المغرب يُفرج عن مجموعة جديدة من الإرهابيين... هل نجح برنامج تأهيل المتطرفين بالسجون المغربية؟

المغرب يُفرج عن مجموعة جديدة من الإرهابيين... هل نجح برنامج تأهيل المتطرفين بالسجون المغربية؟

المغرب يُفرج عن مجموعة جديدة من الإرهابيين... هل نجح برنامج تأهيل المتطرفين بالسجون المغربية؟


10/10/2022

في إطار برنامج "المصالحة" الذي تنظّمه المندوبية العامة للسجون ومؤسسات رسمية أخرى منذ 2017، والذي يستهدف الراغبين في مراجعة أفكارهم بين المدانين في قضايا التطرّف الديني، أصدر الملك محمد السادس السبت عفواً عن (9) سجناء محكومين في قضايا الإرهاب بعد مراجعتهم لمواقفهم الفكرية، وفق بيان صادر عن وزارة العدل المغربية.

وأضاف المصدر نفسه أنّ الملك عفا بمناسبة ذكرى المولد النبوي عن "مجموعة من المحكومين في قضايا الإرهاب أو التطرف، بعدما أعلنوا بشكل رسمي تشبثهم بثوابت الأمّة ومقدّساتها وبالمؤسسات الوطنية، وبعد مراجعة مواقفهم وتوجهاتهم الفكرية ونبذهم للتطرف والإرهاب".

وشمل العفو الملكي ما تبقى من العقوبة السجنية لـ (5) متشددين سابقين، والتخفيض من العقوبة السجنية لـ (4) آخرين.

الملك محمد السادس يصدر عفواً عن (9) سجناء محكومين في قضايا الإرهاب بعد مراجعتهم لمواقفهم الفكرية

هذا، ويقوم المغرب بمحاولات مختلفة لتحييد خطر حاملي الفكر المتطرف داخل السجون وخارجها، ومن ذلك عفو الملك في الأعوام الأخيرة عن عدد من المعتقلين على ذمة قضايا إرهاب، وكشفت أرقام رسمية أنّ عدد السجناء على خلفية قضايا التطرف والإرهاب في سجون المغرب بلغ (842) سجيناً، غالبيتهم من المنتمين إلى تنظيم داعش.

وكان لافتاً إطلاق الدولة برنامج "مصالحة"، يشرف عليه مختصون وكوادر دينية، ويستهدف سجناء مدانين في قضايا التطرف والإرهاب، ويرتكز على (3) محاور: المصالحة مع الذات، ومع النص الديني، ثمّ مع المجتمع، وذلك كله بهدف البحث عن مداخل لمراجعات ذاتية يقوم بها المعتقلون السلفيون للاندماج في البيئة الاجتماعية بعد الإفراج عنهم.

وقد طبقت المندوبية العامة لإدارة السجون لإعداد السجناء للاندماج، بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء والمجلس الوطني لحقوق الإنسان في العام 2017، برنامج "مصالحة" الذي يسعى إلى "أنسنة" وتحسين ظروف الاعتقال، وتأهيل السجناء لإعدادهم للإدماج في المجتمع.

ويعمل البرنامج على محاربة التطرف العنيف بالاعتماد على التربية الدينية، والمواكبة النفسية، وتنظيم ورشات عمل تعنى بالقانون ونشر ثقافة حقوق الإنسان، وتقديم تأطير سياسي-اقتصادي، وذلك في سياق السعي لتمكينهم من الخروج من دائرة التطرف ونبذ العنف بكل أشكاله عبر المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النصّ الديني.

يقوم المغرب بمحاولات مختلفة لتحييد خطر حاملي الفكر المتطرف داخل السجون وخارجها

ومنذ 2002 اعتقل أكثر من (3500) شخص، وجرى تفكيك أكثر من (2000) خليّة من الإسلاميين المتشدّدين، حسب أرقام رسميّة، ووجهت إليهم اتهامات مختلفة بالانتماء إلى "تنظيمات إرهابية"، والتخطيط لعمليات تزعزع الأمن.

وكان مدير مديرية العمل الاجتماعي والثقافي بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج (حكومية) إدريس أكلمام، قد قال في تصريحات سابقة: إنّ المملكة المغربية احتجزت منذ (20) عاماً (4412) شخصاً في سجونها بقضايا تتعلق بالتطرف، وأكد الإفراج عن (3566) منهم لأسباب مختلفة، مع إبقاء (842) سجيناً حالياً غالبيتهم من تنظيم داعش الإرهابي (767) سجيناً، بنسبة 91.10%، متبوعين بسجناء "السلفية الجهادية" (75) سجيناً، بنسبة 8.90%.

وبلغ عدد المعتقلين المحكومين بالإعدام (17) سجيناً بنسبة 3.62%، أمّا عدد السجناء المحكومين بالمؤبد، فقد وصل إلى (23)، بنسبة 4.90%، ويقضي (22) سجيناً عقوبة تتراوح بين (20 و30) عاماً، و(85) سجيناً حُكموا بعقوبات تتراوح بين (10 و20) عاماً.

ومنذ 16 أيار (مايو) 2003، شهد ملف محاربة التطرف والإرهاب في البلاد تحولات عدّة؛ بدءاً من اعتقال المئات من السلفيين ثم إطلاق سراح الكثير منهم، وتحديداً شيوخ ما يُسمّى "السلفية الجهادية"، مروراً باتباع سياسية جديدة لمحاربة التطرّف، وصولاً إلى حملات أمنية استباقية أسفرت عن تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية.

المغرب أطلق برنامج "مصالحة" يشرف عليه مختصون وكوادر دينية، ويستهدف سجناء مدانين في قضايا التطرف والإرهاب

وتستند أفكار الإسلام المتطرف العنيفة عموماً إلى تأويل حرفي لبعض نصوص القرآن والأحاديث المنسوبة إلى النبي محمد منزوعة من سياقاتها التاريخية، وبما لا يتوافق غالباً مع تأويلات أخرى معتدلة يزخر بها تاريخ المسلمين.

يُذكر أنّ حوالي (1662) مقاتلاً مغربياً قد التحقوا بالتنظيمات المتطرفة منذ اندلاع الحرب في سوريا، وفق أرقام سابقة نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية.



انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية