المغرب يواصل جهوده لتسهيل تعليم الأمازيغية... ما الجديد؟

المغرب يواصل جهوده لتسهيل تعليم الأمازيغية... ما الجديد؟


20/04/2022

يتزايد الاهتمام بالثقافة واللغة الأمازيغية في المملكة المغربية عبر مبادرات وجهود مبذولة على المستويين؛ الرسمي والشعبي، آخرها مبادرة أطلقها مدرسون بشكل تطوعي لاختبار عدة أساليب وتقنيات حديثة لإيصال المناهج والدروس للطلاب في المراحل الابتدائية.

 تطبيق "ⴰⵍⵎⵎⵓⴷ" أو "التعلّم" 

وفي سياق تطوير تدريس اللغة الأمازيغية في المملكة، قام أستاذ اللغة الأمازيغية بمدينة مراكش أحمد بعلى، بتصميم تطبيق هاتفي لتعلم الأمازيغية موجهاً للأطفال باسم "ⴰⵍⵎⵎⵓⴷ"، وتعني "التعلّم".

ويتضمن التطبيق رسومات إلكترونية، ويحتوي على معظم المكونات التي تدرّس بالمستوى الأول في المدارس العمومية بالمملكة.

وصمم بعلى تطبيق "ⴰⵍⵎⵎⵓⴷ"، وفق مستجدات المنهاج الجديد لتدريس اللغة الأمازيغية في المستوى الأول من التعليم الابتدائي، ومن خلاله يمكن للمتعلم الحصول على كم كبير من المعلومات التي تساعده على تعلم اللغة الأمازيغية بسهولة، وهو عمل متكامل موجّه للأطفال، يتميز بأسلوب ممتع وبسيط، من خلاله يتعرف الطفل على حروف "تيفيناغ" وطريقة كتابتها، وفق ما أورده موقع "هيسبريس" المغربي.

عند سؤال الأستاذ بعلى عن مصدر فكرته أشار إلى أنّ التعليم التقليدي لم يعد كافياً لتكوين جيل قادر على مجاراة العصر

وفي حديثه عن مميزات التطبيق لـ "هسبريس"، يقول أحمد بعلى، "يمكن استعمال التطبيق فور تثبيته دون الحاجة إلى الاتصال بشبكة الإنترنت، ويتسم بالجمالية والبساطة، ويمنحه تناسق ألوانه الجذابة لمسة تجعل الطفل الذي يتناوله بين أنامله يسعى إلى تصفحه بالكامل؛ علاوة على تضمنه مؤثرات بصرية رائعة".

ويضيف: "كما يتضمن رسومات إلكترونية ممتازة، ويحتوي على معظم المكونات المُدرسة في المستوى الأول؛ وأبرزها الحكايات التي توظف في التعبير الشفهي الذي يعتبر اللبنة الأساسية في تعليم جميع اللغات، واللغة الأمازيغية كنموذج".

صمم أستاذ اللغة الأمازيغية أحمد بعلى تطبيق "ⴰⵍⵎⵎⵓⴷ"، وفق مستجدات المنهاج الجديد لتدريس اللغة الأمازيغية في المستوى الأول من التعليم الابتدائي

وعلى هذا الأساس، قام أستاذ اللغة الأمازيغية "بتحويل حكايات المستوى الأول من مورد ورقي معتمد من طرف مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية، إلى مورد رقمي عن طريق الرسم الإلكتروني، مع إنتاج رسوم متحركة بالصوت والصورة وبجود عالية؛ إذ نالت إعجاب الفاعلين في حقل التدريس عبر ربوع الوطن"، على حد قوله.

وعند سؤال الأستاذ بعلى عن مصدر فكرته، أشار إلى أنّ التعليم التقليدي الآن لم يعد وحده كافياً لتكوين جيل قادر على مجاراة العصر والألفية الثالثة التي تمتاز بتراكم المعرفة التكنولوجية؛ كما أصبحت التقنية الحديثة بأشكالها المتعددة مطلباً من مطالب العصر.

ويوضح: "أصبحنا اليوم كمدرسين بالمدرسة المغربية ملزمين بمواكبة هذا التطور الذي يعرفه العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. ومنذ ولوجي مهنة التدريس قبل أعوام وأنا أعمل باستمرار على توفير وإنتاج الموارد الرقمية الخاصة بتدريس اللغة الأمازيغية لفائدة مختلف الفاعلين في هذا المجال، لتلي ذلك فكرة تصميم التطبيق التي جاءت كتتويج لتفاعل العديد من العوامل، أهمها تجربتي الشخصية والمتراكمة في مجال السمعي البصري والإعلاميات، إضافة إلى مجموعة من التكوينات في مجال إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التدريس؛ أبرزها التكوين الذي تمت دعوتي إليه من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي نُظم بشراكة مع برنامج 'جيني' التابع لوزارة التربية الوطنية السنة الماضية، وهذا العمل بمثابة ثمرة هذا التكوين الأخير المستمر الذي حفزني على المساهمة في تطوير وإغناء ورش تدريس اللغة الأمازيغية".

