتاتورية الدينية في إيران".

ومن بين المتحدثين، انضم النائب السويدي ماغنوس أوسكاسرسون إلى المؤتمر من السويد بصوت قوي داعياً ستوكهولم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني.

وقال أوسكاسرسون: "نحن بحاجة إلى تغيير، ديمقراطية معيارية. في مدن مختلفة ينتفض الناس ويقولون إنه يكفي. حان الوقت لأن تدعم السويد الديمقراطية الإيرانية".

وتحدث في هذا الحدث عدد من أعضاء جمعيات الشباب الإيرانية في أوروبا والولايات المتحدة. وأكدوا حقيقة أنّ الشعب الإيراني قد رسم خطاً أحمر مع النظام الحاكم العام الماضي مع انتفاضة (نوفمبر).

اقرأ أيضاً:المعارضة في إيران الخميني: الموت أو الصمت

من ذلك التاريخ فصاعداً، ينتظر نظام الملالي الانتفاضات الشعبية كلّ يوم، وهو في صراع دائم لتجنب مثل هذا الحدث.

وأبدى عدد من ممثلی الشباب والجمعیات الإیرانیة‌ دعمهم لشباب الانتفاضة ومعاقل الانتفاضة في إیران.

وقال ممثل جمعية شباب إيران في النرويج بهروز مقصودي: "من الواضح أنّ انتفاضة تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 كانت تمرداً على الفاشية الدينية في بلادنا".

وكان المتظاهرون يعلمون أنهم لن يتمتعوا بالحرّية ولا سبل العيش اللائقة ما دام النظام في السلطة، لافتاً إلى أنّ متظاهري نوفمبر أرادوا إسقاط النظام بكامله وإقامة جمهورية ديمقراطية، مردّدين: "ليسقط خامنئي"، و"لا نريد نظام الملالي"، و"الموت للطاغية سواء كان الشاه أو المرشد الأعلى".

وقال مقصودي: "أظهرت احتجاجات تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 أنّ الشعب يؤيد استراتيجية فصائل المقاومة والتمرّد لإسقاط هذا النظام. لا يوجد حل داخل هذا النظام. يعتبر النظام المقاومة الإيرانية التهديد الرئيسي له، ولن يمتنع عن ارتكاب أي جريمة للقضاء على المعارضة. هناك حاجة إلى سياسة حازمة لمنع إرهاب النظام. يجب إغلاق جميع سفارات النظام. يجب تصنيف قوات الحرس ووزارة المخابرات والأمن (MOIS) على أنها كيانات إرهابية. نريد الحرّية لجميع السجناء السياسيين".

بدورها، قالت المعاونة في جامعة جورج ميسون الدکتورة‌ راميش سيبراد: كانت رسالة الانتفاضة أنّ النظام يجب أن يرحل، وهو على وشك الانهيار. إنّ تكتيكات النظام في الإرهاب والقمع لتخويف الناس لم تعد فعالة. جيلاً بعد جيل، وقف الشعب الإيراني ودعم منظمة مجاهدي خلق. المقاومة لها جذورها في المجتمع الإيراني. لم يمتنع الملالي عن أي تكتيك للقضاء على منظمة مجاهدي خلق، بما في ذلك الإرهاب والهجمات الصاروخية وحملات الشيطنة وإعدام أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق.

وتابعت: "لقد عززت حملات شيطنة النظام ضد قادة وأعضاء منظمة مجاهدي خلق المقاومة الإيرانية، منظمة مجاهدي خلق هي منبع الأمل لشباب إيران. لقد أثبتت المقاومة أننا إذا صدقنا وظللنا ملتزمين برغبتنا في تحقيق الحرّية، فإننا سننتصر. أطاح شعب إيران بنظام الشاه. إنهم سينجحون بلا شك في إسقاط نظام الملالي".

مقصودي: يجب إغلاق جميع سفارات النظام، ويجب تصنيف قوات الحرس ووزارة المخابرات والأمن على أنها كيانات إرهابية

وقد أعلن النظام الإيراني، الذي أصيب بالفساد وسوء الإدارة الاقتصادية، في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، قراره بزيادة أسعار الوقود بنسبة 200٪، وردّ السكان بغضب على مستوى البلاد في أكثر من 190 مدينة، وراح ضحية الاحتجاجات ما يقارب 1500 متظاهر.

وسرعان ما تحوّلت الاحتجاجات الاقتصادية إلى سياسية، وانقلبت الشعارات ضد النظام، وهتف الناس "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي".

وخوفاً على مصيره، قطع النظام الإنترنت، ونقل القيادة الكاملة إلى قوات الحرس، ودعا المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي إلى حملة قمع شاملة ضد السكان الذين وصفهم بـ"العملاء الأجانب" و"البلطجية".

وبناءً عليه، قتلت قوات الأمن أكثر من 1500 متظاهر، وأصابت أكثر من 4000 شخص، واعتقلت ما لا يقلّ عن 12000 متظاهر على مستوى البلاد.

 



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات

آخر الأخبار

الصفحة الرئيسية