 قام أستاذ اللغة الأمازيغية بتحويل حكايات المستوى الأول من مورد ورقي معتمد من طرف مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية إلى مورد رقمي عن طريق الرسم الإلكتروني

وسيزيد هذا التطبيق من دافعية وإقبال المتعلمين بالمستوى الأول على تعلم اللغة الأمازيغية، وسيجذب انتباههم وينمي الإدراك الحسي لديهم، وسيساعدهم على التمكن من اللغة الأمازيغية كداعم للتعلمات التي يكتسبونها في المدرسة؛ وسيساعدهم كذلك على التذكر أو الاستعادة وتنمية الرغبة والاهتمام والإقبال على اللغة.

يرفع من جودة تعليم الأمازيغية

ويؤكد رئيس الجمعية الإقليمية لأساتذة اللغة الأمازيغية بمدينة تيزنيت، أحمد الداهوز، أنّ تطبيق الجديد "سيساهم في تجويد تدريس اللغة الأمازيغية، خاصة وأنه يوافق مستجدات المنهاج الجديد للمستوى الأول".

في حديثه لـ"موقع سكاي نيوز عربية"، قال الداهوز: "متيقن أنه سيساعد الأساتذة الذين يوظفون الوسائل الرقمية في دروسهم، وسيغنيهم من تحضيرات يلزمها الكثير من الوقت، كما أنه سوف يساعد التلامذة في تنمية كفاياتهم التواصلية والقرائية".

يؤكد رئيس الجمعية الإقليمية لأساتذة اللغة الأمازيغية بمدينة تيزنيت، أحمد الداهوز، أن تطبيق الجديد "سيساهم في تجويد تدريس اللغة الأمازيغية، خاصة وأنه يوافق مستجدات المنهاج الجديد للمستوى الأول"

ويرى رئيس الجمعية الإقليمية "أنه في زمن التكنولوجيا، أصبح توظيف وإدماج تكنولوجيا المعلومات ضرورة ملحّة، باعتبار العملية التعليمية مع هذه الوسائل لم تعد تقتصر على فضاء الفصل، وإنما في البيت وفي أي فضاء  آخر، لكون الأغلبية من التلامذة يميلون إلى استعمال تطبيقات تعليمية في هواتفهم أو في هواتف أوليائهم".

ودعا الداهوز، الوزارة المعنية إلى "تشجيع الأساتذة المبدعين والمجددين بجوائز مادية أو رمزية، بالإضافة إلى تنظيم تكوينات في مجال إدماج تكنولوجيا المعلوميات، والانفتاح الذي توصلت إليه الدول المتقدمة في هذا المجال".

جهود ومبادرات متواصلة

في خطوة وصفت بأنّها لحظة وطنية مهمّة، أعلن البرلمان المغربي، في وقتٍ سابق من شهر نيسان (أبريل) الجاري، الشروع في اعتماد الترجمة الفورية إلى اللغة الأمازيغية خلال جلساته، لأول مرة في تاريخ البلاد.

ونقل موقع "تلفزيون شوف" المغربي عن رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي قوله: إنّه سيتم الشروع رسمياً في "اعتماد الترجمة الفورية باللغتين العربية والأمازيغية خلال الجلسات العامة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية والجلسة الشهرية التي يجيب خلالها رئيس الحكومة عن أسئلة أعضاء المجلس".

أعلن البرلمان المغربي، في وقتٍ سابق من شهر نيسان الجاري الشروع في اعتماد الترجمة الفورية إلى اللغة الأمازيغية خلال جلساته لأول مرة في تاريخ البلاد

 

وأوضح العلمي، في كلمة بمناسبة افتتاح أشغال الدورة الثانية من السنة التشريعية الأولى للولاية التشريعية الـ11، أنّ تفعيل هذه الخطوة سيتم ابتداء من جلسة الإثنين 11 نيسان (أبريل) الجاري.

يذكر أنّ الأمازيغ قد احتفلوا في شهر حزيران (يونيو) من العام 2019، بقرار مجلس النواب المغربي، استخدام الأمازيغية كلغة رسمية في البلاد، رغم أنها كانت معتمدة في الدستور منذ 8 الأعوام.

ورسم القانون مراحل استعمالها وكيفية إدراجها في الحياة العامة والمؤسسات الرسمية على مراحل.

مواضيع ذات صلة:

البرلمان المغربي يتخذ قراراً تاريخياً بخصوص اللغة الأمازيغية... ما هو؟

تسبق التقويم الميلادي بـ 950 عاماً.. ماذا تعرف عن رأس السنة الأمازيغية؟

لعنة بيكاسو تطال الموروث الأمازيغي في الجزائر

 




انشر مقالك

لإرسال مقال للنشر في حفريات اضغط هنا سياسة استقبال المساهمات
الصفحة الرئيسية